قراءة في فنجان نوري المالكي

قالتْ والرعبُ تملَكها .. 
إذ تنظرُ في قعرِ الفنجانْ
الملكُ سَرابٌ ياولدي .. 
وَيشبهُ أحلامَ الإنسانْ
وقبلكَ مَنْ ظلموا دَفعوا ..
وَدَفعُ حسابِكَ قد آنْ
أيَّامك تَبدو حَافلة ..
بغيوم تمطرُ بالأحزانْ
وأرى في القعرِ علامات .. 
أنكَ تدنو من بركانْ
***
خطوطُ حياتِكَ تُفزعُني ..
انظرْ في هذا الخطِّ
أحداثٌ تبدو محزنةً لجميعِ 
رفاقِك في الخطِّ ..
وجموعٌ من شعبِك قادمهٌ ..
تحملُ ألوانَ السخطِ
فاتورةُ أمسِك جاهزةٌ ..
وقريبٌ يومُكَ كي تُعطي
وسنَّةُ ربكَ ماضيةٌ ..
ياولدي في كلِّ الأزمانْ
***
مَنْ يسرقُ قوتَ يَتامَاهُ..
مَجنونٌ ياولدي مَلعونْ 
وينالُ جزاءَ مثالبهِ ...
مَذكورٌ في حَرفِ النونْ
ها هي آثاركَ واضحةٌ..
أمٌ ثكلى ويتيمٌ محزونْ
وبطونٌ خاويةٌ غَرثَى...
ونفوسٌ أحرقها الهُونْ
وربوعُ بلادِكَ مَا فتأتْ ..
تَبحثُ عَنْ سلم وأمانْ
***
أوراقكَ ياولدي يَبستْ ..
وحزبُك جفتْ أغصَانُهْ
من يعملْ سوءً يُجزَ بهِ ..
أو يعملْ خيراً قد زانهْ
وشعبُكَ في قبضةِ خالقِهِ ..
سيفٌ يَقطعُ أيّاً خَانهْ
فتَحاشَى سَطوتهُ يَوماً..
فكفكَ خَطتْ أحزانهْ
ستندمُ حتماً وسَيعلو ..
صوتُك من خلفِ الجدرانْ
* * *
أيامُك تَدنو مُمْطرةً ...
بالقهرِ ويَعلوها الرَّعدُ
هذا وعدٌ من خالقِنا ...
حاشا ، لنْ يُخلفنا الوعدُ
لأنَّ دموعَ يتامانا ..
بدروب طموحاتِك سَدُ
والوطنُ الغارقُ في بَحرٍ .. 
- لك - من سيلِ دمَانا نِدٌ
ياولدي .. لا يظلمُ من كان ..
لديه بقايا إنسانْ
* * *
ياولدي.. فنجانُك دربٌ ..
شائكة تغمرُها الأنفاقْ
ستسيرُ وحيداً فيها ، ..
نحو مصيرِكَ دونَ رِفاقْ
وستعلمُ أنَّ الكرسيَّ ..
بما أفتى أو أعَطى ولدٌ عاقْ
وحشوداً من حولك كانتْ ،
قد بانتْ دَجلأ ونفاقْ
ستعضُ أناملَ من نَدمٍ ..
عَلى زَمنٍ ، حُلماً كانْ