حتى البهائم ما نهبت بعضها |
بكل وقار سأبول مع سبق الاصرار على كل قلم متسافل يتحدث بعد اليوم عن غيرتنا ، واتوقف ثم ابول ثانية واقىء على كل صفحة جريدة رخيصة تمجد شهامتنا . ثم اتوقف و ابول واقيء واسلح على كل لسان مداف بفضلات الكلاب السائبة وهو يتحدث عن اكذوبات الشرف و صفحات البطولة و قصص الايثار . ولا اعتذر ولن اعتذر فمخلوقات تنحدر بها القذارات حدا ان تتعامل مع سكان الموصل الاصليين الاصلاء بهذه البشاعة والدونية ، حرام علينا ان نسميهم بشرا ونتعامل معهم كبشر او نتحدث عنهم كبشر . وساعتذر للبهائم لو استعدت صرخة مظفر النواب المدوية "حتى البهائم ما نهبت بعضها " . سالعن لعن عاد وثمود كل صغير خاو يسلقني بعد اليوم بخطبة عصماء عن حضارتنا وانجازاتنا وتاريخنا الذي يمتد الى خمسة وستة وسبعة الاف عام . فالتاريخ الذي لا يردعني عن حفظ كرامة من استضافني على ارضه وزاده ، انما هو لعنة ابدية تطاردني الى ابد الابدين . هانحن بيضنا وجوه كل زناة التاريخ وجناته . فهل يحق لنا بعد اليوم ان نلوم عصابة من شذاذ الافاق المصريين عندما فعلوا فعلتهم النكراء مع الشيخ حسن شحاتة رحمه الله . ها نحن نقترف بحق مسيحيي الموصل ما تخجل من اقترافه اي عاهر ترفع الاعلام . لا اتحدث عن الدواعش والفواحش والخلفاء والامراء ، اتحدث عن الجار المسلم الذي طعن جاره المسيحي طعنة نجلاء في وجهه و ليس في ظهره وهو لصيق بيته منذ مئات السنين يقتسم معه الفطور والعطور . اتحدث عن بائع الخبز الذي حرم زبونه المسالم منذ قرن من كسرة خبز يسد بها رمق عياله المحاصرين بحثالة الملل والنحل . اتحدث عن صديق العمر الذي انقض على اثاث زميله مثل آكلي لحوم البشر فراح يفرهد كل ما اعترض طريقه . اتحدث عن البقال الذي رفع لافتة على زجاج متجره - قربة لوجه الله - معلنا مقاطعة النصارى في شعب ابي طالب في شهر المغفرة والتكافل . ايها القادمون من ظلمات الكهوف " اصرخ فيكم ... اصرخ اين شهامتكم ان كنت عربا ... بشرا ... حيوانات ٍ "... هذا هو سقوطنا العمودي المريع فلا يتحدث بعد اليوم احد منكم عن بقية اخلاق عالقة بعباءاتنا المدنسة . هاهو الغطاء انكشف عن توحشنا وبداوتنا وجشعنا وخياناتنا ولؤمنا وهمجيتنا وجوعنا الحيواني الازلي ، ولم يبق لنا الا ان نرفع سيقاننا باتجاه السماء معلنين هزيمتنا النكراء المدوية امام التاريخ . ما الذي سيشرف اولادنا واحفادنا ان يتناقلوه عنا غدا من مناقب ومآثر . لم تبق رذيلة على وجه الارض الا اقترفناها بكل صلف وعتو . فهل من عاتب بعد اليوم على السماء لو بعثت بابابيلها لتمطرنا بحجارة من سجيل . اللهم اجعلنا عصفا ماكولا كجيش ابرهة ، ولا هذا العار الذي غشينا و الشنار الذي نلتحف به ولا يرف لنا جفن كاننا خشب مسندة . |