المَحبّة وطن!! |
المحبة والأُلفة الإنسانية والتعاطف البشري , والشعور بالود والاقتراب النفسي والروحي من أخينا الانسان , تصنع وطنا سرمديا مطلقا.والوطن بحاجة إلى قلب واسع رحيم وعقل حكيم, وإنسان يستطيع أن يغسل القلوب بماء المحبة والصفاء والنقاء, ويَقدر فيعفو ويتمكن فيصافي, الحب ينبع من قلبه ويفوح من عيونه.فلماذا لا نكون جمعينا ذلك الإنسان؟!يقول الإمام علي بن أبي طالب : " أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة"ويقول أيضا " أعقل الناس أعذرهم للناس"
والوطن يريد قطع حلقة المشاعر السلبية المُفرغة, التي مضى في دوامتها, فتكدرت الخواطر , وتعكرت النفوس , واضطربت الرؤى والأفكار , وانحرفت التصورات , وتاهت البصائر في وعثاء التداعيات المريرة.فهل من خلاص من الآهات والويلات والصراعات؟فما أسهل توريث الأحقاد والشرور!وما أسهل الظلم عند المقتدرين!لكن البطولة تكمن في العفو والمصالحة , وبث روح الصفاء والنقاء , التي تطهّر النفوس وتعيد المحبة إلى القلوب, فيربح الجميع, ويتحقق الأمان والعرفان , وينجون من أودية الخسران والعدم.إن الحقد شر , والإنتقام شر , فلنسعى إلى الخير وننبذ الشر.ولنا أسوة برسولنا الكريم , حينما دخل مكة وعبّر عن سياسة الصفاء والنقاء والمحبة , التي بعثت الإيمان بالقلوب والإبداع بالعقول, وجعلت الظالم يخجل من ظلمه, فتجلده نفسه به كل يوم ألف جلدة وجلدة.
يقول أبو دلامة: "العفو أحسن ما يُجزى المسيء به يهينه أو يريه أنه سقطا"
وتلك أعظم عقوبة يمر بها ظالم من البشر, أن تجعله يعيش في معصرة مظالمه التي تطحنه طحنا أليما, عندما يرى مَن هُم في مكانه خيرا منه , ويحققون كل طيب ومفيد.فالظالم يستحق أن ينال منه ظلمه, لا أن نعطيه مبررات تأكيد الظلم والدفاع عنه , بما نقوم به من مظالم , فنزين صورته ونوفر له شعورا بأنه كان رحيما ومصيبا فيما كان يقوم به.
" وأقبلوا على بعضهم يتلاومون, قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين" القلم 30, 31الوطن بحاجة إلى مَن ينادي: حيّ على الصفاء , حيّ على النقاء!وإلى مَن ينتصر على نفسه وآلامه وجراحاته ومقاساته , وكل ما ذاقه وعاناه من مرارات, فينادي بأعلى صوته وبكل قوته وروحه : أن هيا إلى الصفاء والمحبة , وبُعدا لناعور الكراهية والتحزبية , ولكلّ ما يورث الأحقاد.
. "فاصفح الصفح الجميل" الحجر 85" وليعفوا وليصفحوا, ألا تحبون أن يغفر الله لكم" النور 22إن أعظم الشرور التي تصاب بها الأمم والشعوب , هي أن تعجز عن إيقاف التفاعلات التي تورث الأحقاد, وتوريث الأحقاد طامة كبرى تصيب الأمم والشعوب, ولهذا فأن قادتها وساستها يَحْذرون ذلك كل الحذر ويمنعونه أشد المَنع, فلنعي هذه المأساة البغيضة ونضع لها حدا, ولا نتحرك تحت ضرباتها الموجعة القاسية.
يقول غاندي : "إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة"
الأحقاد تفجر في النفوس مشاعر سلبية مؤذية لا تنفع الحاقد أو المحقود عليه.الأحقاد تحرق أسباب الخير وتدمر البصر والبصيرة.الأحقاد ترفضها كل الأديان والشرائع السماوية , وتدعو إلى نبذها وتحقيق المحبة والآخاء بين أبناء البشر أينما كانوا ومن أي جنس يكونون.أرجو من الله أن يعم الصفاء والنقاء والرقاء والرخاء بلادنا , وأن يسعد الجميع بها , ويأنسون ببعضهم , ويتعاونون على ما هو خير وصالح للبلد وللأجيال , التي علينا أن نورثها الطيبات , ونقيها من السيّئات.علينا أن نفكر بأبنائنا وحياتهم ورفاههم وعزهم وسعادتهم , ولا نحمّلهم أوزارنا وآثامنا وأخطاءنا وخطايانا. ونحترم الأجيال القادمة , ونعيش ونفكر ونمارس من أجلها , لا من أجل أنفسنا وحاجاتنا الصغيرة.وأملنا أن يقينا الله تعالى من الظلم والظالمين , ويشرح صدورنا للمحبة والأمان والسؤدد.ولنتمثل قول الأمام علي بن أبي طالب :لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرافالظلم مرتعة يفضي إلى الندمتنام عينك والمظلوم منتبهيدعو عليك وعين الله لم تنم |