رجل بدأ بتلاوة القرآن الكريم قبل خمسة عصور.. والتلاوة مستمرة لحد اللحظة

جميل جدا ان نتعرف على جوانب مبهجة لم نكن نعرفها في تاريخ امتنا ... في سراي (طوب قابي) اسطنبول ظاهرة لامثيل لها في العالم وهي تلاوة القرآن الكريم ومنذ خمسة عصور من قبل حفظة القرآن الكريم . هذه التلاوات دون توقف ولمدة24  ساعة في قسم الامانات المقدسة من متحف طوب قابي والتى بدأت منذ عهد السلطان سليم خان والد السلطان سليمان القانوني وهي مستمرة لحد الان.

يتناوب الان لتلاوة القران الكريم 12 حافظا للقران الكريم تم اختيارهم من بين الاف من حفظة القران وكان للصوت العذب والشخصية الجذابة واتقان اللغات الاجنبية دور مهم في هذا الاختيار..يقول حافظ القران الشيخ نجدت وطنسيفر والشيخ سنان اصلان :تسعة من الحفاظ للتناوب الليلي الذي يبدا من الساعة الرابعة والنصف عصرا وثلاثة للتناوب النهاري الذي يبدأ في الثامنة والنصف صباحا. ولنا شرف المناوبة التى بدأت قبل 500 عام ونحن نختم كل يوم ختمة يعني 365 ختمة في السنة. نحن نقرأ طول الليل والملائكة تسمع  وندعوا للامة الاسلامية ويضيفان ان بعض من السياح العرب احيانا يطلبون نيل شرف التلاوة حتى ولودقيقتين ولكن لدينا اوامر بعدم السماح لغيرنا  بالتلاوة  حتى انني و بعد انتهاء تناوبي وجدت احدهم ينتظرني والدموع في عينيه واوضحت له بكل رفق .

متحف طوب قابي في اسطنبول في مقدمة المتاحف التى تجذب السياح اليها وتقدر عدد زائريها بالملايين سنويا.

السلطان سليم خان عندما عاد مع الامانات المقدسة من مصر(*) جعلها في (الغرفة الخاصة) ولخلق الجو المعنوي الذي يليق بتلك الامانات بدأ هو شخصيا بتلاوة القرآن الكريم لكونه حافظا للقران وكانت البدايةثم تناوبه باقي الحفظة وقُدّر عددهم بـ( اربعين حافظا) ولحد اللحظة التلاوة مستمرة دون توقف. بإمكان زائري هذا المتحف مشاهدة القراء وسماع القرآن الكريم مباشرة.

الاّ ان التلاوة الان في قسم الامانات المقدسة لاسباب امنية لحدوث حادث سرقة نسخة من القرآن الكريم المخطوط باليد والذي لايقدر بثمن ومن يومها التلاوة في قسم الامانات المقدسة ورغبة وامل القراء الكرام العودة للتلاوة في الغرفة الخاصة وهي الغرفة المخصصة لاغراض سيد الكائنات سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم .

يقول المؤرخون ان للدولة العثمانية اساسان معنويان : الاولعندما أقرأَ السلطان محمد الفاتح الاذان في كنيسة اياصوفيا وهي لازالت مستمرة الى الان والثانيعندما بدأ السلطان سليم بتلاوة القرآن الكريم في الغرفة الخاصة وهى لازالت مستمرة لحد اللحظة.

رحم الله الاجداد الذين كانوا خير نماذج للبشرية .

 

 (*) يقال انه لم يمس الامانات المقدسة بيديه وانما لمسها  في محافظ خاصة وهو متوضىء وطول الطريق يقبلها ويضعها على رأسه وهوفي حيرة من امره كيف يمسكهن.