القرآنُ يَرأبُ صَدَعَ الفِتنِ والنفوس!!

القرآن الكريم كتاب سماوي سرمدي الأبعاد والإتجاهات , وأبدي المحتوى والآيات.  

كتاب جامع  لمطلق الأفكار والحِكَمْ , وأمهات الأفكار والرؤى والتصورات , وعلم اليقين ودرر الأكوان والسماوات.

كتاب أنزله الله تعالي بواسطة جبريل عليه السلام على محمد (ص) على مدى ثلاثة وعشرين عاما, كانت السماء أثناءها في تخاطب حي وفعال مع البشرية فوق الأرض.

وهو من تأليف خالق الدنيا والآخرة والإنسان , العارف بكل شيئ, والذي يقول للشيئ كن فيكون.

وكان القرآن والكتب السماوية الأخرى قد توافدت إلى الخلق من خالقهم , لأن الإنسانَ ظلومٌ جهولٌ , يظلم نفسه وغيره لجهله وقلة علمه , وتوهمه بالدراية وهو في عميق بهتانه وجهله.

ولهذا كان من الحكمة أن يلجأ البشر إلى القرآن في وقت الملمات والخطوب , لمعرفة الأسباب والمخارج , فيتنوّر ويزداد علما ويمضي في طريق الصلاح والأمان.

يقول الإمام علي بن أبي طالب:

 

 "إذا التبست عليكم الفتن كقِطع الليل المُظلم فعليكم بالقرآن"

 

ويقول:  "إقطع ظهر الفتن بالقرآن"

 

القرآن فيه معرفة شمولية لنوازع النفس البشرية , وخباياها ورغباتها , وكيف يتحقق السلوك اللازم للوصول إلى مراداتها وغاياتها , والقواعد والأصول الأساسية , التي ينطلق منها السلوك البشري فوق الأرض , وكيف تتفاقم المشكلات وتتوالد الأزمات والحروب.

 

"يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور" (سورة غافر: الآية 19)

 

لكن الأنسان عندما يبتعد عن القرآن ويكون دنيويا خالصا, يتحول إلى مخلوق لا يعرف إلا أطماع نفس مطلوقة منفلتة, لا تدرك سوى ما ترغب ولا تفهم غيره.

 فتقتل الأبرياء وتسفك الدماء وتطيش في ميادين الشر والدمار, وإن تولت ظلمت, وإن تسيّدت أثمت وزرعت المظالم في أرضها المحكومة بسلطان نارها الحامية.

يقول الإمام علي إبن أبي طالب في رسالته إلى والي مصر:

 

 "لا تكن عليهم سبعا ضاربا , فالناس صنفان إما أخ في الدين أو نظير لك في الخلق"

 

وهنا تظهر شمولية التصنيف الواعي المطلق للبشرية , فلا فرعيات ولاجزئيات, إنها أساسيتان ثابتتان واضحتان , مثل وضوح الشمس في رابعة النهار.

أخ في الدين ونظير في الخلق, ويمكنك تقديد الصنفين الأساسيين إلى ما شئت من الأجزاء والفروع , ولكن عليك أن تتأمل الفكرة الأساسية المستوحاة من العلم القرآني والإدراك الكوني المطلق , والمبنية على جوهر الوحدانية .

وليتأمل كل منا الناس من حوله فسيجد أنهم إما أخوة بالدين أو نظراء بالخلق, فلماذا يجنح الأنسان إلى مقاتلة أخيه وتدمير الأخوة والوئام والمحبة؟

إنها النفس الأمارة بالسوء , هي التي تملي على البشر إرادة الشيطان والرجس والبهتان.

ترى ألا يكفينا في هذا الزمن أن نتأمل  الآية التالية , ونستخلص منها سلوكا قرآنيا يحببنا إلى الله ويقربنا من الرحمة والإيمان؟ّ

 

"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (الحجرات 13)

 

يا أخي في الدين والخلق, أنها التقوى فحسب , والسلوك هو البرهان.