عفواً .. هذا (مام جلال)

يلجأ بعض الفارغين الى إستدرار عيون وآذان البسطاء من خلال خطب لا تحتوي مضموناً يمكن الاتكاء عليه، وهم في هذه الحالة لا يجنون سوى السيئتين "السخرية والاستهزاء" فهم وان نفخوا طويلاً بحناجرهم، لن يجدوا سوى صداهم يعود اليهم خاسئاً ، فيصيرون كمن يأكل نفسه وقت جوع للكلام.
اسوق هذه المقدمة وانا أرى بعض الأبواق وكتّاب الحروف الساذجة التي تحاول الإساءة لرمز عراقي أصيل، ناضل وقدم ما لا يستطيع جمع غفير من هؤلاء الفارغين تقديم ربع ربعه، ذلك هو الرئيس جلال طالباني، فالمبوقون هذه المرة وللتغطية على فراغهم الثقافي وقلة وعيهم وللتغطية على فساد ساستهم الذين يتبعونهم .. ذلك الفساد الذي ازكم الانوف جميعاً، لم يجدوا سوى عودة الرئيس (جلال طالباني) من غيابه الإضطراري، ليحولوها الى قضية تعد من وجهة نظري فارغة المحتوى، وخالية من اي ابعاد يمكن لها ان تسيء لشخص (مام جلال)، كونه لا يتحمل سوى ان فترة غيابه شهدت تعتيماً إعلامياً من قبل عائلته والمسؤولين في كردستان، في حين بقي هو رئيس العراق الذي اجمعنا على كونه رجلا .. كان قلبه (على ومع) العراق، فهذا الرجل الذي لا يحتاج لان اعرّفه انا او غيري، كون تاريخه النضالي والسياسي خير شاهد على ما اقول.
أعود لأقول ان هؤلاء وبكل ما اوتوا من قوة عملوا على تغطية حجم ورائحة فساد كتلهم التي يشجعونها وينتخبونها التي ازكمت الانوف، من خلال ابتداع حالة هي في الاساس منطقية جداً، ولاغبار عليها، لكنهم ومن باب (علّي حسك وخبي...) صاروا يتصارخون وينعقون، وكأن خراباً كبيراً ارتكبه الرئيس يساوي الخراب الذي اثقلتنا به بعض الكتل السياسية بصفقاتها المشبوهة، وصاروا يجترّون مفردات وجملاً نسخوها من اقوال ميتة ومطوية، تشبه الى حد كبير الاجترار البعثي للمفردات التي يتضمنها خطاب البعثيين وكل الظلاميين.
ربما لا حق لي في اجراء مقارنة بين تاريخ (مام جلال) ناصع البياض، وتاريخ الكثير من ساستنا اليوم، لكني اود ان اذكرهم بأن اللوحة الاصيلة التي يقتنيها العراق والعراقيون، لايمكن لغبار العهر السياسي ان يشوّه مضمونها، خصوصاً اذا كانت تحمل في طياتها المضمون الكامل للوطن والوطنية والمواطنة، وهذا المضمون متواجد وبالكامل في شخص الرئيس، الذي عمل ومنذ انهيار الدكتاتورية البعثية في اعصار نيسان عام 2003 وحتى مرضه على جمع الفرقاء وتغذيتهم بالحس الوطني الذي ينمي روح الانتماء الحقيقي العراق، وكان حاضراً مع الجميع في صد الفتن التي حاول (أخوة يوسف) تصديرها عبر شعارات الطائفية البغيضة، ومفردات التمزيق الديني التي اشتغل عليها خطاب البعض من اشباه السياسيين، ومنهم المطبلون والمبوقون للقضايا الفارغة واقصد بعض الكرد الذين خانوا عهد الوحدة الوطنية، وكذلك بعض العرب (شيعتهم وسنتهم) الذين اهملوا قضايا العراق الكبيرة ومعاناة البسطاء التي تسببوا بها هم لاغيرهم، وانشغلوا بمحاولات تشويه الآخر، بعد ان وجدوا ان الناس قد بدأت تعي جيداً من هو الصالح ومن هو الطالح، في زمن بقي فيه الاصيل اصيلاً، فيما بانت معادن النفعيين والانتهازيين، وانكشف مستورهم الذي لن تغطيه محاولات التشويه.