مواجهة "البغدادي"

على الارض هناك اكثر من 2 مليون مواطن مهجر من الموصل وصلاح الدين والانبار وديالى .. وهناك ملايين اخرى لاتمتلك قدرة النزوح من اماكنها فجلست في منازلها تنتظر قدرها.
الفكرة التي يتم تسويقها بان اهالي الموصل والمدن الاخرى يدعمون تنظيم "البغدادي" من المفترض ان يتم مراجعتها اعلامياً وسياسياً .. الى اليوم كل الصور التي نقلت عن تأييد خلافة البغدادي الملثمة لاتتجاوز عشرات من المؤيدين والكثير من هؤلاء مغلوب على امرهم.
تقولون ان على اهالي الموصل الانتفاض على عصابات البغدادي.. كيف؟ باي سلاح؟ وكيف لمدنيين ان يقوموا بما عجز عنه الجيش؟
الحديث الدائم عن الحلول السياسية والقانونية والاجتماعية التي من شئنها ايجاد بيئة مناسبة تمنح سكان وعشائر ومسلحي هذه المناطق القدرة على مواجهة "الخلافة الملثمة" والقضاء عليها .. ليس مجرد طرح فنطازي، فلا حل من دون استعادة القدرة على الاتصال مع السكان وتشكيل تنظيمات قادرة على مواجهة البغدادي من الداخل بالتزامن مع هجوم عسكري للجيش النظامي، وهذا لايحصل من دون تسويات سياسية كبيرة تعيد الثقة بين السكان والحكومة.
ملاحظة اخيرة : عصابات البغدادي هي مجرد عصابات فقط، بعض المنتمين اليها كالمنتمين الى اي نظام هؤلاء يصطفون مع الاقوى دائماً وليس لديهم ايمان بعقيدة داعش، وهم يشكلون طبقة كبيرة اليوم داخل التنظيم ويمكن التأثير عليهم.
يمكن ان نمضي في النقاش الى مالانهاية ، ولكننا نحتاج خطوات جريئة تتجاوز النقاشات العقيمة والتخوين والبكائيات.