أمريكا والسيرك العراقي

من الجرائم الإنسانية التي تضاف لسجل الولايات المتحدة الأمريكية الملطخ بالعار جريمة غزو العراق وما ترتب على ذلك من نتائج كارثية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وما ألقى بضلاله على المجتمع العراقي من مآسي ودمار للبنية الأجتماعية والفكرية والأثينية طال كل مفاصل الحياة العراقية , وتبقى الجريمة الأكبر هو الإتيان بساسة من مواخير الرذيلة وتمكينهم من رقبة العراق بعد أن أسست لذلك بدستور وتركيبة سياسية قائمة على التمزق والتمزيق دون مراعاة لأدنى مصالح الشعب العراقي .
لقد بنت أمريكا وبناء على ما في أهدافها البعيدة والقريبة وعلاقة هذه الأهداف بالواقع الإقليمي وما يتطلب الأمن الصهيوني من شروط , تركيبة سياساجتماعية تستجيب لكل متطلبات عالم يرتكز في بقاءه على الفوضى التي لا تؤدي إلى زلزال يعيد رسم خارطة المنطقة ولا على أستقرار ملحوظ يوازن بين المصالح الدولية والمصالح المحلية , هذه النظرية أدت ألى متواليات من سلسلة من الأحداث هزت المنطقة عميقا وأفرزت للسطح ما يعرف بظاهرة الإسلام المؤدلج برؤية سلفية تكفيرية علنية بعد أن كان هذا التيار يعيش تحت ظلال العبادات المذهبية .
اليوم أمريكا تحصد كل الذي زرعته في أرض العراق وتجير كل الغنائم لصالحها وتعلم علم اليقين أن الشرق الأوسط عموما والعراق خصوصا هو من يدفع ثمن هذه الفاتورة الغالية من دمه ومستقبله ووجوده , بل حريصة جدا ان ترى السيرك شغال لمدة أطول ن هذا الهدف يصب في خانة الأمن الصهيوني أولا وتقوية حلفائها , لكنها ولأنها برغم كل الذكاء التوراتي والصناعي الذي تتميز به لا تدرك أن الشعوب الحية والتاريخية قد تقلب كل المعادلات والصور والواقع المهين في لحظة تندم أمريكا عليها ومن ورائها شبح الماسونية والصهيونية لتنزوي في عالم الإهمال والتراجع .
إن مشكلة المجتمع العراقي اليوم تتمحور حول فقدان المجتمع نتيجة الاهتزازات والاضطرابات العنيفة إلى قائد أمين ومخلص لأهداف الشعب والظروف التي يمر بها العراق قد تكون ظروف مثالية للولادة المرجوة , هنا لا نتوقع بل نؤكد حقائق التاريخ أننا أمام مخاض صعب وصعب جدا لكنه مفصلي ومحوري ومتوازن مع ضروريات ومنطق التاريخ في حركته التعجيلية للأمام , يعجل من ذلك سلسلة أخرى منظورة وخفية من أحدات متصلة ومنفصلة تجري في بقاعى أخرى لتعلن نهاية تفرد أمريكا في صنع القرار الدولي كما أن صمود بعض القوى المستهدفة وبقاءها مقاومة مع كل ما دفع وبذل وروج من أجل إسقاطها دليل قوة للشعوب وخسارة إستراتيجية للتيار التوراتي الصهيو أمريكي وتفرعاته الصهيوعربية التكفيرية منها والتخاذلية المرتبطة بمشروع الفوضى الخلاقة .