"ملا عواد" يدير الأزمة

دول إقليمية واخرى تقع في قارات تفصلها عن العراق  المحيطات ، أبدت قلقها من استمرار  الخلاف بين القادة السياسيين ، في وقت تشهد فيه البلاد تراجعا امنيا ، وسط غياب تحقيق اي منجز عسكري على الارض يؤكد إمكانية استعادة المدن الخاضعة لسيطرة جماعات مسلحة ، أصوات انطلقت من عواصم عربية واجنبية تحث الفرقاء على الإسراع بتشكيل الحكومة ، وقيل ان "البيت الابيض زعلان " وحذر من تدهور الأوضاع  ووصولها الى منزلق خطير .
المعنيون بتشكيل الحكومة الجديدة ، استعاروا طريقة "ملا عواد" في اتخاذ القرار ، والرجل  استنادا الى معلومات دينية ورثها من  ابيه ، اعتمد استخدام المسبحة 101 في اتخاذ القرارات  المصيرية سواء لأسرته او ابناء قريته  في ريف محافظة الديوانية ،  فعندما تطلب منه زوجته شراء حاجة شخصية لها  يواجهها بعبارته " بعد وكت خلي نشوف دربنا " لازمة ملا عواد استخدمها اخرون حتى اصبحت شعارا  لتسويف  الطلبات الملحة والضرورية من قبيل نقل مريض  الى  المركز الصحي في الناحية ،او  كتابة عريضة الى مدير الناحية لتامين الطريق نحو القرية  بعد ان شهد صولات شبه يومية يشنها "السلابة " لسرقة بيض ودجاج  المتوجهين الى سوق  الناحية .
الملا توصل نتيجة تكرار نشاط السلابة ، الى قرار يقضي  بتشكيل خلية ازمة اوصت بكتابة عريضة موجهة الى مدير الناحية ، صاغها الملا بأسلوبه وكتبها بخطه  واستهلها بعبارة "الى عالي جناب مدير الناحية المحترم ابن الاكارم والاجاويد" وتضمنت  العريضة الطلب بتوفير سيارة مسلحة لتامين الطريق من السلابة ، والسلام ختام.
وكلف الملا احد اعضاء اللجنة بالتوجه الى الناحية وتسليم العريضة الى المدير مع  توصية بشرح الأوضاع المزرية وحجم مخاوف وقلق أبناء القرية من تكرار الاعتداءات على أرواحهم وممتلكاتهم ،وحرمانهم من الوصول الى السوق.
مدير الناحية استجاب للطلب وامر مسؤول مركز الشرطة بإرسال سيارة  "مسلحة"  لتامين الطريق ،  فبرزت مشكلة  تلبية طلبات عناصر الشرطة  للطعام ،  لمواصلة عملهم ، فتعاطى الملا مع الموضوع  بمعالجة فورية ، اثارت تساؤلات الاخرين لأنه بنظرهم لا يفضل اتخاذ القرار الا بعد ان يرى دربه ، ودافع الرجل عن موقفه  بان  "امور الحكومة "غير خاضعة للتأجيل ،  ومنح التمر والخبز لعناصر "المسلحة"  مقابل  ملاحقة السلابة موقف  يهدف الى تحقيق مصالح أبناء القرية .
الملا عواد  تخلى  عن منهجه ،  لإدراكه بان تحقيق المصالح  يتطلب التقرب الى كبار المسؤولين " ابناء الأكارم والأجاويد " والابتعاد عن إثارة زعل الحكومة ، وتوفير الدعم اللوجستي لأجهزتها الأمنية  سيحقق فوائد كثيرة ، من اهمها توفير  موارد مالية لابناء القرية  من بيع الدجاج  والبيض في سوق القرية ، حكمة الملا  اشاد بها الجميع ، وعدوها منجزا تاريخيا ، وتجربة بالامكان تطبيقها حين تندلع الازمات ،  وتصلح للاستخدام حتى من قبل البيت الابيض الزعلان على القادة السياسيين العراقيين لفشلهم في تسوية  خلافاتهم من اجل إنقاذ بلدهم من "السلابة " .