هل فَهِمَ قادةُ المنطقةِ الخضراء رسائلَ الإرهابيين ؟ |
إنَّ مايحدث في الموصل من قتل للأبرياء الشيعة، وتهجيرللمسيحيين المسالمين ، وتفجير لأضرحة الأنبياء والأوصياء وكل المعالم الأثرية، من قبل العصابات الإرهابية قد تجاوزَ كل الحدود الإجرامية وأهانَ جميع الأعراف الإنسانية والدولية وكفر بجميع الشرائع السماوية ، تجاوز حدود الإستهتار وأسقط شرف الحكومة العراقية بوزاراتها الدفاعية والداخلية والأمن قومية .. وهي التي تدّعي أنها حامية لأمن المواطن وحارسة لحدود الوطن! داعش شكّلت كتائب تتبنى التفجير وأخرى للتهجير وهي تتحرك بكامل حرّيتها على أرضٍ عراقية تمارس الإرهاب بكافة معانيه دون منغّصٍ وخشْية من طيرانٍ او قصفٍ مدفعي حكومي ، الدولة العراقية بعنوانها الحكومي الرسمي إستسلمت للأمر الواقع وخضعت للخلافة (الإسلامية) وتتعامل معها كعدوٍ ثابت له حدوده.. آملة أن تقف عندها ! القادة المتواجدون في المنطقة الخضراء وهو تعبير مجازي لأنّ مايجري على الأرض العراقية من إستباحة لايوحي أنّ هناك قادة أشداء يهمهم أمر الوطن المستباح بقدر مايهمهم الحصول على المراكز الحكومية وكيفية التشبث بها بكل الوسائل حتى لو خسروا ثلاثة أرباع الأرض فيكفيهم الربع الأخير يتربعوا عليه ! وسائلهم الإعلامية تعرض على شاشاتها مايتعرّض له شعبهم من قتل وتنكيل ويعرضون مراقد الأنبياء وهي تتهاوى بالديناميت وبدل أن يهددوا ويتوعّدوا الفاعلين بالقصاص والهلاك يناشدون المنظمات الإنسانية والحقوقية العالمية بالتدخل وطلب الحماية الأممية لأرضهم وشعبهم وحضارتهم ! هكذا إذن الرد الحكومي ! وتارةً يندبون حظهم ويحمّلون أثيل النجيفي محافظ نينوى مسؤولية ضياعها وتسليمها الى داعش ..ويتجاهلون الحديث عن أربعة فرق عسكرية إنسحبت بصمت مخلّفه وراءها كنزا من الأسلحة والمعدات والعجلات المتطورة ! ولازال سرّ الإستسلام والإنهيار العسكري يكتنفه الغموض ولم يُكشف عن تفاصيله الأمر الذي يضع جميع القادة العسكريين وعلى رأسهم القائد العام للقوات المسلحة في دائرة الشك ، خصوصا بعد التستر على بعض القادة الميدانيين وإحالة آخرين على التقاعد دون الكشف عن ملابسات القضية ودون خضوعهم الى المسائلة العلنية ! وهذا امرٌ فيه إغواء للذين ياتون من بعدهم إذا كانت عقوبة من يفرّ من المعركة إحالته على التقاعد فما الذي يجعلهم يجازفون بحياتهم ؟ ولو سلّمنا باننا قد تجاوزنا نكسة الأيام الأولى للجيش وأعيدت هيكلته وأُسند بجيشٍ رديف .. هل يمكن أن يكون بالمستوى المطلوب ؟ نعم الجيش العراقي والمتطوعون الغيارى لديهم الأمكانية التي تقوّض مضاجع الإرهابيين وتطردهم من أرض العراق.. إذا ما أخلص قادته وأحسنوا التدبير العسكري ، وهذا أيضا له علاقة بإخلاص وإيثار مَنْ يقبع في المنطقة الخضراء ، لأنّ عدونا يتربّص بنا الدوائر ويراهن على الخلافات والمناكفات السياسية بين من يؤول إليهم الأمر ، فأنظار ساسة الخضراء اليوم خصوصا الشيعة منهم شاخصة الى كرسي رئاسة الوزراء فهو ساحتهم ورجاءهم وشغلهم الشاغل، أمّا الدماء وغبار قبور الأنبياء فامرها الى المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني !!! لذلك نوجه رسالتنا وندائنا الى ساسة الشيعة وقادة التحالف ونؤكد عليهم.. بما إنّ رئاسة الوزراء لكم وقيادة الدولة تقع على مسؤوليتكم..فهذه رُسل الإرهابيين الدواعش في كل يوم لكم وقد رفعوا شعار هدم الأضرحة في جميع مدن العراق.. فإن لم تكونوا أشداء على عدوكم وتخلصوا لشعبكم ووطنكم وتوفوا بعهدكم وتوحّدوا خطابكم.. فلا تظنوا انكم مانعتكم حصونكم ، ولن ينفعكم حينها ندم ، والله لايهدي القوم الظالمين. |