العيد في زمن الفتنة |
في زمن الفتنة لا شيء حسن ولا شيء يستحق الإحترام ويستحق التقدير غير ذلك الثابت الذي هو الوطن ، في زمن الفتنة تبين لنا جميعاً عهر مشايخ السلفية وفساد دينهم ، وتخلفهم القادم من أعماق الحقد والعفن التاريخي ، في زمن الفتنة لا يحق لنا ولا يجب ان نحتفل في العيد ، فكرامتنا بعد كل هذا النكبات قد هُدرت ، وأرضنا بعد كل هذا العدوان قد أغتصبت ، وإنساننا هذا الضائع الغارق قد تمزق ، في زمن الفتنة رأينا رجال ولا رجال ، ورأينا نساء ولا نساء حين تمزق شرفهن تحت بند - { ختان النساء مثلا } وهذا ما فعله السلف !!!! ، ولهذا كم ترددت في الكتابة مطلق الكتابة حفاظاً على الكلمة وعلى الكرامة ، وفي ظل هذا تمنيت لو لم أكن عربياً أو مسلماً في الأصل فذلك أدعى وأعز وأكرم ، ولهذا ألتزمت الصمت لما وجدت إن الإستكانة على التخريب والتشجيع هو المهانة ، ألتزمت الصمت في زمن تخريب القيم والمبادئ والشرف والأخلاق ، وألتزمت مبدأ الاعتكاف أو النأي بالنفس خوفاً من الدخول في متاهة الكذب والنفاق والدجل ودين السلفية الباطل وشعاراته العقيمة وأسلوب حياته المريض ، الذي ختم على أفواه وعقول وقلوب المسلمين بخاتم من الشمع الأحمر ، دين السلفية الذي أنبنى في كنف من الجهل والتخلف ينشر علينا حقده باليد العربية والمال العربي ، دين السلفية هذا أحال نهارنا إلى ظلام ، وبدد أحلامنا عن العيش المشترك وعن الكرامة وعن الحياة الحرة الكريمة ، دين السلفية هذا تفنن في قتلنا وتنمر علينا حين لم يجد من يصده ويمنعه ، وغايتي هنا ليس إحصاءاً لجرائم السلفية ودينها المريض ولم يكن مقصدي ذلك ، إنما هي إشارات وتنبيه على واقع الحال ، وعلى الفعلات التي يقومون بها تحت بند قال الله وقال الرسول ، فعلات واضحة المعاني بينة الأهداف تجاه كل فكر حر وكل هدف نبيل وكل قيمة وطنية وحضارية شامخة ، رأينا هذا يوم تحرير العراق سنة 2003 م ، وكان شغلهم الشاغل أن لا تنجح تجربته الوطنية الجديدة ولا حركته الدستورية ولا بناءه الوطني ، ولا يسعنا المقام في أحصاء جرائمهم وكم فجروا وكم قتلوا من أبناء العراق لعرفنا مرادهم وغايتهم ، ولهذا لا غرابة من هجمتهم الجديدة على بعض المحافظات التي تواطئ البعض ممن فيها معهم ، لحنق نفسي ومزاجي خرب على أهل تلك المحافظات نمط حياتهم وعيشهم وبدل دينهم الذي أرتضى لهم ، نجد هذا في التهجير الممنهج للمسيحيين وللقتل العمدي للشيعة وللكبت المقصود للمرأة و للفتاوى العقيمة التي تنم عن جهل وعقم للعيش وللحياة ، ولهذا كنت أقول : ومنذ زمن إن العراق يحتاج لحاكم قوي ينتزع الحق من غير تردد ومن غير تراجع ، حاكم حاسم شجاع مقدام يقض مضاجع الإرهاب ويفشل مؤامرة التقسيم والإنفصال ، حاكم وطني يقطع دابر الفتنة ويرد كيد من يسعى خلفها وفي ظلها ، وبهذه المناسبة أعيد التأكيد على ذلك من جديد ، وأعيد التأكيد على طي صفحة هذا التنازع السلبي الضيق على من يكون رئيساً للوزراء ، ولنشجب التلهي وهذا التمييع والتسطيح لما نحن فيه وأولئك المخربون يعيثون في الأرض فسادا ، وأصحاب النفوس الضيقة يسعون لتثليم العراق حسب مقاسات هذا الزمن التعيس ، ولهذا لا أدعوا إلى التغيير بقدر ما أدعوا إلى التراص في لحظة هي الأهم من تاريخ حياتنا وعراقنا ومستقبلنا ، ولنعش العيد لحظة الإستقامة والعزة والكرامة .. |