تدعيش السنة

مرض الايدز الداعشي ينتشر و يحط رحاله في المناطق التي يسكنها أتباع المذهب السني، القلق يشعُ بين القيادات السنية المعتدلة التي لم تأخذ دورها المطلوب لدرء الفتنة الداعشية بالشكل المتناغم مع خطورة الموقف، الخوف من مستقبلٍ يضع تلك القيادات في مأزق مظلم .

الزواج الكاثوليكي بين داعش وبعض القيادات السنية غير المعتدلة التي خانت جماهيرها وورطتهم بمشروع الدم، طويل الأمد وهو مبني على أساس المصالح والغنائم والأموال .

الحقيقة تُقال أن مشروع تدعيش السنة تجاوز مراحل متقدمة، لكن يجري ذلك بمعزل عن مكاشفة الجماهير السنية الرافضة إلى أن تتحول أداة ووسيلة بيد دول الجوار ولاسيما السعودية الدولة المنتجة للإرهاب والمصدرة له فلم يتضح للجماهير حتى الآن الهدف الحقيقي للجماعات الإرهابية المتطرفة التي تحتل أجزاءً كبيرة من الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى والتي سماها مؤتمر عمان سيء الصيت بـ" المنتفضة "، نكرر ونقول أن من يرفع السلاح بوجه أخيه العراقي بدوافع إقليمية يحتاج إلى صحوة ضمير تنبههُ أن المشروع الداعشي أوسع من مفهوم الثورة المفترضة أو التي سميتها في وقت سابق بالثورة الفندقية.

نعم،ممكن أن نصف ما يجري في هذه المحافظات على انه احتلال داعشي طُرز بدعم بعض شيوخ عشائر ورجال دين الصدفة الذين لم يقصروا في التحشيد الطائفي والعمل على إرباك العلاقات بين السنة والشيعة لمصالح خاصة وضيقة .

أزيلت بعد مؤتمر عمان سيء الصيت الكثير من علامات الاستفهام التي لا تتعدى الظنون و الأوهام منها أن تعريفنا لداعش سبيل المثال أنه نتاج عسكري إرهابي أفرزته مجاميع متطرفة لكن الإجابة أتت وافرة ووافية في المؤتمر الذي أكد أن ما يجري هو تنسيق واسع بين داعش وبعض القيادات السنية المعروفة وأن المؤتمرين هم الجناح العسكري لقوى التطرف والارهاب في البلاد.

يبقى الرهان على جماهير السنة في إنتاج قيادات لا تعشق داعش وتطالب بحقوقها، قيادات لا ترتمي بحضن القتلة والمجرمين ، قيادات لا تنام ليلها ورعيتها مشردة في الشوارع والحياة شبه متوقفة في مناطقهم والإعمار يهاجرهم وكل شيء لايتحرك نحو الأمام سوى القتل والدمار .

من دون أدنى شك أن الجماهير السنية المعتدلة أكثر بكثير من تلك التي صفقت وطبلت ورقصت وهوست للمغاربة والشيشانيين والأفغان والتوانسة واليمانيين هذه الجماهير مؤمنة أن تعيش تحت مظلة العراق الموحد في أخاء وحب مع أخوانهم الشيعة والمسيحيين والتركمان والكرد وبعيدا عن مملكة داعش الساقطة وبعيدا عن رجس السياسيين ورجال الدين والعشائر الموالين للدول المجاورة ..تيقنوا أن داعش تقتل الجميع ولن ترحم من يعارضها .