الى متى يبقى العراق (حايط نصيص)

منذ السقوط الذي اعتبره العراقيين باب فرج لهم من الخلاص من تلك الصخرة الجاثمة على انفاسهم بدكتاتورية ثم الى ما بعد السقوط والاحتلال المبرمج ومن ثم الانتقال الى السلطة المدنية والحاكم السامي بريمر ذو عملية فرق تسد وزرع الخبايا من الاسرار مع الجميع ممن اعتلوا سدة الحكم وليس بمؤتمر لندن ببعيد او الخيمة او دهاليز البيوت الخضراء والحمراء وعملية جمع التواقيع ممن باعوا العراق قلبا وقالبا فقط لإستلام منصب او قيادة او شعور بسيادة وهنا لا أستثني اي مكون شيعي او سني او كردي او من اي قومية او اقلية فالجميع الذين وصلوا الى الجلوس مع برايمر هم ماسحي أحذية وضاربي ( جوخ ) بعدها تهالكت الدولة العراقية بعد هدم وردم مؤسساستها العسكرية والخدمية والصناعية والزراعية إلا من ما يسمونه الذهب الاسود الذي كان اصفرا لكل من سرق ونهب وباع العراق قطع غيار واسود داميا على الشعب ... فمنذ تسلم الحكومات المتعاقبة المؤقتة وغير المؤقته السلطة والبرلمان المنتخب ( شيش بيش ) بحجة صناديق الاقتراع وكل العراقيين يعلمون جيدا وخبروا وتلمسوا أنها تدخل عملية الهدرجة للتزييف والمفوضية العليا ليست مغيبة بل على علم بذلك لكنها تعمل حسب السياقات بالتعامل مع القوى المهيمنة... احزاب مهمشة طردت وقمعت ونكل بها لعدم قدرتها على الصمود في استرداد هيبتها وكرامتها إلا من خلال الدبابة الامريكية والاحتلال ... متناسين ان من دفع الثمن في كل ذلك الشعب العراقي الذي لا يستحق كلمة النضال او الجهاد ان تطلق عليه كونه لم يكن يحمل جنسية غير العراقية ولا يعيش في الخارج فبلع الموس ذو الحدين ودخل قبة البرلمان ( شعيط ومعيط ) وقتلت وتم تصفية القدرات العلمية الثقافية وهجرت العراق بل لاذت بالفرار العقول التي تسنى لها النزوح الى خارج اسوار الوطن بعد تهديد بمسمى طائفي اندرج ومنذ البداية بقائمة برايمر وخبايا الغرف المظلمة... شاءت الاقدار ان يحال العراق الى التقاعد منذ ان تكالبت عليه القوى والكتل السياسية والاحزاب ذات الميول الرئاسية والسيطرة على مقدرات الدولة والشعب بمسمى حكومة مؤقتة ومن ثم منتخبة وهلم جره... كان التغيير هو نافذة صغيرة أمل الشعب منها ان تتوسع عربيا واقليميا مع دول ما يسمون الجوار فما عمده المقبور من حروب وتدمير وخراب فاض بالنفس العراقية بكل اطيافها حتى الذين تمسحوا به مثل البرزاني او الطلباني وغيرهم من القوى الكردية او العربية تلك التي لعبت دورها بإتقان في كل المراحل والتأريخ موجود ولا اعتقد ان هناك من ينكر ذلك إلا من اتخم فسادا وشرب مياه مستنقع النفاق السياسي...
كاد العراق ان يدخل حلقة او مربعا ينتقل فيه من القيود الى الحرية المسلفة إن صح التعبير لكن من وجد البساط يسحب من تحت قدمة وآيل للسقوط راح يتمسح بالدول المحيطة وبالتحديد الخليج العربي تلك التي لا تريد اساسا للعراق ان يتعافى من كبوته التي تلقاها فقد كان راكبه جاثيا كالصخرة حتى عجز الحصان العراقي عن حمله الى ان كبى بحجر امريكي وسقط الى الابد تاركا الحصان العراق يصهل ولأول مرة بنشوة الحرية والتي لم تكتمل كونها كانت معنونة بخراب كبير يربك الحصان العراقي من زرع الفتن والعبوات الناسفة لكل احلامه بسماء واحدة وارض واحدة .... فتقسم العراق قبل ان يتوحد وكل شرع يسهم في بيع قطع اراضية تماما مثل ( الطابو الزراعي ) كأنه إرث من هرب وسكن وتجنس فما ان عاد حتى بات يشتري ويبيع ويستملك ما ليس له... وضاع العراق بينهم وبأيديهم فتكالبت القوى علي ثروات العراق ومقدراته ونسوا الشعب، فاستغنى من كان عطارا او كان كاتبا او كان نقاشا او ماسح أحذية ... وهلك الشعب بل زاد هلاكه الذين دخلوا قبة برلمانية بأسمه ليرثوا كل شيء هم وعوائلهم واقاربهم ... ساسة الفرص والنفاق السياسي بالضحك على ذقن شعب أهبل مسطول يؤمن بالبطة والمسمار والطنطل،،، شعب خيراته غير مقدرة له وخير دليل الفائدة التي تحصل عليها منه دول الجوار لندع تركيا والمشاريع الكبير في شمال العراق وفي المحافظات العراقية ولنترك دول الخليج والعائدات من ما تصدره كمواد غذائية او انشائية او غيرها ولننسى المستلزمات الطبية الغير صالحة للاستعمال الادمي وغيرها نتحدث عن الجارة الاردن تلك التي كانت في عهد المقبور مستفيدة وحتى الآن لا زالت ولا أدري ما هو السبب اي ورقة عورة تمسكها على الدولة العراقية لتجبرها ان توزدها كل يوم ب 300 ألف برميل ببلاش او بنصف السعر ... وهي دولة ترعى الإرهاب وتصدره وتمول وتلجيء من يعارض العراق وحكومته وسياسييها وتعمل على دعم الكثير من المعارضين والتابعين لذلك الصنم الذي انتهى وقته وهاهو الامس القريب تعمد الى السماح بإقامة مؤتمر ما يسمى المعارضة والذي لاشك هو مدعوم خليجيا اي السعودية وقطر وإلا فإن العراقيين لا يمكنهم التفكير ابعد من خطى اقدامهم كونهم لا يريدون ان يخسروا الحياة المرفهة التي يعيشونها فبرغم كل شيء الاكراد واهل الجماعة هم المستفيدين من الثروة العراقية ومقدرات النفط اما ما يطلقون عليه الجنوب الشيعي فهو لا زال يعاني من الكبت والقمع والفقر بيد الشيعة انفسهم ... وسؤال في نفسي ( هل هي لعنة على الشيعة بأن يظلمهم أهلهم من الشيعة؟ هل الخيانة وشراء الذمم سهل عندهم؟ ولماذا يشعرون بالضعف امام الآخرين؟ أليس هم قوة تعادل الجميع اذا تراصفوا؟ ولم الخنوع والسكون على من يضربنا على قفانا؟ أليس لنا يد ترد الصفعة برفسة؟ ولم الدولة والبرلمان ذو السلطة التشريعية والاغلبية يسمح بكل ذلك ؟ هل لأنهم جميعا وبدون استثناء أجروا عملية بواسير مثل العطية وباتت فضيحتهم بجلاجل....
عجيب امر هذه الدولة لها من القدرة والقوة المادية والبشرية العسكرية والمدنية لكنها تتوقف على اعتاب الصغار تستجدي لعبة اكمال العملية السياسية ... الخيانة واضحة من الكرد والسنة معا الى جانب اطراف شيعية تميل مع عبارة ( منين ما ملت غرفتي ) يعبدون الطريق إليهم والاغرب ان القيادة او السلطة الحاكمة تعلم وتصمت وتحاول ان ترضي جميع الاطراف ... ولا أدري لم تحاول ذلك إذا كانت مقتنعة إنها على الحق ...!! فالعمل السياسي قد يجعلك تبيع وتشتري بكل شيء لكن لابد من كلمة شرف أو هيبة او حتى لباس لا يجب ان تخلعه حتى لا تعاب وتوصم بالدعر والعهر... فكرامة العراق وشعبه فوق كل شيء هذا الامر الى الان لم يفهم اي سياسي او برلماني عراقي... كون تطلعاتهم جميعا الى الاستثراء من الوجع العراقي ثم الذهاب الى اي بلد اجنبي للعيش فيه والاستثمار باموال الفقراء من المغبونين من ابناء الشعب العراقي الذي مع الأسف اقولها لا يهمه الخراب ما دام هو بعيد من باب داره...
على الحكومة العراقية ان تتخذ الرأي الصائب في علاقاتها مع الجميع وأيضاح الصورة التي تغيب عن الشعب بحجة التوافق او الشراكة الوطنية وغيرها من المسميات وهي تدور وترجع الى نفس الكليشة ألا وهي (المحاصصة) ....على الحكومة العراقية ان تعلن وبصراحة للشعب من هو الخائن ومن هو الكاذب ومن هو المتواطيء ومن هو الأحق فعلا في قيادة شعب أوصلوه الى ان يؤمن بمقولة ( من يأخذ امي يصير عمي )
إن العراق اراه الى افول ما دام لا توجد رؤية واضحة وقيادة تحكمة بعدالة ... ان الحكومة الحالية والتي انتهت ولايتها او تلك التي سوف تتشكل وإن كانت بنفس النفس اي شيعية عليها ان تعلم وتحدد ما هو الخطأ وما هو الصواب؟ فليس من المعقول ثمان سنين أو أكثر من السلطة والنتيجة صفر ... اين إذن المنجزات اين هي خيرات العراق ....؟؟ اين هي الكهرباء؟؟؟ التي باتت حلم اخضر يراه الوليد قبل الكهل ... على الدولة حكومة ببرلمانها ان تعي جيدا ان العراق سيقسم لا محالة وهم يدركون ومقتنعون بذلك لكن التقسيم بحسابات بنكية ليس إلا فمن يتطاول على دولة واسقاط هيبتها في ساعات قليلة ..اشارة واضحة بأنك يا عراق لا تأمن الى من هو بجانبك عراقيا كان او من اي قومية او طائفة...
النتيجة التي اراها للعراق هو انه بحاجة الى مواقف محددة وعلى دولة رئيس الوزراء ان يعدها ويجعل منها وثيقة تحمي العراق وحدة ارض وشعب ... فإن لم يكن يستطيع على أرض وشعب لتكن سماء وشعب ... أي بمعنى سماء تجمع العراق وارض تفرقهم بمسمى الدويلات التي هي ضمن قائمة خبايا برايمر وتفريق الدول العربية واسقاطها للاستحواذ على اقتصادها وتكبيل زعماءها هذا إن صح التعبير وتسميتهم زعماء مالم يكونوا عبيد للقوى الكبرى والكرسي ... إن اللطمة التي تلقاها العالم العربي بحجة الربيع جاءت تصب في مصالح من انزوا في جحور كالجرذان من امثال الحركات التكفيرية التي صنعتها امريكا بتمويل خليجي لغرض هدم الهرم العربي وتقسيم الدول العربية التي لها تأثير اقليمي وعربي.... أأمل ان يصحو الشعب وتصحو الحكومة ان العراق بات قاب قوسين او أدنى من السقوط مالم يكون قد سقط وعلى جميع القوى الوطنية الشريفة التي تحمل العراق نبضا ان تسنده وتعيده واقفا شامخا ... وتعمل على تجبير وتضميد جراحه لأنه أنهك طعنا بخناجر أهله بحجة الطائفية ..مع العلم ان الصراع على السلطة واضح للجميع فلا يمكن ان تسمح القوى ان يستعيد المثلث الشيعي انفاسه لانه الصخرة التي تسبب الغصة للجميع خاصة ان المد الشيعي وصل ذروته.