هدنة انسانية ملطخة بالدم على الطريقة الاسرائيلية

اليوم اعلنت اسرائيل هدنة انسانية من جانب واحد لأربع ساعات من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى السابعة مساء . لم يمض من الوقت غير القليل على موعد " سريان  " الهدنة الانسانية ، حتى قصفت المدفعية الاسرائيلية منطقة في حي الشجاعية  ، تلتها غارات الطائرات الحربية استهدفت تجمع المواطنين ، الذي توافد على المكان لإنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء من ساحة وأنقاض المكان

 

لم تكتف الطائرات الاسرائيلية باستهداف المكان في حي الشجاعية ، بل وسعت دائرة اهدافها وقصفت  برج الجندي  المجهول ومحيط مبنى جامعة الأزهر ، ما رفع عدد الشهداء والجرحى بشكل كبير . عدد الشهداء هذه الجريمة ، التي ترتكبها اسرائيل في هدنتها الانسانية ، يقترب من 20 شهيدا ، أما الجرحى فقد تجاوز عددهم المئة جريح جراح عدد منهم خطيرة وحرجة 

 

قالت الأمم المتحدة إن الاحتلال الإسرائيلي شن هجوما دمويا على مدرسة للمنظمة الدولية تؤوي لاجئين في غزة، بالرغم من التحذيرات المتكررة بأن المدرسة تضم  مدنيين يحتمون فيها. وقال كريس غينيس المتحدث باسم الأمم المتحدة إن "العالم يقف مهانا" بعد هذا الهجوم، الذي قتل فيه - بحسب تقارير - 15 شخصا. وأضاف غينيس الذي يعمل في وكالة الغوث والأعمال (أونروا) "لبي بي سي" أن "إسرائيل" أبلغت 17 مرة بأن المدرسة الواقعة في مخيم اللاجئين في جباليا تؤوي نازحين.

 

جيد أن ترفع وكالة تابعة للأمم المتحدة ، هي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الغطاء عن جرائم دولة اسرائيل ، وأن تؤكد أنها انذرت اسرائيل وكأنها كانت تتوقع الجريمة . رفع الغطاء أمر مهم ، لأنه يسحب من اسرائيل ، هذه الدولة المجرمة ، ذريعة الادعاء بأن المقاومة كانت تتخذ من الضحايا دروعا بشرية .

 

الآن ولأن التهدئة حسب الاعلان الاسرائيلي كانت تهدئة انسانية ، فمن المرجح أن تكون  الجهات العسكرية التي تدير عمليات العدوان والقتل قد أبلغت الصليب الأحمر الدولي عن هدنتها الانسانية كما حددتها من جانب واحد من الثالثة وحتى السابعة من مساء اليوم . هل يحذو الصليب الأحمر حذو وكالة الغوث ويعلن أن الهدنة التي اعلنتها حكومة الفاشست في تل أبيب لا صلة لها من قريب أو بعيد بالانسانية ، بل كانت أقرب الى الفخ ، نصب للضحايا ، فأضاف الى جريمة الشجاعية الاولى جريمة جديدة ... الأمل معقود على الصليب الأحمر بأن يفك عقدة لسان المتحدث بإسمه ، فيعلن أمام الرأي العام أن اسرائيل تمارس جرائم حرب في وقت  الحرب ، كما في وقت هدنة كانت مجردة من كل المشاعر الانسانية 

 

نحن في حاجة فعلية الى شهادة من الصليب الأمر ومن منظمات الامم المتحدة والمنظمات الدولية بشأن الجرائم ، التي ينفذها الوحش الصهيوني في حرب الابادة ضد قطاع غزة ، حتى نذهب بهذه الشهادات الى العالم وندعوه لمساءلة ومحاسبة هذا الوحش الصهيوني على جرائمة وجلبه الى العدالة الدولية .


تيسير خالد: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين