سيارة دفعتُ ثمنها مرتين |
( قصة حقيقية ) بغياب القانون والحكم المدني عاد العراق الى الوراء مائة سنة . معظم العراقيون معرضون الى خطر الموت والاغتيال والابتزاز والسرقة والخطف في اية لحظة. وان وجود القوات الامنية في بعض المناطق او عدمه لايفرق كثيرا لتسري الفساد والرشاوي في معظم مرافق الدولة . وما عودة الفصل العشائري ولكن بطريقة مجحفة تصل الى درجة الابتزاز والسرقة العلنية الاّ نتيجة لغياب القانون ورجاله ونسمع كثيرا عن المبالغ الخيالية التى تدفع كفصل عشائرى في ابسط الامور كـ حوادث المرور بمجرد ان يتأذى قليلا وان كان التقصير والذنب والخطأ من طرفه يطلب منك فصل عشائري اما ان تدفع او تُقتَل .
حكى احد اصدقائي قصة عجيبة لاعلاقة لها بالفصل العشائري وانما لها علاقة بإنحطاط الاخلاق الى اسفل درجاتها حصلت لاحد معارفه وانما لها علاقة بغياب القانون في دولة القانون وهي قصة حقيقية: ان سيارته سرقت منه في كركوك وبعد اخبار الاصدقاء والمعارف للبحث عنها جاءته خبر مشاهدة السيارة في احدى القرى القريبة من كركوك والتابعة للمحافظة.
يقول: ذهبت مع احد اصدقائي الى هناك فوجدنا السيارة هي نفسها سيارتي مركونة امام احدى البيوت و بعد التأكد من رقم اللوحة تمعنا النظر الى داخل البيت واذا برجل كبير في السن يصلي انتظرنا الى ان انهى صلاته وطرقنا الباب فسلمنا عليه وقلنا له نحن نبحث عن سيارة فقدت منا ولم نقل سرقت منا حتى لانحرجه فرد سائلا عن نوع السيارة ولون السيارة فقلنا له سيارة خضراء نوع كذا وموديل كذا فقال: اخاف تقصدون السيارة الراكنة امام داري فقلنا هل ممكن ان نراه ؟ فقال هذه السيارة كلفتني الكثير كذا وكذا فوافقنا ان نعطيه المصاريف الوهمية التى صرفها على السيارة وخرجنا لمشاهدة السيارة وجاء اولاده واول مارائهم اخذ يشتم بهم ويصرخ عليهم قائلا: ألم اقل لكم حين تسرقون سيارة اقتلوا صاحبه ايضا...هذا صاحب السيارة جاء لحد بيتى ليزعجنى ويطلب سيارته لو انتم أوادم كنتم تقتلوه اولا ثم تأتون بالسيارة.
بعدما سمعنا ماسمعناه من الرجل المتدين الذي قام من الصلاة لتوه ، حاولت ان احافظ على رباطة جأشي قبل ان اقع ويغشى عليّ... نحن كنا نبحث عن مالنا والان ارواحنا مهددة... بدأنا نعتذر عن غلطتنا لمطالبتنا بمالنا قال الرجل المسن سوف اعفو عنكم بعد ان تسددوا مبلغ كذا فاعطيناه المبلغ وقلنا له أتُؤمّن حياتنا لكي نصل الى كركوك سالمين لانه حتما سيقتلنا في الطريق والغدر شيمتهم قال هذه كلها مصاريف ودفعنا مبلغ اضافي لتأمين الحياة من المدينة التى نحن فيها الى حتى نصف الطريق يعنى سنمر سلامات من عدة قرى فقط وبعدها هو غير مسؤول عما سيحصل لنا وقلنا الفلوس التى معانا كلها سلمناه لك هل تسمح لنا بالعودة الى كركوك سالمين ووافق اخيرا ورجعنا بالسيارة الى كركوك بعدما دفعنا اكثر من ثمن السيارة مرة ثانية.
وقس على هذا الاملاك والاراضي والتى استولت عليها الحكومة البائدة ووزعتها على الاغراب.اية محاولة لاسترداد الحقوق تجابهها بتهديد القتل و الابتزاز والسلب.
ايُ دينٌ هذا الذي يبيح القتل والسرقة والسلب والابتزاز لااعرف وايُ صلاة يؤدوه هؤلاء وبأيُ اعتقاد يعتقدون لاعلم لي وايُ عرف يطبقونه مجهول ... اكيد انهم على باطل لان حتى الذين يعبدون الشيطان لايتجرؤن لمثل هذه الاعمال المشينة.
اصبحنا في زمن نرتكب حماقة اذا طالبنا بحقنا...وإلاّ سندفع الثمن بدمائنا وما ارخصها في العراق. |