إسماعيل الوائلي : يميط اللثام عن سر العلاقة بين ( داعش والمالكي ) ! |
العراق تايمز: كتب ناصر الياسري..
بصراحة لقد كانت تراودني مجموعه من الشكوك وأنا اطلّع على التقرير الأستخباري الذي نشره رئيس المجموعة الدولية للإعلام الأستاذ إسماعيل الوائلي قبل اكثر من عشرة اشهر اي بتاريخ (29 / آب / 2013 ) بخصوص تواجد معسكرات لداعش داخل الأراضي العراقية والنيات المبيتة لمهاجمه مدن عراقيه ومنها مدينة الموصل!
http://www.aliraqtimes.com/ar/page/29/08/2013/15139/.html
والغريب في الأمر أن تلك التحذيرات التي أطلقها السيد الوائلي قد وصلت إلى مسامع السيد السيستاني عن طريق أحد الضباط القريبين من احد وكلائه والذي بدوره طلب رفع تلك المعلومات إلى ولده ( محمد رضا ) بالنظر لتدهور صحته !! وتأتي شكوكي هذه من أن هكذا معلومات تشتريها الدول بملايين الدولارات حفظا على أمنها الوطني والقومي فكيف وهي تصل إليهم مجاناّ من شخصيه وطنيه لا يرتقي أليها الشك والظنون ويشاد لها بالبنان ويهما أولاً وأخيرا حاضر ومستقبل العراق ؟! غير ان تلك الشكوك تلاشت بعد سنة تقريبا من تصريحات الوائلي حينما صرح مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون العراق قبل أيام من أن الإدارة الأمريكية قد حذرت المالكي من تواجد هذه المعسكرات وعلى النيات المبيتة لهذه المجموعات الإرهابية في استهداف مدن عراقيه تقع بالقرب من تلك المعسكرات . وجاء التحذير هذا قبل يومين من وقوع الهجوم على الموصل من قبل تنظيم (داعش ) في العاشر من الشهر الماضي اي بعد ان كشفها وصرح بها الوائلي باحد عشر شهرا !!
http://aliraqtimes.com/ar/page/24/07/2014/36319/.html
وكان السيد الوائلي قد حذر قبل أكثر من احد عشر شهرا وبناءا على معلومات استخباراتية دقيقة كان قد حصل عليها، حيث أوضح من أن العديد من الضباط العراقيين رفعوا تقاريرهم إلى قياداتهم الأمنية العليا في مكتب القائد العام للقوات المسلحة، وان التقارير اطلع عليها المالكي شخصيا، وهي تحتوي على معلومات كثيرة عن حجم هذه المعسكرات وأماكنها وحجم الخسائر التي تتعرض لها القوات العراقية بسبب السكوت عن هذه المعسكرات، إلا أن رد المالكي وقياداته العسكرية كان عدم التعرض لهذه المعسكرات لأسباب يجهلها هؤلاء الضباط.!؟ وأكد السيد الوائلي بحسب المعلومات المتوفرة لديه، أن هؤلاء الضباط قرروا الذهاب لمكتب السيستاني في النجف الاشرف لاطلاعه على الأمر عن كثب، بعد أن يأسوا من المالكي وقياداتهم العليا، وفعلا تم لهم الأمر والتقوا السيد السيستاني وعرضوا الأمر عليه الأمر غير انه أحالهم إلى ولده محمد رضا (المتحكم بالحكومة العراقية بصورة عامة وبملف الطاقة والنفط بصورة خاصة) ! وكان جواب محمد رضا لا يختلف عن جواب المالكي، وهو إهمال الأمر وكأن شيئا لم يكن، رغم أنهم أكدوا له أن ما يقارب ٢٠ إلى ٣٠ جنديا عراقيا يسقطون كشهداء يوميا بسبب هذه المعسكرات !! وهنا يكون السؤال الكبير الذي لم يجب عليه السيد الوائلي في تقريره وترك الإجابة عليه للقارئ اللبيب !! و السؤال هو لماذا لم يعبه السيد المالكي بكل تلك التحذيرات التي أطلقها السيد الوائلي ومنها ضرورة اتخاذ الإجراءات الرادعة دون تمكن هذه المجموعة الإرهابية من تحقيق أهدافها ؟ إلا إذا افترضنا اللّهم أن السيد المالكي يعتبر السيد الوائلي احد أعدائه ويجب عدم سماع تحذيراته لغاية في نفس يعقوب . بل ولماذا لم يتخذ السيد السيستاني الخطوات العملية لردع تحقيق أهداف تلك المجموعات الإرهابية وذلك من خلال أجبار السيد المالكي باتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تحقيق هذا المخطط ؟ إذا افترضنا جدلاً أن السيد السيستاني يعتبر الأب الروحي لكل العراقيين ويهمة امن واستقرار العراق ؟ لأن هذا الأمر سيثير حتماً الكثير من الشكوك والتساؤلات حول تواطئ تلك المجموعات الإرهابية مع المالكي والسيد السيستاني وعملها معا من اجل تقسيم العراق لصالح إيران والقوى الكبرى (أمريكا وبريطانيا) للهيمنة على المنطقة من اجل تحقيق المشروع الصهيوني المعلن !! وأن الطامة الكبرى ان صدقت تلك التكهنات وتلك الشكوك فستكون هذه المرجعية أمام تحد جديد يضاف إلى التحديات السابقة التي أثيرت حول تواطئها مع الأمريكان قبل احتلال العراق والمعلومات التي تسربت بخصوص استلام السيد السيستاني مبلغ قدره 200 مليون دولار مقابل سحب فتوى الجهاد الذي أعلنها هو قبل الاحتلال الأمريكي للعراق والذي أكدها لاحقا الكثير من المسئوولين في الإدارة الأمريكية وعلى رأسهم دافع الرشوة (رامسفلد) وزير الدفاع الأمريكي السابق في عهد بوش الابن !! وإلا كيف نفسر هذا السكوت المريب من قبل المرجعية والسيد المالكي وهم يرون بأم أعينهم أن زحف الجراد الأصفر قد وصل تخوم حواضر العراق . وكيف نفسر سقوط تلك الحواضر واندحار الجيش أمام مجموعات صغيره من القتلة المؤجرين و تقف خلفهم هجمة إعلاميه قل نظيرها تكاد تصم أذان المقاتل والمواطن !! وبعد السقوط المدوي في العاشر من حزيران خرج القائد العام للقوات المسلحة ومن خلفه بعض الأقلام ووسائل الإعلام المأجورة لتقول أن هنالك مؤامرة محليه وإقليميه قادت الأمور إلى هذه النتيجة !! وقد استهجن كل من سمع هذه التخريفات ووصل الامر إلى أن يطلق المالكي فريته المشهورة وهي أن أوامر الانسحاب الجيش والشرطة قد صدرت من البرزاني واثيل النجيفي وكأن القائد العام للقوات المسلحة عبارة عن (خيال المآته) وليس دكتاتوراً استحوذ على كافه مراكز صناعة القرار العراقي متجاوزا كل حلفائه وشركائه في العمليه السياسيه ؟!! وإلا كيف يقنعنا السيد المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة وهو الذي لم ولن يسمح لاي قائد ميداني بتحرك ولو لموقع جندي واحد دون الرجوع اليه. علماً ان هناك ثلاثة عشر فرقة للجيش وللشرطة الاتحادية في تلك المناطق تحت امرته فكيف استطاع هذا التنظيم أن ينجح في اختراقها وبعثرتها بل والسيطره على كافة اسلحتها الثقيله والمتوسطه ووصل الامر الى ان يلقي الجندي سلاحه الشخصي ويستبدل ملابسه العسكريه بأخرى مدنيه كان قد خبئها لهذه اللحظه في مفارقه تاريخيه تذكرنا بما فعلتها قوات النخبه العسكريه العراقيه عندما لمحت اولى طلائع المحتل الامريكي وهو يدوس ببسطاله القذر اديم العاصمة بغداد في نيسان عام ٢٠٠٣ ؟! فالفرقة الثانية من الجيش العراقي تسيطر على الجانب الشرقي من مدينة الموصل وإما الفرقة الثالثة فتتولى حماية مدينة تلعفر وحدود المحافظة مع سوريا وأما الفرقة الثالثة من الشرطة الاتحادية فتتولى حماية الجانب الغربي من المدينة. وعند التوجه نحو الجنوب قليلا فهناك قيادة عمليات صلاح الدين التي تتولى التنسيق بين الجيش والشرطة الاتحادية. وأما في سامراء فتتولى الفرقة الرابعة من الجيش والفرقة الثانية من الشرطة حماية المدينة. وأما في محيط محافظة كركوك فهناك قيادة عمليات دجلة وتتكون من الفرقتين الخامسة والثانية عشر من الجيش ومن فرقة من الشرطة الاتحادية. وأما في الفلوجة فهناك الفرقة الذهبية, وفي الأنبار فتتواجد قوات التدخل السريع مدعومة بثلاثة ألوية مدرعة وفرقة من الشرطة الاتحادية !. وأما قيادة عمليات الجزيرة فتتشكل من الفرقة السابعة من الجيش . وأخيرا فتتواجد شمال بغداد وفي إطراف ديالى الفرقة السابعة من الجيش والفرقة الأولى من الشرطة الاتحادية. وبذلك فإن هناك أثنتا عشرة فرقة جيش وشرطة وثلاثة ألوية مدرعة وقوات التدخل السريع وقوى مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى الفرقة الذهبية. وهذا الفرق تأتمر بشكل مباشر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة وليس للإدارات المحلية في المحافظات أي سلطة عليها ولا تتلقى أي أوامر منها.. ولذا فإن الحديث عن مؤامرة نفذها محافظ نينوى بإصداره أوامر لتلك القوات بالانسحاب هي إدعاءات فارغة وغبية ولا تهدف إلا لتبرير الفشل الذي حصل. وبعدها توالت أخبار انسحاب تلك القوات بداً من الموصل وكركوك وديالى. وهنا فلابد من معرفة من أصدر أوامر الأنسحاب ؟! فهل إن قادة الفرق والالويه أصدروا تلك الأوامر وبلا تنسيق مع القائد العام للقوات المسلحة !؟ فإن كان الأمر كذلك فهل إن القائد العام راض عما حصل وهو ما يفسر صمته المريب عما حصل !؟ فإن كان الأمر كذلك فلماذا لم يتم اعتقال قادة الفرق هؤلاء ويقدمهم للمحاكم العسكرية ؟ ومع عدم قيامه بذلك فلا يبقى من خيار سوى أن المالكي أصدر أوامره لقادة تلك الفرق بالانسحاب وترك هذا التنظيم الإرهابي يحتل ثلاث محافظات عراقية . ولذا فإن كانت هناك مؤامرة فأن المالكي شريك فيها حتى يثبت عكس ذلك . وأنا أرجح فرضية المؤامرة التي شارك فيها المالكي من اجل البقاء على كرسيه المتهرئ ولو أحترق العراق وتقسم. فالتقسيم يخدمه أكثر من أي قائد غيره لأن بقائه على سدة الحكم سيكون أيسر نظرا لرفض المكونات الأخرى لحكمه وهو ما يفسر تآمر المالكي مع تنظيم داعش الإرهابي عبر سحب القوات العسكرية وتعبيد الطريق أمامها لأسقاط المدن العراقية واحدة تلو الأخرى والسماح لقوات البيشمركة في الدخول إلى المناطق المتنازع عليها تمهيدا لتقسيم العراق . وهو ما يطمح إليه السيد المالكي ومن خلفه دولة الولي الفقيه !!
وغدا نجيب على أخطر الأسئلة وهو : (ما هو دور السيد السيستاني في المؤامرة التي تحاك في دهاليز المخابرات البريطانية الأمريكية الصهيونية ضد حاضر و مستقبل العراق) ؟!
|