نفاق الرئيس ..!!

الرئيس الأمريكي باراك حسين أُوباما وقرينته ميشيل , يهنئ المسلمين في العالم بعيد الفطر , هذا ماتضمنه بيان صادر من ( البيت الأبيض ) يوم الأحد قال فيه ( أبعث أنا وميشيل بأدفئ أمانينا اليهم ( المسلمين ) والى عوائلهم , وأضاف ( رمضان وقت الصوم والتأمل والتجدد الروحي وخدمة الفقراء ) !, وأعتبر الرئيس عيد الفطر( احتفال بالقيم المشتركة التي تجمعنا في انسانيتنا , وتعزز التزام البشر من مختلف الديانات ببعضهم البعض , وخاضةً أولئك بالفقر و والنزاعات والأمراض ) !.
لم يخرج الرئيس أوباما عن السياق الدارج لرؤساء أمريكا في مثل هذه المناسبات الكبيرة التي تحتفل بها الشعوب , بغض النظر عن أدوارهم المعروفة في المآسي التي كانت أمريكا الطرف الرئيسي فيها , لكن مضمون البيان يتعارض هذه المرة مع ماتقوم به أدارته في أكثر من دولة اسلامية , وفي رمضان بالذات , من دعم لعصابات معادية للمعتقدات الاسلامية وللمبادئ الانسانية التي يشير اليها الرئيس في تهنئته , وبتوثيق بالصوت والصورة تجاوزت به تلك العصابات الافعال الوحشية والبربرية المدانه في مواثيق حقوق الانسان على مدى تأريخ البشري .
لقد ورث الرئيس الامريكي أوباما من أسلافه رؤساء أمريكا , تأريخاً حافلاً بأراقة دماء الفقراء بدءاً من سكان امريكا الهنود الذين تأسست أعمدة بيته ( الأبيض ) على جماجمهم , مروراً بفقراء فيتنام ووصولاً الى حفلات الدم التي قادها ( البوشان ) , في افغانستان و العراق وليبيا واليمن , قبل فاجعة البشرية المستمرة التي ترقى الى الأبادة الجماعية في سوريا .
لذا لايحق لأوباما وأمثاله الحديث عن ( التأمل والتجدد الروحي وخدمة الفقراء ) , مثلما لايحق له ولأمثاله الحديث عن القيم الانسانية التي يصفها بـ ( المشتركة ) , لأن الضحايا لايمكن أن يكون تأريخهم مشتركاً مع جلاديهم تحت أية ظروف , وأذا كان الرئيس يعتقد بأن أدوات أمريكا التي يقودها , هم قادة البلدان التي سفكت على أراضيها قطعان مرتزقته دماء الفقراء من المعارضين لهيمنة أمريكا الدموية على العالم , فأن غداً لناظره قريب حين تُسقط الشعوب الحكام المتسلطين على رقابها , وتحاسب كل الخونة الذين باعوا ضمائرهم وتأريخ شعوبهم بأبخس الأثمان .
أن بيان أوباما الذي يهنئ به المسلمين بعيد الفطر , هو عنوان رئيسي للنفاق الأمريكي المفضوح في هذا الوقت بالذات , وهو نموذج مضاف الى تأريخ أمريكي حافل بالجرائم الدموية ضد فقراء العالم والشعوب التواقة للحياة الحرة الكريمة التي تتعارض مع المخططات الامريكية المهيمنة على القرار السياسي والاقتصادي العالمي .