حليب كامل الدسم لافواه نجسة !

انفرد والدي يرحمه الله بمثل ربما لم اسمعه من غيره . كان يصف من يحاول تجاهل وتغليف وتسويف وتشويه وإنكار الحقائق بمثل شعبي يقول :" المايشوف بالمنخل عمه العماه" . عمى لعيون ولعنات تحل بكل متخاذل وخائف وجبان يساوم على دماء وكرامة وأموال العراقيين ، و"يغلس" ولا يتخذ موقفا حاسما تجاه من يسيء إلى بلده وامن شعبه .
بعد الذي جرى وما قام به الأردن من إساءات بحق العراق آخرها رعايتهم لمؤتمر عنوانه الأول الانقضاض على العملية السياسية وعنوانه المخفي تقسيم العراق
هل أبقت الأردن لحق الجيرة والإخوة والعلاقات الطيبة من بقية ؟ .
ان تحاول الأردن إنكار رعايتها للمؤتمر ، فان المؤتمر جرى بموافقتها وعلمها المسبق .
قبل لوم الأردن يجب ان تعامل الحكومة المشاركين بهذا المؤتمر معاملة كل من يناصب العراق الجديد العداء ، يجب أن تطبق عليهم عقوبات صارمة، بالخصوص السياسيين المشاركين في العملية السياسية .
من باب تذكير الحكومة بواجباتها نعيد لها شيئا من تاريخ علاقة العراق مع الأردن .
في العام 1998 كتب القيادي البارز في حركة الوفاق الوطني "م .ع" ، الذي كان يسكن الأردن وهو وأسرته مقالا افتتاحيا في جريدة بغداد المعارضة لصدام ، نال فيه من صدام وحكومته .
في ذات اليوم الذي نشر فيه المقال استدعي إلى دائرة المخابرات الأردنية وعامله ضابط برتبة صغيرة بعدم احترام ، تقصدوا أن يحضروا له الشاي ب"استكان" عراقي .لم يحقق معه ولم يقل له غير شيء واحد :"نحن في الأردن لا مانع لدينا من تسليمك إلى الحكومة العراقية مقابل استكان نفط نأخذه من صدام ". خرج من دائرة المخابرات وذهب إلى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وظل هناك ، بعد تدخلات من أعلى المستويات في عواصم القرار الغربي والخليجي لدى ملك الأردن والمفوضية انتهى به وأسرته المطاف في دولة منحته حق اللجوء وتم ذلك بأيام معدودة !.
هل سمعتم ان المخابرات الأردنية أو موظفي الجوازات الأردنيين أوقفوا مسافرين عراقيين بالجملة أيام صدام وأهانوهم وامتهنوا كرامتهم ؟ .
مثلما يحصل مع المسافرين العراقيين منذ إطاحة صدام للان .
يسأل العراقي عن مذهبه ومسقط رأسه وعن أدق تفاصيل حياته ويحقق معه وكأنه متهم أو مطلوب للأمن الأردني !.
كل هذا حدث ويحدث ووزارة الخارجية والبرلمان والحكومة لم يتخذوا موقفا صارما، وكان الأمر يتعلق برعايا سومطرة وليس العراقيين !.
"من يهن يسهل الهوان عليه "
هل سمعتم عن مؤتمرات أو نشاطات للمعارضة العراقية عقدت في الأردن بالضد من صدام وحكومته ؟ .
من الهلال الشيعي ، الذي حذره منه ملك الفتنة في الأردن إلى مؤتمر تقسيم العراق الذي عقد قبل أيام في الأردن .
هل تنتظر الحكومة العراقية من الأردن وملكه وشعبه خيرا ؟.
تطابقت وجهات النظر الخليجية والأردنية ، ابتدأ الشر بالتحذير من هلال شيعي يمتد من إيران إلى العراق مرورا بسوريا ولبنان ، خططوا ان يكون الهلال هدفا لضرباتهم المستقبلية ، هذا ما حصل لاحقا . من قطر والرياض انطلق مسمى المثلث السني بين المثلث والهلال دمر العراق ، وشنت علينا حروب بالوكالة .
الذي يطلب الصدقات من الآخرين يجب أن يكون على الأقل لطيفا ومؤدبا معهم ويحفظ أحسانهم ولا يسيء إليهم .
من الموروث الشعبي سمعنا المثل العراقي الذي يقول:" مجدي وخنجره بحزامهه" وهذا ما يفعله المتسول الأردني مع العراق كل حين .
كل هذا وحكومتنا "حسنة النية" تريد ان تكون علاقاتها مع الأردن علاقات إستراتيجية ، وطمحوا لتشكل محورا للاعتدال مع الاردن !.
هل هذه قراءة سليمة لواقع العلاقة مع الأردن ؟.
خططت وقررت حكومتنا إنشاء أنبوب نفطي يمتد من الحقول العراقية إلى ميناء العقبة !. الحكومة تفعل كل ذلك وتكافئ الأردن من اجل ماذا ؟
هل تريد أن تشتد طعنات الشحاذ والمتسول والمكدي والطرار الأردني في خاصرة العراقيين أكثر مما يحصل ألان.
الحكومة الأردنية وملك الفتنة ليسوا وحدهم من يتآمروا على العراق ، بل ان أغلبية الأردنيين يسهمون بأذى العراقيين . يكفي ان الزرقاوي والانتحاريين الأردنيين واغلب الصحفيين والنقابات والفعاليات الشعبية الأردنية كلها ضد العراق الجديد .
استدعاء سفير العراق من الأردن أو اعتذار الأردن " ان حصل" خطوات غير كافية ولا توازي حجم الجرائم الأردنية المرتكبة بحق العراق .
طرد السفير الأردني من العراق ، وعدم منح الأردن هبات نفطية ونفط بأسعار مخفضة ، ومنع دخول البضائع والمنتجات الأردنية ، ووقف شحن واستقبال البضائع المشحونة على ميناء العقبة إلى العراق .هذه الإجراءات هي من تعيد الشحاذ المتسول المكدي الطرار الأردن إلى حجمه ووعيه .
المقاطعة الشعبية للمنتجات السعودية والتركية يجب ان تضاف إليها المنتجات الأردنية .
هل يستمر ضرع البقرة العراقية يدر حليبا كامل الدسم لأفواه نجسة لا تستحق الإحسان وتقابله بالإساءة دائما ؟.
كل الذي حصل بنا منذ إطاحة الحكم الملكي وتوعد الملك حسين بالانتقام من العراقيين لدماء أولاد عمه ملوك العراق وأسرهم ، وشلالات دماء العراقيين لم تجف وملك الأردن دائما يدفع للمزيد من الدماء .
من ساند واسهم وشجع صدام بحروبه على إيران والكويت لتسيل دماء المزيد من العراقيين غير ملك حسين وياسر عرفات ؟.
ملك الأردن الحالي هو امتداد طبيعي لذلك الإرث القذر من العمالة و التآمر والتسول ؟.
كان الأردن الرسمي طوقا خانقا على رقاب العراقيين أيام الحصار طبقوا الحصار بقسوة وشدة وزادوا عليه ، واستغلوا معاناتنا وجمعوا الثروات..
عندما نفتقر لقوة الردع العسكرية ، علينا البحث عن نقاط ضعف خصومنا وضرب مصالحهم.
التعامل مع المسيء والمجرم بلين وإحسان إساءة بالغة لضحاياه .
"ينبغي استخدام الوقت كأداة وليس كأريكة" .