التركمان يقارع الظلم والتهميش والتهجير

كثيرة هي الأحداث والمسائل التي طرحت على الساحة السياسية العراقية ولكن ما طرح وخاصة بعد احلال الديمقراطية بديلا عن الدكتاتورية في العراق عام 2003 استخدم سياسة المحاصصة الطائفية والعرقية من قبل الأحزاب والكتل الطائفية وكان نصيبها اليوم هو الفشل بذلك أخذت تفقد هذه الأحزاب معنى الانتماء إلى الهوية الوطنية ، حيث إننا نجد بعد تزايد الوعي الجماهيري على كنه هذه الأحداث والمسائل الجوهرية والتحسس ببطلانها ومنها التعصب القومي والطائفي المنتشر بين أطياف العراق وقومياته مما أدى إلى عدم قدرتهم في توحيد العراق وإنقاذه من الفرقة والاحتراب ، وان عقلية المحاصصة الطائفية والقومية هي ليست وليدة اليوم وإنما تعود إلى انطلاقة المعارضة العراقية إبان النظام السياسي السابق في العراق لأنها انطلقت من منطلق الطائفي والمذهبي العنصري حسب أهواء السياسيين والكتل السياسية الموالية لدول إقليمية خارجية التي تعمل على حساب هذه الدول جاؤا بعد سقوط النظام السياسي السابق إلى العراق تحت خيمة الديمقراطية بديلا عن الدكتاتورية التي كانت قد مورست من قبل الأنظمة السياسية المتعاقبة في العراق إلا إنها سرعان ما تحولت هذه السياسة إلى ساحة اختبار للكتل والقوى السياسية العاملة في المشهد السياسي العراقي تديرها بعض الدول الخارجية المؤثرة تنفذ وتترجم سياساتهم وبرامجهم وأفكارهم ذات نظرة طائفية ومذهبية عنصرية وهذا ما جعل هذه الكتل والشخصيات السياسية تجر ورائها الخيبة والخسران التي أوصلت العراق إلى حافة الهاوية والاقتتال الداخلي بين أبناء هذا الشعب . يوما بعد أخر أخذت تتكبد هذه الأحزاب والكتل الحزبية الهزيمة تلو الهزيمة أمام قوة وإرادة الشعب العراقي المؤمنون بالروح الوطنية العالية وحاملي المبادئ الوطنية بعيدا عن التخندق الطائفي التي برزت بفضل ثقافاتهم التعصبية والنظرة الحزبية الضيقة في هذه المرحلة . ورغبة مني في أن بطلع الرأي العام العراقي والعالمي هذه الحقائق وعلى حقيقة ما يجري في ارض الواقع من زيف وادعاءات باطلة تجاه الآخرين لبعض الأطراف السياسية نتيجة لفشلهم وعدم قدرتهم في قيادة الشعب لأنهم ابتعدوا عن الهوية الوطنية وتمسكوا بمبادئ تحط من مستوى الإنسان العراقي وتقلل من قدرته وكرامته وتجعله آلة مسخرة لا حول ولا قوة لها . وفي ظل هذه الظروف للمرحلة الحالية تعاني فيها الشرائح العراقية أزمة شمولية سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية وثقافية عميقة فتقف في حيرة من أمرها بين تاريخها

وحضارتها الحافلة بالانجازات والبطولات والمآثر التي تمثل عنوان شخصيتها وصلتها المستجدة بين ماضيها وحاضرها وبين الأفكار والعقائد الطائفية والمذهبية التي تهب عليه من مختلف بقاع العالم . وهنا أود أن اذكر للمتابعين للشأن السياسي إن من بين المكونات العراقية نجد المكون التركماني صمد شامخا إزاء هذه الأحداث والأزمة الخانقة رغم الظلم الذي وقع عليه نتيجة لمواقفه الوطنية العراقية الخالصة وحفاظه لهويته القومية ، وهناك تساؤلات عديدة وعنيفة لماذا تعرض هذا المكون الأصيل إلى الدمار والتخريب ومسح هويته القومية وتعرض المواطنين التركمان إلى الاغتيالات والقتل والتهجير أكثر من إي مكون أخر في العراق ؟ فيطول الحديث عنها ويتشعب بدقة متناهية فتتبدد أمامها غيوم الشك ويتأصل اليقين في ضمير الإنسان التركماني العراقي انه كانوا من أوائل المدافعين عن وحدة العراق أرضا وشعبا بعيدا عن التخندق الطائفي والمذهبي وكانوا من اشد المعارضين لسياسة تقسيم العراق إلى فئات وجغرافيات ومناطق محصورة بين الشيعة والسنة والأكراد مقابل الحفاظ على الهوية الوطنية العراقية التي فقدت من الوجود وحلت بدلا عنها الهوية الطائفية والمذهبية التي أصبحت ديدن الكتل السياسية هدفها تقسيم العراق إلى دويلات لإضعافه ، بالإضافة إلى ذلك أن التركمان لم يكن يطمع يوما بالمصالح الخاصة لهم ولم يتجاوزوا على حقوق الآخرين ولم يجعلوا أنفسهم عملاء للأجنبي كالذي فعلتها بعض الأطراف السياسية بارتباطاتها بالدول الإقليمية كايران وأمريكا وإسرائيل وسوريا وتركيا، وفي هذا المشهد السياسي كان موقف التركمان مشرفا لحفاظه على وحدة العراق بكافة قومياته وطوائفه ومذاهبه لأنه شعب أصيل لا يقبل الذل والهوان لم ولن يقبل أن يكون آلة التقسيم وفضل العيش بكرامة وعز وبفضل هذه المواقف الوطنية أصبح هو المضحي لأجل العراق ولأجل شعبه وألان بدا يدفع ثمن مواقفه وقد هجر أبناءه ودمر مناطقه وقتل قادته وهو شامخ لم يثني سواعد أبنائه قط .