شكر الله سعيكم .. و رزقكم الحياء و الكرامة !

من أغرب الغرائب في العراق الحالي ، أنّ طبقته السياسية ، و خاصة ً الشيعية منها ، ذات جلدٍ سميكٍ جداً ، لا يتيح لصاحبه الإحساس بأية إهانة ، مهما كان حجمها و وقع ضربتها .
فعلى الرغم من أن الدول الناطقة بالعربية جميعاً - تقريباً - لا تحب مسؤولي العراق الحالي ، الشيعة تحديداً ، و تتصرف حيالهم بالكثير من الإحتقار و " قلّة " الأصل في كل مناسبة ممكنة ، لكنّ مسؤولينا الذين لا يخجلون يتمادون في التذلّل و التخضّع و التصاغر إزاء تلك الدول و زعاماتها السياسية الحاقدة على العراق الشيعي و أهله ، كمن لا يرتاح إلا بالضرب على قفاه أو على إليته ، لنقص و انحطاط متأصّلٍ فيه منذ الصغر ، لا يمكنه التحرر منه حتى بالكيّ .
ماذا يعني - مثلاً - حديث هذه الطبقة السياسية الصفيقة عن الوطن العربي و التكامل العربي و المصير العربي المشترك و سرورها بمؤتمرات قمامة عرباوية و إسلاموية لا يشارك فيها عندما تُعقد في العراق إلا موظفون صغار ممثلين لزعمائهم الأكثر صغاراً و صغراً و حقارة ، و لا يُستقبَلُ زعماء العراق فيها عندما تُعقَد في بلدانهم إلا بأدنى قدر ممكن من الإحترام الپروتوكولي و الديپلوماسي ، و قد يرفضون استقبال زعيماً عراقياً و يشترطون حضور آخر .
و ماذا يعني - مثلاً و مثلاً - أن يشارك وفد رفيع المستوى ممثلاً للتحالف الشيعي ( الوطني ) بعدد كبير من الأعضاء ، و بلحية قيادية كثة ، في تأبين " أميرٍ " قليل الأهمية ، مغمور الصيت ، محليّ الوظيفة ، من أسرة آل سعود المتسلطة على شبه الجزيرة ، بينما لم نسمع من قبل - مثلاً و مثلاً و مثلاً - بمشاركة حتى عبد من عبيد هذه الأسرة الظالمة ، في تأبين أو عزاء أي راحل من زعماء العراق الشيعي .
فعلى سبيل المثال - و الأمثلة لا تنتهي - لم يعزّ آل سعود أو يبعثوا بطائرة أو طائرات خاصة ، بوفاة رئيس التحالف الشيعي السابق السيد عبد العزيز الحكيم ، على رغم مشاركة الفقيد ، و بموازاته اللحية الكثة الحالية ذاتها ، و آخرين من كتل أخرى ، كلٌّ بطائرة " چارتر " خاصة ضخمة ، مستأجرة على نفقتهم الشخصية و ليس من ميزانية الشعب ! لتقديم التعازي بهلاك الملك السعودي السابق فهد بن عبد العزيز .
ماذا يعني هذا الإنبطاح و أحياناً الإقعاء الذليل عند أبواب هؤلاء الظالمين .
هل يمثّل هؤلاء الساسة الصفيقون أنفسهم أم يتكلمون و يعزّون و يتبرمكون باسم الشعب الشيعي الذي تتمزّق أشلاؤه يومياً على إسفلت المؤامرة العرباوية عينها ؟
كأنّي بهؤلاء الأذلاء و قد زعق بهم عند باب خيمة العزاء البدوية جلف فظ على طريقة الأفلام المصرية : يللا يروح أمك قوم من هنا .. شكر الله سعيكم .. شطّبنا عايزين نشيل الصوان ... يللا يخويه انت و هوّه !