يا مسيحا!!

 

 

"إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه إسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين" عمران45

 

قال المسيح (ع) : "فليُحبَّ بعضكم بعضا"

 

أيها الروح النوراني الفياض المتدفق من ينابيع الأكوان , المعطرة بالمحبة والسلام الإلهي , المرفرف كأطيار الخلود المبتسمة في جنان العرش العظيم.

أيها السرمد الخفاق , والبهجة الناطقة , والأمل الوضاء والبهاء المنير , والعطر الفواح من أزاهير الجوهر الطاهر النقي الوضاح.

 

أيها الأمنية الأبدية , والقَطر السامي الرقراق , الهاطل على يباب الخوافق والأعماق والنفوس , ليرويها بالمعاني الخالصة , وبسلاف شهد النفحات الربانية المقدسة.

أيها الحب الصادق والإيمان الرائق , والإنتماء الفائق , والإعتقاد الناطق, والروح السائق , والمجد السامق , والضوء الدافق , والرجاء الباسق , في علياء التجلي والإشراق.

 

أيها المُكلّم الناس وهو في المهد صبيا , ومَن اهتز جذع النخلة بقدرات أصله فتساقط في أحضان العذراء رطبا شهيا , منحها طاقة المواجهة والصبر والرعاية والتعبير عن كنه الإنسان.

 

 

أيها الرسول النبي القديس النبيل المُطهّر من التراب , والناطق بلسان النفحات الرحمانية , والحامل لرسالات الإرادات السماوية الغنية بالكلمات البرهانية.

 

أيها المتوّج فوق صرح اليقين , المُحلق في فضاءات الأدري وما وراء أعرف وأرى , حيث يتحقق الإمساك بينبوع الأفياض الربانية , والتجسيد الخارق لأحلام الأسماء النورانية.

أيها الجلاء الرائد , والنداء الوافد , والمجد العائد , المؤيّد بروح القدس , الذي جاهد مَن كذبوه , وتجشّم عناء الظلم والقهر , الذي هزمه بوهج القيم والمعاني السماوية المشرقة.

أيها الرسول الذي أوتي أسرار الفيض الكوني , ونطق الإنجيل بلسان روحه ومهجة أعماقه الفضائية المطلقة.

 

يا مَن بشّرت به ملائكة الرحمان السيدة مريم وجعلته وجيها في الدنيا والآخرة , وتبعه أنصار الله , فانتصروا برسالته على ظلمات التراب , ونوازع النفوس السيئة المارقة النوايا والتطلعات.

 

 

أيها الكلمة والروح الملقاة في روع السيدة البتول , وهي في محراب المحبة الرباني العظيم , تتعبد في كنف النور الإيماني الدافق من عين الجوهر , فترتوي بشراب سلاّف السرمد.

أيها المنادي بأن "الله محبة" وعفو وفضيلة وخير وإحسان وتسامح جميل , يا نابذ العداوة ومزعزع أركان الكراهية , والساقي القلوب نبيذ الضوء وقطر بلسم الرجاء.

يا صاحب البيّنات , المتوفى المرفوع المطهر من الذين كفروا , الصادق المصدّق.

يا لسان الهدى والنور والموعظة للمتقين.

يا عارف الكلمات والحكمة والتوراة والإنجيل.

 

البشرية جاعت للمحبة والألفة والرحمة والمودة , والإحسان والطيبة والنقاء والتقوى , واختلجت الفضيلة بين مخالب الرذيلة الناشبة في بدنها الطاهر , والمانعة لصوتها الجاهر بالحق والتسامح والسلام.

 

والدين أصبح حصانا يُمتطى للوصول إلى غايات مغرضة ذات صولاتٍ باهضة , تخدم مَن تسوّل له نفسه وصار هواهه دينه وربه وكتابه.

 

فهذا حين من الدهر ضجّ فيه التراب من التراب , وأضحى البشر أحطابا , وما عاد هناك مَن يقرأ أو يسمع للرحمان خطابا!

 

أللهم إرحم الإنسان واحميه من أساطين الشرور , وأولياء أمّارة أباليس السوء , ودهاقنة الكراهية والإنتقام.

 

وأملنا أن تنتصر المحبة , وتشعشع أنوار الأخوة والألفة الإنسانية النبيلة السامية , في قلوب الناس أجمعين!!