مع إنطلاق الجولة الثانية ... المال العراقي يشارك في دعم مرشحي الرئاسة المصرية |
بغداد - من أنطلاق المرحلة الحاسمة في الإنتخابات الرئاسية المصرية والتي تجري جولتها الثانية بين المرشحين أحمد شفيق ومحمد مرسي، عاد الحديث عن دور المال العراقي في الإنتخابات المصرية مرة أخرى على سطح الحدث المصري والعراقي على حد سواء من خلال دعم المرشحين للرئاسة على حساب الاخرين تحقيقا لطموحات مستقبلية خاصة. وبدأت اليوم السبت جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة المصرية بين مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، وأحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. الإنتخابات المصرية وجدت صدى لها في العراق ولكن ليس من حيث التفاضل بين المرشحين المصريين بل من حيث دعم المال العراقي لمرشحي الرئاسة سوى في الجولة الأولى أو الثانية الحالية، حيث قامت عدد من القوى السياسية العراقية بتقديم دعم مادي ومعنوي لبعض المرشحين تحقيقا لأجندته تلك القوى السياسية وصناعة قوى عربية داعمة لها في العراق. المعلومات المتوفرة تؤكد وقوف الحزب الإسلامي وهو الفرع العراقي من جماعة الإخوان المسلمين، وقف معنويا وماديا إلى جانب مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي، حيث قدم الحزب مبلغ خمسة ملايين دولار أمريكي كمساهمة منه لدعم مرشح الإخوان في الإنتخابات الرئاسية. كما أن الحزب أرسل وفدا كبيرا من قياداته إلى العاصمة المصرية القاهرة، وجعلوا أنفسهم تحت تصرف المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين في القاهرة لدعم حملة المرشح مرسي، ودعمه معنويا بكافة الوسائل المتوفرة. ويرى المحرر السياسي لـ "السفير نيوز" الإخباري أن الحزب الإسلامي الذي كان يتزعمه نائب رئيس الجمهورية المطلوب للقضاء العراقي طارق الهاشمي قبل أن يخلى عن رئاسته لأياد السامرائي الذي أصبح الأمين العام للحزب الإسلامي في العراق، يسعى من خلال دعم مرسي في الإنتخابات المصرية لتحقيق أمرين أثنين، الأول يقوم على أن الحزب يرى أن من واجبه الوقوف إلى جانب المقر العام للجماعة في القاهرة من خلال دعم مرشح الإخوان للرئاسة المصرية بعد أن وقفت الجماعة كثيرا إلى جانب فرعها في العراق الممثل بالحزب الإسلامي ودعمته ماديا ومعنويا لتعزيز مكانه الحزب الإسلامي في البلاد. وأضاف أن الكثير من الوثائق التي كشف عنها في السنوات الماضية بينت الدور الكبير اللوجستي الذي قدمه المقر العام للجماعة لفرعه في بلاد الرافدين، وخاصة في تنظيم العمل الحزبي له بعد إحتلال العراق عام 2003 وحتى اليوم. أما الأمر الثاني الذي يريد الحزب الإسلامي تحقيقه، بحسب المحرر السياسي للسفير نيوز الإخباري، هو الحصول على داعم عربي قوية لتنفيذ سياسات الحزب في العراق والذي يعاني تراجعا في دوره السياسي، فوجود شخصية مثل محمد مرسي في رئاسة مصر سيكون حتما داعما قويا للحزب الإسلامي العراقي، وهو ما يأمله الحزب في دعم مرسي ليكون رئيس مصر المقبل. والواقع أن الحزب الإسلامي لم يكن الداعم الوحيد للإنتخابات المصرية، فرئاسة إقليم كردستان دعمت في الجولة الأولى من الإنتخابات المصرية المرشح الخاسر عمر موسى، بتقديم أموال طائلة لحملته الإنتخابية. وبينت مصادر مطلعة أن الدعم الكردي لحملة عمر موسى تضمن تغطية تكاليف الدعاية الإنتخابية لحملة موسى في الصحف والفضائيات المصرية والعربية وطباعة اللافتات والشعارات. وتؤكد المصادر ان الأكراد دعموا اليوم الحملة الإنتخابية للمرشح أحمد شفيق بعد خسارة عمر موسى في الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية، في حين لم يكشف عن المبالغ المالية التي دفعها الأكراد لشفيق حتى اللحظة. وترى المصادر أن الأكراد أرادوا من دعم المرشحين للرئاسة المصرية إيصال رئيس مصري مقرب منهم يدعم مستقبلا التوجهات الكردية بإقامة دولة كردية في شمال العراق، من خلال أستخدام الرئيس المصري نفوذه في الجامعة العربية ودولته التي هي الأكبر والأشد تأثيرا على الدول العربية. |