حشودكُ يا عراق... شعر يوسف داود

 

هبّت حشودكُ يا عراق جواباوأتى أليك الواثقون شبابا 

وغدى الفضاءُ بنادقاً وسواعداً --  وعلا النخيلُ بيارغاً وحرابا

كلُّ الطوائفِ قد تلاحم شملهاشعباً يوحّده العراقُ غلابا

هذي النشامى قد فدتك صدورها -- سدّاً وأسدلت الرقابَ حجابا

جاءت مع الاكفانِ لا تخشى الردىكالسيل يحتزُ الجبالَ عجابا

تهبُ الدماءَ شيوخهُا وشبابُهاويقينها حملَ الجهادَ كتابا

الشعبُ سارع للملاحم أمّةً -- هزّت طلائعها الوغى أسرابا

لم تُبق أمٌّ في المنازل أبنها -- أو حالَ عُرسُ العاشقين ذهابا

لم يُقعد العجزُ ألمميت عليلَهاأو يُقعدُ الجرحُ البليغ مُصابا

أذ قام صوتك في المآذن ناخياًأضحى الجهادُ شريعةً ونصابا

لبّيك دار الأنبياء مقدساً –  لبّيك يا بلد الخليل مُجابا 

لبّيك تبقى خالداً ومُوَحّداًلبّيك تبقى سالماً غلّابا

تعلو الكواسرٌ من ثراك شواهقاً -- فغدت سماءُك رهبةً ولِهَابا

لم تألف الأسدَ الهمام مقاوماً -- والشرُ جاءَ أرانباً ودوابا

مرحى لهيجاءٍ يقودُ زمامَهاجيشٌ يعانقه الفداءُ جوابا

ان فاز شبلٌ قام ألف ٌ واثباً -- وكذاك يحيون الخلودَ صِلابا

سيدوم نوحٌ والخليلُ ويونسٌ --  وأبو تراب والحسينُ مآبا

أرضٌ تباركها السماءُ مراقداً --- وتصوغها للتائبين مثابا 

صبراً عراق الأنبياء رصاصنايجتثُ من قبل الردى الأوصابا 

  ويردّ بوقَ الشامتين وحبرهمويعيدُ للمتوجسين صوابا

 البيضُ هبّت والشموس بريقهازحفاً ، وأينعت الروؤسُ ضِرابا

تستلُ من بين الغزاةِ عتاتهاوتعيفُ جرذان الفلا أسلابا

تبقى مهللةً وربّك خيلها -- وسيوفها لن تستطيبَ قرابا

من كلّ شبرٍ في العراق كأمةٍ --- يعلو شهيدٌ ينتخي الأنجابا

تعلو السماءَ صواعقٌ ومدافعٌ --- فلكلّ شيطانٍ تصبُّ شهابا

ستظلُ أرضُ الأنبياء عصيةًما نالَ منها أرذلٌ أعتابا

كالغصنِ شوك في أصابع قاطعٍ --- وزهوره تهبُ العلا أطيابا

الصخرُ يرجمهم وربّك لعنةً --- ويسومهم رملُ العراق عذابا

ما طاب ماؤك للغرائب دجلةأو كان نهرك يا فرات شرابا

ما ظلّ نخلُ الرافدين لباغيأو كان في فاه العدى أرطابا

شدّوا لحايا الفاسقين الى الردىواعلوا رقابَ الخائنين ذئابا

أرموا القنابلَ في الصدور وأحرقوا -- بالراجماتِ ، وشتّتوا الأغرابا

لا تشمتوا أهلَ الخيانة والعدى -- لا تشمتوا الأغرابَ والأعرابا

قطعوا الروؤسَ وبالشهادة ناطقٌفاه الذبائح أمةً وملابا

قد دنّسوا بالمكرِ خيرَ شواهدٍ -- وسعوا بأرضِ الأنبياءِ خرابا

جاءوا مغولاً يقصدون حضارةً -- ما زالت الدنيا لها أنسابا

سيكونُ عشاقُ الشهادةِ حولهم -- طوقاً، فما وجدوا لهم أبوابا

والله تبقى يا عراق مُوحَّداً --- رغمَ اللئامِ وتبترُ الأذنابا

لا طائفيّة في العراقِ وأنّماالدينُ يجمعُ أهله أحبابا

 سيظلُ تقسيم العراق بأهلهِضربَ الخيالِ توهّماً وسرابا

زاخو الى الفيحاء مربطها دمٌ --- يسقي العراقَ روافداً وسحابا

شدّ الشمالَ الى الجنوب بغربهوبشرقه حبلُ العراق عصابا

كنت ولا زلت العراق موحداً --- وتدومُ للمتوحدين رحابا

اذ فكر الاعداءُ فصل مناطقٍ -- سيريهمو سيفُ العراق مصابا

لن يهدموا والله فيك مكارمَاًومدارسَاً ومآذناً وقبابا

ما دمت تحملُ للجهادِ بنادقاًوتدومُ أرضُك للسما محرابا

مرحى لشعبٍ ما أناخ لكبوةٍيوماً ، ولا وهبَ الغزاةَ ترابا

شعب العراق إذا نخوت لكربةٍ --- شعب العراقِ إذا رجوت صحابا

ما ردًّ يوماً لائذاً ومسائلاًأو قال كلّا راغباً مرتابا

ما قاده عند الصعاب ترأسٌ --- بل قاده حبُ العراق وثابا