الإنسان كالسيارة كلاهما يسير في طرق متعرجة

الخوف شيء يلم بالإنسان حين يبدأ كفاحه في الحياة أو يحاول شق طريقه فيها , فمنهم من يتوقف في منتصف الطريق ومنهم من يفشل في نقطة البداية ,ألا أقلية تظل تعمل وتعمل حتى تظفر بالنصر أو تسقط في ساحة العمل عندما يأخذ الله أمانته , وحينما قال السيد المسيح -ع- ) أدخلوا من الباب الضيق ) فأنه يعني أن الباب الرحب هو باب التساهل والتهاون والتسامح مع الذات في حين إن الباب الضيق هو باب التشدد والصرامة ومحاسبة النفس .

والإنسان كالسيارة تماما من حيث قدرته على الاحتفاظ بقوته ومظهره وكيانه ,مثلا مصنع تويوتا يصنع السيارة ويقدر لها إن تعيش عددا معين من السنيين إذا ما استعملت استعمالا عاديا معتدلا , كذلك سائر العجلات إذا ما أساء صاحبها استعمالها بأن دأب على سرعة 100كم في الساعة بدلا من 40كم أو اعتاد قيادتها في طرق حجرية وعرة غير معبدة فأنها تعطب ولا تعود صالحة للسير أو تهبط سرعتها تدريجيا ويقصر عمرها إلى ثلاث سنوات أو أكثر .

كذلك أنت مقدر لك إن تعيش عدد أكثر من السنين فيما إذا لم تسيء استعمال عقلك ولم تسر بسرعة فوق المعقول .. فوق طرق من طرقات الحياة الحجرية غير المعبدة , فكلما نشطت وفكرت وثابرت على عمل تحبه وتحسنه وتولع به في حدود المعقول تضاعفت حيويتك واستطعت إن تكون شابا في شرخ الصبا الى سن متأخرة من العمر .

وقد يختلف معي الكثيرون بان حياتنا ألان أصبحت ناعمة أكثر مما ينبغي إذا ما قارناها بحياة أجدانا والدليل على ذلك إن الإعمال المكتبية منتشرة جدا في أيامنا هذه , حتى إذا كان عملك لا يتطلب منك الجلوس فانك تجلس عندما تشاهد التلفزيون وتجلس عندما تقرأ صحيفة وتجلس عندما تكتب أو تركب السيارة .. هذا الجلوس هو احد أسباب النعومة في حياتنا العصرية التي أدت إلى انخفاض مستوى اللياقة البدنية والنفسية عندنا.

مع ذلك انه لا بد وان يغير الإنسان من نفسه فيتكيف حسب الأوضاع التي تحيط به ولا يجعل من صغائر الأمور ما يزيد من صراعاته ويؤثر في أعصابه ويسال نفسه دائما ما فائدة تعقيد الأمور هل تحل المشاكل ؟ هل تزيل الصعاب ؟ وما هو السبيل للخلاص مما يعكر الصفو ويؤثر على النفس ؟ وليعرف الإنسان دائما وبقوة إيمانه انه لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) .