؛؛العراق نحو الاقاليم ؛؛التعايش السلمي تناقض ونفاق سياسي واعلامي: ج٣

ان غالبية الشيعة يرفضون تولي اي مسؤول سني عليهم وكانه عميل سعودي وهابي وتكفيري وطائفي ويدعم الارهاب لقتل الشيعة. لا يمكن ان يتقبل اي شيعي فكرة ان يكون الحاكم سني حتى لو كان صالحا وهذا سببه تجسد الطائفية في المجتمع مع ترسخ عدم الثقة. ان الشيعي يرفض ذلك بسبب طول ما عانى هذا المكون من تسلط حكم الاقلية السنية الطائفية عليه لعقود وقرون طويلة. اصبح الشيعي لا يثق ولا يمكن ان يثق بالحاكم السني ودائما متحسب من السنة وخوفه من اشباح الماضي اللعينة. وبالضد تماما لو ان المالكي او اي حاكم شيعي للعراق في المستقبل جعل من العراق جنة وجعل الجميع يعيشون رفاه ما بعده رفاه فلن يكون بنظر السنة الا انه طائفي وصفوي ومجرم ويعمل على تهميش السنة وعميل لايران وفتح ابواب البلاد على مصراعيها الى ايران لتسرق ثرواته وتتحكم بمصير ابناءه!! وهذا طبعا مفهوم خاطيء وساذج روجت له امريكا قبل السنة وذلك بسبب وجود حكومة اسلامية معادية الى امريكا في ايران. ان التقارب الامريكي الايراني الذي حصل مؤخرا جعل الاطراف العربية في حالة من الرعب من ان تعود ايران لتتحكم في الشرق الاوسط بدعم ومباركة امريكية مرة اخرى.

ان واقع الحال العرقي والطائفي اصبح حقيقة واصبح العراق بثلاث مكونات متنافرة رافضة لحكم بعضها البعض وهذا ما خلقته الاجواء الاعلامية التي روجت لها امريكا ومشروع بايدن وعمل على ترسيخ ذلك وبكل قوة الاعلام العربي المسيء الذي لا يريد عراقا ديمقراطيا قويا. قد يقول البعض يوجد اعلام مضاد واعلام ضد السنة!! ان اعلام التحريض واعلام التهجم واعلام تكفير السنة غير موجود ولا يوجد طرف شيعي يروج لمثل هذا السوء لا يوجد اعلام شيعي يهتف ضد سنة العراق او يهتف ويعمل على تفريق مكونات الشعب العراقي بينما الاعلام التكفيري الموجه ضد العراق الديمقراطي والشيعة كبير جدا. ان واحدة من اهم نقاط الخلاف بين السنة والشيعة هو دفاع السنة عن البعث، ان البعث ليس سنيا بل ان اكثر قياداته التي تم اجتثاثها كانت شيعيه فلماذا السنة يدافعون عن البعث؟ ولماذا البعث لازال ينشط في المناطق السنية فقط؟ لماذا اغلب قادة السنة لا يريدون الديمقراطية؟؟!! ولا ينظرون لما اعطته صناديق الاقتراع؟! ان صناديق الاقتراع لا يمكن تجاوزها، وهي الحق الذي يجب ان نخضع لها جميعنا والا فاننا على ابواب انهيار الدولة العراقية.

لعل من اغرب من نلاحظ ونسمع اليوم هو ان الكل من الشيعة والسنة العرب يهتفون ضد التجزئة لكن السني لا يريد حاكم شيعي والشيعي لا يريد حاكم سني . اما الكرد فانهم يرغبون بالانفصال بعد ااستقطاع اكبر ما يمكن ان يستقطعوه من العراق لكنهم خائفين من مصائب الواقع الاقليلمي فيما لو حصلوا على ورقة الانفصال لذلك نرى الكرد يريدوا ان يكونوا ضمن العراق الموحد الضعيف ولديهم حقوق ولا يؤدون اي واجبات ياخذون ولا يعطون، من هذا يتبين بشكل واضح وجلي عمق الازمة وفقدان الثقة التام بين المكونات الرئيسية الثلاث في العراق