(ر) و (ن) والبقية تاتي .. |
الكثير منا عاشوا رومانسية عشق اقامة الدولة الاسلامية في العصر الذي نعيشه وحلموا بحاكم مسلم او خليفة كالذي قرئنا عنهم في كتب التاريخ الرسمية التي كان كل فحواها تمجيدا للحاكم علما ان تاريخنا يعزل اربعة حكام ويضعهم في مكان مختلف عن الاخرين ويطلق عليهم اسم (الخلفاء الراشدين ) ويصفهم بسجايا حميدة وخصال حسنة ولايسمح بمقارنتهم مع الخلفاء الاخرين ويثبت ان العدل والامان والمساواة كانت موجودة بكل معانيها قي زمن توليهم الحكم ويستدل باقوالهم مثل : ( وليت امركم ولست بخيركم فان اطعت الله فيكم اطيعوني ) و ( لو ضاعت شاة بأقصى السواد لخفت ان يسألني الله عنها ) و ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ) بل ذهبوا ابعد من ذلك وقالوا عن احدهم ( تستحي منه الملائكة ) وفي غفلة من كتاب هذا التاريخ درجوا مايخالف قولهم فيهم فذكروا ان أبا ذر الصحابي الذي قال فيه الرسول الاعظم – ص –( ما اظلت الخضراء ولاحملت الغبراء رجلا اصدق لهجة من ذا ابا ذر ) قد حوصر وتعرض للمضايقة ونفي حتى الموت في زمن احد هؤلاء الموصوفين بالعدل وان عمار بن ياسر ذلك الذي قال له نبي الرحمة ؛( ياعمار تقتلك اللفئة الباغية ) قد عذب وديس عنوة حتى اصيب بفتق في زمن عدالتهم وغيرها الكثير من الشواهد التي لايسع المجال لذكرها ومن سخرية القدر ان هؤلاء الاربعة او ثلاثة منهم على الاقل قتلوا بايدي عامة الناس ومن قتلهم لم يكن طامعا بحكم او متآمرا على السلطة او ساعيا لها وهذا دليل على وجود مظلومين من الضعفاء في كل الازمنة ولم يرفع احد ظلامتهم مهما وصفته كتب التاريخ الرسمية بالعادل من الحكام وشاءت المقادير ان تضحك سخرية من هؤلاء الحالمين بدولة اسلامية تقيم لهم العدل بايصال ( داعش ) الى الموصل واعلان الدولة الاسلامية (الحلم ) فهلل الحالمون لها وطبلوا وزمروا وتشتموا بحكومتهم ( غير الاسلامية ) ووصفوها بالجاثمة على صدورهم وخلصتهم منها دولتهم الاسلامية المرتقبة والتي حلت بين ظهرانيهم ولم تسر ايامهم معها الا قليلا حتى اظهرت لهم عدلها فوشمت بيوت ( الشيعة ) بحرف (الراء ) وسمتهم روافض واباحت قتلهم ونهب ممتلكاتهم ونفيهم من الدولة الاسلامية وتشريدهم ولم يمض وقت طويل حتى التفتت للمسيحيين الذي اسمائهم الاسلام الاول ( اهل الذمة ) ووشمت منازلهم بحرف ( النون ) بمعنى نصارى وابلغتهم بضرورة اعلان اسلامهم او دفع الجزية او الخروج من دولة الاسلام بملابسهم التي تستر جلودهم فقط واعلنت ان ممتلكاتهم من اليوم هي ملك للدولة الاسلامية وحرقت كنائسهم واماكن عبادتهم مثلما فعلت بالشيعة قبلهم مع ان خليفة الدولة الجديد كنى نفسه بكنية اول الاربعة الذي حمل التاريخ رشدهم وعدالتهم وعدلهم .. افعلوا ماشئتم لكن على الاقل اعتذروا لنا عن ماكتبتموه كذبا في التاريخ وفرضتم علينا حفظه والتغني بامجاد عدالة لاوجود لها حتى في احلامكم ثم اسلبوا ارواح الضعفاء والموادعين والمخالفين وممتلكاتهم واعلنوها ( فتوحات ) اسلامية جديدة في زمن الخليفة الجديد او اطلقوا على من يخالفكم بالمنهج اسم ( مرتدين ) وابيحوا قتلهم وسلبهم والنزو على نسائهم كما فعل الذين من قبلكم . |