نصيحة أتيكيتية... |
عندما دخلت الكلية العسكرية كمبتدأ وجدت صعوبة في تطبيق الكثير من مفردات ولوائح وقوانين صارمة وضعت لتلاميذ الكليات العسكرية ، كل اللوائح العسكرية صعبة التطبيق إلا واحدة بالنسبة لي وهي النهوض فجرا لأني فلاح ، الأسبوع الأول ، والشهر الأول لم أستطع إشباع معدتي رغم توفر الطعام وكثرته ، لكن المشكلة تكمن في الدقائق التي نمنح إياها لنكمل طعامنا ، نسمع الأمر تفضلوا فنأكل ، والأمر الكارثة أترك الملاعق ، الرقابة مشددة علينا ، ومن يرفض تنفيذ الأمر يحجز ذلك الأسبوع بالكلية ، ونحرم متعة اللقاء بأصدقائنا وأهلنا ومن ينتظرنا على مائدة الخميس الليلية ، وهكذا تعلمنا فنون القتال والتاريخ وآداب المعاشرة العسكرية (Etiquette ) ، والتهام الطعام على عجالة . في المتوسط بدأنا بدروس جديدة (Diplomatic etiquette ) آداب الدبلوماسية إضافة لما نتعلمه من حرفة العسكرية ، وتخرجنا من الكليات العسكرية نحمل شيئا أوليا عن علم (Etiquette ) ، وسمعت من أصدقاء لي ومن دورتي أنهم أدخلوا دورات غير التي تعلمنا لأنهم عملوا في القنصليات العسكرية ، وفي حادثة طريفة أذكرها وهي زيارة وفد عسكري من دائرة التفتيش لوحدتي العسكرية ، المفتش أقدم رتبة من أمر وحدتي ، بعد انتهاءنا من طعام الفطور وبدأت أقداح الشاي توزع لنا ، لاحظنا أن قدح المفتش يخرج صوت ملامسة الملعقة للقدح ( يخرخش ) ، نظر له آمرنا طيب الذكر وقال له ( أرجوك سيدي أنت تفسد ضباطي ، ألم تتعلم الأتكيت بالكلية العسكرية ) . طريق حلة بغداد 100 كم ، أنطلق الباص من مراب – كراج - الحلة صوب بغداد ، لا حظ أحد الركاب أن شخصا يعبث بأنفه محاولا أخراج شئ ما ، تكررت المحاولات كثيرا ولم يخرجها من أنفه ، توقف الباص بسبب قطع الطريق من قبل القوات الأمريكية حينها ، طال الانتظار أكثر من ساعة ، تذمر الركاب كثيرا فقال لهم صاحب الأنف ، لا عليكم أخوتي سوف نخرج المحتل من العراق رغما عن أنفه ، انتظروا قليلا وتيقنوا من خروجهم ، أجابه أحد الركاب ( شيخنه بروح أبوك من الحلة البغداد ما تكدر أطلع الكرفوعه متكلي شلون راح أتطلعون الأمريكان ) ، أحد عشر سنة مسكوا السلطة ولم يتعلموا فن ( Etiquette ) ، أنهم يريدون تغليب التصحر على الجمال ، يريدون ( تريِّف ) المدن بعد مدنيتها ، ما هكذا تورد الإبل يا رعاة الأغنام ، للإضاءة ....... فقط . |