المالكي يسخر من شهداء حزب الدعوة ويرقص مع مدحت المحمود على اشلاءهم

( فما عشت اراك الدهر عجبا)...

مقولة لطالما تكررت على السن الحكماء وتمايلت حروفها بدهشة على السطور بين ثنايا الكتب،عبارة مغناطيسية تجذب اليها قلوب القراء وتشدهم لما بعدها بقوة لعشق القلوب معرفة كل عجيب وغريب، كلمات عجنت بماء الحكمة فكان مصدرها الحياة والزمن .

هذه العبارة استوقفتني اليوم وانا اعيش مشهدا سياسيا ملتهبا بنيران حب السلطة وزخرف مقعد السلطان والصعود والقفز بلا رحمة  على اكتاف كرامة الانسان مشهد  تعالت فيه صيحات مسؤول حزب الدعوة الذي يقود العراق حاليا نوري  المالكي صيحات وضجيج وصراخ وعويل  وتهويل وابواق ينفخ فيها بقوة ولا ادري ان وصل الى شق الجيب ولطم الصدر تزامن كل هذا الصوت الفوضاوي المريع مع  اجتثاث وطرد واحدا من كبار حزب البعث الفاشي وركنا من اركان النظام المقبور من اهم مقعد من  مقاعد ادارة العراق الجديد الا وهو (مدحت المحمود) بعثي آنست انامله  وهو يرسم بقلمه الملوث  احكام الاعدام   بحق الابرياء والمؤمنين وتلذذت  شفاه بالنطق بها وتبسم محياه ويد السجان تسوق بهم الى مقصلة الرقاب وخشبة المنون   فتلطخت يداه مسرروتان  بدماء رجالات  من حزب الدعوة  الحزب  الذي ينتمي اليه المالكي اليوم فتساءلت بصمت واحاط سؤالي لباس الاستغراب من نداءات واصوات وتصريحات  المالكي ونحيبه ونهيقه فظننته ينادي بأخذ القصاص وانزال العقاب بقاطعي الرقاب  من اجل رجال الدين والمؤمنين الذي قضوا حياتهم في غياهب السجون  والذين اعدموا وازهقت ارواحهم على  اعواد المشانق ومالحق اهليهم من الم وعذاب السنين على ايدي امثال المحمود واعوانه.

 ولكن العجب كل العجب ان المالكي تناسى وتجاهل كل الدماء وكل تلك المحن وسخر بجرأة من قافلة الشهداء ودماءهم  التي اوصلته الى مقام السلطان ورقص بلا حياء مع مدحت المحمود على اشلاءهم  وصار يطالب ويعلن على المكشوف باسترداد حقوق الجلاد ويذر بعيون الضحية  تراب الرماد  فطالب بعلو صوته غير مباليا بنزيف الدماء الذي سببه مبضع حزب البعث الماسوني  بتبرأة  مدحت المحمود  وكأنه يتهم المعدومين من حزب الدعوة وغيره بالجريمة والتخاذل  فجسد بلا خجل مقولة هارون الرشيد عندما سأله ولده  عن تاج الملك وكرسيه فقال لو نازعني عليه صاحب هذا القبر وهو يشير الى قبر رسول الله (ص) لقطعت الذي فيه عينيه  فتراءت امامي  بوضوح عبارة (ماعشت اراك الدهر عجبا )  وكنت قد تصورتها لا مفعول لها ولا  تصلح لزماني هذا لانه كثير الغرائب والعجائب لكني بعد مارأيته من نكران الجميل في شخص المالكي الهزيل     تراجعت واعدت النظر  فيها مليا ورددتها بصوت عال ( ماعشت اراك الدهر عجبا ) .