سياسة اردوغان بين القضيتين الفلسطينية في غزة والتركمانية في العراق |
في البدء نقول إن للتاريخ وجهان وجه ناصع البياض يخلد فيه الخالدون الذين عملوا من اجل البشرية ومن اجل الإنسانية ، ووجه كالح السواد يقبر فيه الناس الذين اساؤا البشرية واساؤا التاريخ وبطشوا بالقيم السليمة للإنسانية . ومن الجدير بالذكر أن هناك زعماء رضوا أن يسجلوا أنفسهم في مزابل التاريخ لكنهم أحياء ، وفي تاريخ كل امة أو شعب رجال عظماء قادوا مسيرة النضال والكفاح في سبيل تحرير أوطانهم والوصول إلى تحقيق الأهداف المركزية وطموحات شعوبهم واستطاعوا بقدراتهم في قيادة البلاد إلى بر الأمان والعيش بالحياة الحرة الكريمة . ومن خلال هذه المقدمة المتواضعة الذي أريد أن تكون لها صلتها بمواقف اردوغان تجاه شعوب المنطقة فقد لعب اردوغان الدور الأبرز في إعادة صياغة تاريخ تركيا منذ توليه زمام القيادة فيها واليه يعود الفضل في إنقاذ تركيا من ديونها الثقيلة المتراكمة وكذلك تم إنشاء مصانع وشركات في الداخل والخارج وخاصة في شمال العراق بالاتفاق مع السياسة الكردية أضف إلى ذلك بناء العلاقات مع معظم الدول الأوربية رغبة منه انضمام تركيا إلى سوق الأوربية المشتركة لأجل تحقيق مصالح بلاده ، وأكد اردوغان بتقوية علاقاته مع الدول الإسلامية والعربية حصرا .وقد انعكست كل هذه العلاقات على حزب العدالة والتنمية الذي يقوده وزادت شعبيته وقوة خطاباته في ترويج أفكار حزبه في الأوساط الشعبية والسياسية في تركيا وأصبح البطل القومي بعد القائد التركي المعروف مصطفى كمال اتا تورك الأب وأشاروا إليه بمهندس تركيا الحديث ، والعودة إلى مواقفه العجيبة الذي سطرها بشجاعة بيوم وقف وقفته المشهورة بوجه رئيس الإسرائيلي شمعون بيريز عندما أوقفه عن الكلام في دارفوس وأصبح هذا الموقف عاملا مهما لارتفاع بورصة السياسة الاردوغانية وحزبه الحاكم بشكل غير متوقع في بورصة الشارع الإسلامي والعربي لمواقفه المناصرة للقضية الفلسطينية وقد تأثر للجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وهزته هذه المشاهد عن مشاعر إنسانية نابع من إيمانه المطلق بمبادئه وعقيدته الإسلامية وقد تأثر الشعب التركي بهذه الفعاليات السياسية التي ترفع رصيده في الانتخابات البرلمانية القادمة في تركيا . كل هذه المواقف ناتج عن شعوره الإيماني تجاه القضية الفلسطينية ولكن هنا تكمن العبرات سؤال يطرح نفسه . . ونضعه أمام اردوغان لماذا لم تحاسبك وجدانك وضميرك القومي تجاه أبناء جلدتك التركمان في العراق وهم يتجرعون مرارة أبشع الجرائم من القتل والنهب والدمار وتهجير سكانه وهم ألان يعيشون في العراء وحالتهم يرثى لهم ؟؟ الم يؤنبك ضميرك الإنساني وتهز شعورك القومي تجاه الشعب التركماني المظلوم في العراق ؟ ؟ بالمقابل لابد من الإشارة إلى مواقف القادة القوميين أصحاب الضمائر الحية وأصحاب الشعور الإنساني والقومي في تركيا وهم يمثلون حزب الحركة القومية التركية بالإضافة إلى منظمة الهلال الأحمر التركي ومدير بلدية ادنة وهم يقدمون المساعدات الإنسانية واللوجستية والطبية للنازحين التركمان وهم بحاجة إلى الدعم المادي والمعنوي . فإذا كنتم أوفياء لهذا الشعب فمسؤوليتكم أن يبقى الشعب التركماني حاضرا في واقعكم الروحي والأخلاقي والاجتماعي والسياسي . وهنا لابد من الإشارة الواضحة لموقف الشعب التركماني في المرحلة الحالية وهم يقفون ألان بشموخ في مواجهة المخاطر والإرهاب الداخلي والخارجي قادرون على النهوض في إجهاض كل المحاولات والمخططات التي ترمي إلى تهجير وترحيل أبنائهم وعوائلهم عن مناطقهم . إذن مثلما نظرتم إلى القضية الفلسطينية بعين إيمانية ومن باب موجبات العقائد الإسلامية الحنيفة تستشرف مستقبله وترسم لهم طرق النجاة عليك ألان أن تنظر بعين ذاتها وبعين ذات بعد قومي تجاه أبناء الشعب التركماني ، وقد قيل في قديم الزمان القائد لا يتقدم على معيته بل أفضلهم من يكون ساعة الوغى في المقدمة وساعة الرخاء في المؤخرة ، واني من دواعي كتابة هذا الموضوع أجبرتني همومنا وأحزاننا أن أفكر ويجبرني هذا التفكير أن اتالم وقد أجبرني هذا التألم أن اكتب وأتحسر وانزف لشعب أصيل ترتكب ضده جرائم القتل الطائفي والمذهبي والقومي وان حجم الكوارث أصبحت كبيرة حجما لا يطاق ، وان معاناة ومظلومية شعبنا التركماني في العراق لا يمكن إيجازها في عبارة أو في مقالة وهنا أقول في المواقف يكرم المرء أو يهان يا اردوغان والحر تكفيه الإشارة . |