لاشرعية لمن لا يستطيع حماية الرعية |
يتبجح البعض بأنه كسب اعلى الأصوات و اغلب الناخبين و ان لولا اداءه الجيد و ادارته الفذة لما كان قد حصل على تلك الأرقام الكبيرة من اصوات الناس و لكنه يعلم جيدآ ان من يملك السلطة و المال و الدعاية و الأعلام يمكنه خلق رأي عام مؤيد له لما لتلك الأدوات من مقدرة كبيرة في قلب الحقائق و التأثير على ارادة و اختيار الجمهور .
ان سحب الثقة من أي موظف رفيع هو حق للناخب يستخدمه حين يتقاعس هذا الموظف عن عمله او يفشل في ادارته و هذا المبدأ اي سحب الثقة معمول به في كل البلدان الديمقراطية التي نادرآ ما تضطر الى استخدامه نظرآ للحساسية العالية التي يتمتع بها اصحاب الوظائف الرفيعة في تلك البلدان حتى ما ان تقع حادثة صغيرة تؤدي بحياة اناس لا يتعدى عددهم عدد اصابع اليد الواحدة حتى يقدم الوزير او المسؤول استقالته على الفور دون اللجؤ الى سحب الثقة و من ثم فصله من الخدمة و ما به من مس للكرامة و هذا لا ينطبق على شاغلي الوظائف الكبيرة من السياسيين في بلادنا فهم ليسوا بليدي الأحساس فقط انما لديهم فهم آخر للكرامة يعرفونه هم فقط .
ان الذين جاءت بهم الأخطاء الفادحة التي أرتكبها نظام ( صدام حسين ) تعاملوا مع المنصب الذي ظفروا به على انه مكسب وغنيمة يجب الأستفادة منها قدر المستطاع و في اقصر وقت و بدل ان يكونوا هم في خدمة الوظيفة و بالتالي خدمة الشعب تحول المنصب و الشعب الى خدمتهم .
هؤلاء الذين يحكمون اليوم هم من اتباع الأسلام السياسي بفرعيه الشيعي و السني و هذه الأحزاب الأسلامية هي المهيمنة على رئاسات الدولة و مفاصلها المهمة و ذلك منذ سقوط نظام ( صدام حسين ) و لحد الآن و لأكثر من عشر سنوات و البلاد تسير من سيء الى اسؤ ومن تردي الى آخر وفي كل نواحي الحياة يحسب لهم فقط انهم زادوا من رواتب الموظفين بحكم الوفرة في الأيرادات النفطية و جاء غلاء الأسعار و المعيشة ليلتهم تلك الزيادة .
من تصدى للمسؤولية و ادعى دون حق كما اثبتت الوقائع و الأحداث و كان غير اهل لتلك الثقة و المسؤولية التي كانت كما يبدو اكبر منه و من امكانياته و كان هو اصغر منها فلم يتمكن من احتوائها و يظهر انهم اخذوا سيرة الخليفة ( عثمان بن عفان ) سنة لهم فقد اساء عماله و ولاته على الأمصار و آذوا الناس و صادروا حقوقهم و اغتصبوا ممتلكاتهم بينما بقي هو مصر على انه خليفة العناية الألهية التي جاءت به فلا مجال للتنازل عن هبة السماء فما كان من الثائرين ان احاطوا به و قتلوه و كانوا جميعهم مسلمين القتلة وكذلك المقتول .
لسنا ضد احد لشخصه او سيرته الذاتية فهي لا تهم الناس في شيئ انما في سيرته العملية لانه ارتضى لنفسه ان يكون في هذا المكان و يتصدى لمتطلبات الموقع و ان يكون جديرآ به و ان يكون حاميآ و مدافعآ عن الوطن و المواطنيين ارواحهم و املاكهم , اما الآن فأن ثلث البلاد او اكثر خارج سلطة الدولة و لا سيطرة للحكومة المركزية على هذا الجزء من الوطن انها واحدة من كبريات المحافظات العراقية و اكثرها تنوعآ ثقافيآ ففيها الجوامع و الكنائس و اضرحة الأنبياء و في اقضيتها و نواحيها الحسينيات و المزارات و مراقد الأولياء و لكن في غفلة ليست من الزمن انما من اولئك الذين يفترض ان يكونوا حراس البلاد و حماتها الذين اجمع الكل على فشلهم و سؤ ادارتهم و حكمهم الصبياني لكنهم ما زالوا متمسكين بالحكم بالرغم من كل الأخفاقات و الأنتكاسات و الهزائم ( اذا لم تستح فافعل ماشئت ) .
|