دعني اخبرك متى يحق لك ان تصاب بالفخر! هل لانك مسلم؟ ام لانك انسان!!!؟ خاطرة فيسبوكية بقلم / الشيخ اسماعيل الوائلي

 

العراق تايمز - كتب الشيخ اسماعيل الوائلي

 

وقف إمام المسجد يخطب في الناس فباشر خطبته قائلا: الحمد لله رب المسلمين !! .

فنكزه رجل على يمينه وقال له: رب العالمين شيخنا!! . فاعتذر الشيخ وعاد مره أخرى ليكمل الخطبة وفي مستهلها عاد ليقول: الحمد لله رب المسلمين !! .

فنكزه رجل على يساره وقال له: رب العالمين شيخنا، فأعتذر الشيخ مرة أخرى وعاد للخطبه وما ان أسترسل حتى قال مرة أخرى: الحمد لله رب المسلمين!!! .

فقام الناس جميعا صارخين: رب العالمين شيخنا!!. فابتسم الشيخ وقال: طالما أنكم تعرفون انه رب العالمين وليس رب المسلمين وحدهم فلماذا تصدقون من يزرع الفتنة وتكفرون الناس من غير المسلمين وتتصرفون ان رب العالمين هو ربكم وحدكم!!.

 

استوقفتني كثيرا هذه الحكمة التي تغلف اطوار المشهد اعلاه، فلم اجدا بدا من أن أوجه سؤالي لجميع المتابعين بمختلف دياناتهم ومذاهبهم، أملا في أن يخرج الجواب من ضمير واخلاق صاحب التعليق، الذي سيثبت صاحبه وبلا شك مدى وعيه وعلمه وخبرته في هذه الحياة.

لنتفرض أن كل شخص فينا بغض النظر عن دينه ومذهبه ومعتقده، خلقه الله على غير الدين او المذهب الذي هو عليه حاليا، فهل سيتطرف لمذهبه الحالي رغم انه لا ينتمي اليه؟ ويرى نفسه هو الحق وامة مذهبه يستحقون الجنة من دون غيرهم مهما حَسُنت افعالهم وتزينت أخلاقهم بدرر من الشيم الحميدة؟!

 

اخواني واخواتي: لا ينبغي ان اذكركم بأن الله هو الذي خلق الانسان ليصبح على ملة ودين والديه.

فكم تسترعي انتباهي عبارة (( مسلم والحمد الله)) او (( مسلم وأفتخر))، اعلم ان هذا الفخر يصيب المسيحي واليهودي والبوذي ايضا، فمثلما ترى نفسك على حق وانك واضع رجلك في المكان الصحيح، اعلم ان كل من الديانات السابقة يشعرون بذلك ويوقنون كل اليقين انهم على صواب

 

انا الآن على مذهب اهل بيت النبوة، سلام الله عليهم جميعا، ولن اترك هذا المذهب حتى لو كلفوني حياتي، ولو خلقني الله مسيحي فلن اصبح مسلما ولو قطعوني اربا اربا...

ولو فرضنا، خلقني الله على سنة احد قادة المذاهب الاربعة، مثلا لو كنت شافعيا او حنفيا او حنبليا او مالكيا فلن اصبح شيعيا مهما كلف الأمر.

 وكذلك المسلم الحقيقي لوقطعوه بالمقاريض لن يصبح مسيحيا أو يهوديا ولن تتقبل نفسه وفطرته وسجيته غير هذا الدين.

وعليه فاننا نستنتج من هذا الواقع ان الله عندما خلقنا من نطفة ثم رعانا تسعة اشهر في بطون امهاتنا وبعدها اخرجنا منها على اديان وملل نتبعها كما وجدنا آباءنا عليها ولم يكن لدينا اي خيار فيها.

لم يكن اختيار الدين والمذهب وحتى الاسماء، بمحض ارادتنا، بل تبقى اختيارات آباءنا الذين اختاروا لنا الاسماء كما اختار الله جل جلاله لنا الحياة.

علاوة على ما سبق يجب ان نعلم ان كل شخص يجبر الاخرين على دين غير دينه او مذهب غير مذهبه فانه حاله حال الذي يحرث في البحر.

ما من شيئ يؤتى بالقوة، دع الناس ترى صواب دينك في اخلاقك وحسن معاشرتك لهم، دع الناس تهتدي لقناعتك باحترامك للحياة البشرية وقوانينها ومبادئها السامية، تعامل معهم على انهم بشر من دم ولحم ومشاعر واياك ان تتعامل معهم باعتبارهم ديانة او مذهب.

 

ان القيادات الخاوية والمسلحين الذين يجبرون الناس على دينهم ومذهبهم فهم لا يمتون للاسلام بصلة، ولا اظن انه لازال غبي لحد الان يعيش في بقعة من بقاع الارض المترامية الأطراف يظن ان التنظيمات باسم الاسلام والذي يقاتلون في العراق وسوريا وباقي البلدان الاسلامية والذين يفجرون في البلدان الغربية هم مسلمون...

 

الاسلام لم يكن يوما دينا للقتل وسفك الدماء البريئة بدون وجه حق، ان كل شخص يمثل بالميت فهو قطعا ليس بانسان ناهيك عن صحة انتمائه للإسلام..

لا توجد اي ديانة من الديانات امرت الناس بالقتل وزهق الارواح، بل كل ذلك مما كسبت ايدي الناس.

 

 وانا اقطع بصحة المعلومات الاكيدة التي وردتني وتثبت بالدليل على ان قادة واغلب تنظيمات القاعدة وافراخها هم ليسوا بمسلمين، وهم تربية اعداء الانسانية فقد انتشلوهم من دور الايتام في امريكا الجنوبية وتمت تربيتهم ورعايتهم في دور ايتام خاصة لاعداء الانسانية ودرسوهم في مدارس ومعاهد خاصة لغسيل الأدمغة، وتاهيلهم وتعليمهم بان يرتدوا ثوب الاسلام الظاهري - واقصد هنا ان يدعوا انهم مسلمون - ليدمروا الاسلام باسم الاسلام. ومن ثم ادخلوهم في معسكرات تدريب خاصة حتى اصبحوا كما ترون الان يهدمون اضرحة الانبياء والاولياء ويلعبون برؤوس الخلق كرة قدم بعد ذبحها كالشاة.. وكذلك يوجد مثلهم قادة كبار عند المذهب الشيعي وليس فقط عند المذهب السني فهناك قسم خاص لاعداد وتأهيل القيادات الاسلامية العليا.. ولكم التعليق ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

 

الاهم من هذا كله، عاملوا الناس معاملة الناس، ودعوا اموره وعواقبه لرب "العالمين" وليس رب المسلمين، فلا انا ولا انت نمتلك مفاتيج الجنة والنار في جيوبنا!!

وليعلم الجميع ان النقص ليس في الاسلام.. فالدين الاسلامي كامل.. النقص في المسلم.. المسلم الذي يتصرف وكانه هو في الجنة وغيره في النار هو الناقص..