متى تنتهي أحزاننا ..؟؟ |
كثيرة هي المواقف والقصص المحزنة والمؤلمة التي يمر بها الانسان على مدار حياته ,فمن منا لم يفقد عزيزاً قريباً كان أم صديقاً أو حتى جاراً سابعاً يكن له كل الاحترام والود ,والانسان السوي تمثل له الروابط الاجتماعية شيئاً مهماً وجزءاً لايتجزء عن حياته اليومية ,فما ان يغيب عنا صديق او مقرب حتى نبادر بالسؤال عنه وعن صحته وما أل اليه ,وما يشهده العراق اليوم من هجمة بربرية (ارهابية) شنعاء ـــ سمها ماشئت ـــ زادت من قصصنا المحزنة فالدماء تسيل عبيطةً دون توقف ولاتميز بين فرد من مذهب أو أخرأو طائفة وأخرى, فالهجمة موجه ضد كل العراقيين خصوصاً على مختلف أطيافهم وضد العراق بكل ثقله التأريخي عموماً,فاليوم شملت كل العراق من شماله حتى جنوبه ومن شرقه حتى غربه,تستهدف تمزيق العراق وتشتيته بنفسٍ يعيد للذاكرة كل ماقرأناه عن هجمات البرارة والتتار وتيمور لنك وأهل الخوازيق و رافعي الرؤوس المقطوعة على الرماح ..!فاليوم يلعبون برؤوس البشر كالكرة ,فهل التأريخ يعيد نفسه بوجه جديد ..؟؟ قد يقول قائل هناك مظلومين أو مستضعفين ثاروا ,نقول لهم لاتخلطوا الاوراق فالثورات في كل العالم تكون بأياد وطنية خالصة وليس بأجندات خارجية تتحكم وتوجه على أهوائها ..!! وليس من الصواب أن نضع يدنا بيد كائناً من يكون حتى لوكان الشيطان نفسه لكي نسقط شخص ما أعتقاداً منا بأنه اساس المشكلة ,فنحن بذلك نحطم مقدرات شعب وبلد بأسره من أجل تصفيه حسابات شخصية وعرقية وطائفية ,وفي حقيقة الامر ما دفعني لكتابة هذه السطور في مقدمة مقالي هو دموع رأيتها وقد ترقرقت في عينا أبٍ ــ ابا عامرــ ملكوم بأبنه المغدور الذي راح ضحية التفجير الاجرامي الذي وقع في شارع الاستقلال في منطقة العشار في محافظة البصرة ــ والتي تعتبرمن المحافظات المستقرة نسبياً على الصعيد الأمني ــ في احد ايام شهر رمضان المبارك ,وهذا واحد من عشرات غيره يسقطون يومياً خلال المواجهات المسلحة أو السيارات والعبوات المفخخة,يقول ابو عامرمتساءلاً متى ينتهي هذا الارهاب الذي راح ولدي ضحيته ..؟؟ |