كارثة الطائرة الماليزية وازدواجية الغرب

بغض النظر عن السبب والمسبب فسقوط أو إسقاط الطائرة الماليزية تعتبر بحق كارثة إنسانية وكبيرة بحجم العدد الكبير من الضحايا ومن جنسيات متعددة.ومهما تكن الأسباب وراء إسقاط الطائرة فهي جريمة بكل المقاييس إذا ثُبت ادعاء ضربها بصاروخ أرضي جو.


كيف يتعامل الغرب مع هكذا كوارث وجرائم إنسانية؟

سارع الرئيس الأمريكي بإطلاق الاتهامات التي كررها الرئيس الاوكراني بأن الروس الانفصاليين هم وراء الكارثة والجريمة,أما وزير خارجية السويد فأشر وبدون أي بيان أو نتائج تحقيق أو فك أسرار الصندوق الأسود أسرع لإدانة الجماعات الإرهابية المدعومة من روسيا.أما مجلس الأمن فسوف يرسل 30 خبيرا دوليا محايدا لكشف الحقائق,و أوباما قال اليوم أيضا وبدون تحوير النتائج نريد أن نعرف المُسبب.الرئيس الروسي قال بأنه أمر بالتحقيق السريع وكشف أسرار الصندوق الأسود."الانفصاليين الروس في شرق أوكرانيا قالوا إن صواريخهم لا تصل أكثر من 3000 الى 4000 متر بينما الطائرة كانت على علو 10000 متر,وهذا ما ينفيه الجيش الاوكراني حيث قالوا ان الانفصاليين عندهم نفس صواريخهم التي تصل الى مدى 35 كلم. إذا كان الطرفان يملك نفس الصواريخ فلماذا تسرّع الغرب في اتهما الروس في شرق أوكرانيا؟


مهما ما سوف ينشره الروس من نتائج حتى لو كانت بإشراف ال30 خبير "محايد" فسوف لا يأخذ به الغرب عموما وأمريكا خصوصا لأنها مناسبة جديدة للضغط على روسيا في رفع يد المساعدة للروس في دونتسك,شرق أوكرانيا.

في اعتقادي ان أيادي الجيش الاوكراني ليست بعيدة عن الحادثة لاسيما والعالم "المتمدن" يقف معها لإضافة عقوبات جديدة على روسيا من أجل ضغوط جديدة عليها وعلى المنتفضين في شرق أوكرانيا.وبنفس الوقت ليس من صالح روس شرق أوكرانيا إسقاط طائرة مدنية حتى تزداد الضغوط عليهم.
أما تعامل الغرب مع القضايا الإنسانية الأخرى فهي تمثل قمة الكيل بمكيالين .لنأخذ بعض الأمثلة:

1-أين كان الغرب ,وأمريكا خصوصا ومجلس الأمن من إسقاط الطائرة الإيرانية فوق البحر العربي قبل عدة أعوام خلت حيث كان المئات من المسافرين على متنها حيث ضربتها القوات البحرية الأمريكية المتواجدة في الخليج وقتها؟
2-أين كان الغرب ومجلس الأمن من إسقاط الطائرة المصرية قبيل انتهاء رحلتها واختفت الطائرة في وحل الأراضي الأمريكية ,حيث كانت الحجة وقتها أن مساعد الكابتن قال "توكلت على الله"فهذا كان يعني لهم انه أسقط الطائرة لأنه لم يترفّع الى كابتن؟

3- أين مجلس الأمن الذي تديره أمريكا من العدوان المتكرر ومنذ أيام على غزة حيث سقط المئات بين قتيل وجريح؟الطائرة الماليزية لم يعرف سبب إسقاطها لحد الآن لكن العدوان الصهيوني على أبرياء غزة مستمر لهذه اللحظة بدخول القوات البرية مع الدبابات الى داخل القطاع بعد أن ظلت تقصفها بالطائرات لأيام عدة؟

أين أمريكا ومجلس الأمن ووزير خارجية السويد والاتحاد الأوروبي من كل هذه الجرائم التي تقترفها إسرائيل يوميا وبتحدي للعالم كله؟

العالم سوف ينتظر التقرير التي سوف تخرجه اللجنة الحيادية الدولية لكشف سبب سقوط الطائرة,وبغض النظر عن من أطلق الصاروخ باتجاه الطائرة فهي جريمة كبيرة بحق البشرية ومدانة.