في ظهيرة يوم قائض من ايام تموز ورمضان اللذان حلا بين ظهرانينا وفرضا علينا صوما وحرا كنت انزوي في المقعد الخلفي لاحدى كيات الزمن الديمقراطي القادمة من عالم بلا خرائط او كما تسمى في الزمن الماضي مدن الصفيح وحملت في زمننا الديمقراطي الموشى بالبنفسجي اسم ( الاحياء العشوائية ) وكان محتلو المقاعد الوسطى والامامية يخوضون باحاديث وحوارات تشبه مانراه او نسمعه من نواب ومسؤولين حكوميين ومحللين سياسيين على شاشات الفضائيات المتحولة على رأي طيب الذكر المعري :
هذا بناقوس يدق وذاك بمئذنة يصيح ..... كل يدعو الى دينه لعمري من الصحيح
وناقشوا بجدية من بعضهم وبحرقة من اخرين وسخرية من غيرهم انتخاب مجلس النواب لسليم الجبوري رئيسا له وقد وصفته عجوز تجلس قرب شباك الكيا بالقول ( خوينس وسكوتي الله يستر منه ) واحتج اخر وقال لم يكن انتخابا وانما كانت صفقة حرامية لان الرجل قبل ايام كان متهم بـ 4 ارهاب غير الجماعة لفلوفها وسدوا الموضوع والباب بوجه النجيفي وغيره في حين تحرك ثالث بهدوء وقال : الجبوري يمثل حالة وسطية مقبولة بالنسبة للاكراد والشيعة من المكون السني لذا اتفقوا عليه وفضوها . في حين لم يختلفوا على مرشح الاكراد للرئاسة ولم يقفوا طويلا عند السيد الرئيس معصوم وقال الجالس في الامام ( معصوم الوجه الثاني من صورة مام جلال بس الله يستر لايطلع حامل نفس الفايروس ويكضيها بالمانيا ومايعرف الشعب عنه شي ). فقالت العجوز وهي تدفع زجاج النافذة بعصبية : يمه هو الراح والظل يقدم ياخر شو احديده عن الطنطل الريس بالعراق وشفتو بعينكم اجو وره صدام كم ريس بسنه وحده صرفنا 12 رئيس اكو بيكم واحد يتذكرهم لو خلص شهرك والحك ربعك يلله بالخير هاي طسه وعبرناها تعال يامن تعبرنا الوراها . فقال الذي يجلس على اقصى اليسار وكأنه من محللي الواشنطن بوست : فعلا الامر في غاية الصعوبة وصدك قضية التحالف الشيعي واختيار رئيس للحكومة اكبر طسه بهذا الوكت لان القضية مليوصه والجماعه مامتصافين بيناتهم ناس تجر بالعرض وناس بالطول والك ياطويل اللسان ورئيس التحالف بس ينظر والاولاد مايردون المالكي والمالكي يكول بعد ماننطيها وهذا استحقاق انتخابي والاكراد والسنه يكولون جيبوا اي واحد حتى اذا محمد جبر نقبل بيه بس المالكي مانقبله الا يعتذر للاكراد ويعترف بتهميش السنه وهم مانقبله واذا تلحون الاكراد يستقلون والسنه ينتفضون ويمكن ماتفض بسنه لو اكثر . بعدها دارت نقاشات حامية وتبديل مواقف بين المتحاورين بين مؤيد لاصرار المالكي على الثالثه وبين رافض ويسال شنو لزك خو مو لزك بشرفكم لو شرطي مو كال تعبت بلكي يطلعوني تقاعد لو بس اعرف اشكد راتبه وشيحصل كان لو عذرته لو شتمته . وهنا اعتدلت العجوز في مقعدها وقالت لهم جميعا : يمه على كيفكم تره القضية مو سهله وطلعت المالكي من الرياسة ماتجي بالهين يولدي واذا طلع الشعب كله يخسر . فتسائل الجميع عن سبب الخسارة وليش يخسرون ؟ وهنا اوضحت العجوز بكل ثقة : بعد امكم تعودنا احنا من يطيح الريس يصير فرهود وكلمن ياخذ المقسوم وهاي لازم تصير اذا طاح المالكي زين انتم هم تدرون ماظل شي يتفرهد لان السياسيين فرهدو كلشي كبل لايطيح والعبوره خارج العراق عبوره والظل عدهم بالعراق صار املاك شخصية . هنا اتفق كل الركاب المتناحرين على راي العجوز السديد وقالوا بصوت واحد : يعني ظل المالكي طاح المالكي الامور هيه هيه الشعب هو الخسران والربح للجماعه . هنا قالت العجوز وهي تهم بالنزول : يكول المثل العراقي القديم ( الخير لابو حصان والزبل ع الخانجي ).
|