رسالة الى سيدي العراق |
لازال حبلك السري الممدود من سفر غور حضارة وادي الرافدين الضاربة في عمق التاريخ منذ الألف السنين قبل الميلاد لم ينقطع بعد, ولا زلنا نتحسس بأرواح أولادك العظام حاضرة في أثارهم التي بنية من الطين والقش الصامدة والمتحدية كل الظروف الطبيعية والانسانية باقية ليومنا هذا لتحكي لنا قصتك يا معلم الإنسانية , سيدي اجر بأذيال قلمي عنوة ليشكوا كما تجر الجيوش المنكسرة بأذيال هزيمتها, اشكي لك حال أبناءك وقلت حياتهم بعد ان تسلط عليهم من لا يرحمهم ويبتز أموالهم يهرول الليل والنهار ويصرخ ويروج عبر الفضائيات العاهرة الى مشروع التجزئة من اجل مكاسبه الشخصية وتربعه على كرسي السلطة وجعل الحكم بالوراثة "كما هو موجود في بعض دول الجوار الشقيقة حد اللعنة" تحت ذريعة الخوف من الأخر او الاستقلال او تحقيق المصير باسم الفدرالية ويتوقف عن الهرولة والانجرار يوم تقسم موازنة ثرواتك هؤلاء الذين غرتهم الحياة الدنيا وتلذذوا طعم الذل والمهانة والانجرار والتبعية , نحن اليوم في أسوء حال, الأعداء تتكالب علينا من كل زاوية وجاءوا بربيبهم اللقيط ليتسيد في مدينتك المتحضرة ليقطع النسل ويحرق الزرع ويدمر الحياة المدنية وينشر باسم الإسلام دعاوي الظلال والبطلان بعد ان باعوا مدينة الأنبياء ومقامات الأوصياء له القائمين عليها بسوق النخاسة , لقد عظمت الرزية وزادة البلية وطفح الكيل ووصل السيل الزبا ووصلنا الى حالة من ان يكون القابض على وحدتك كالقابض على الجمر, لقد زرعوا بردي اهوارك بصحراء الجزيرة وضيعوا هويتك في غربة الأوطان نحن الان منقسمين مقسمين الى مذاهب وقوميات تحكمنا النزعة المذهبية والقومية والعشائرية وعادات الجاهلية ولا وجود لهوية الوطنية الجامعة, حتى بناءك مرهون بالتوافقيات والمحاصصة التي يسمونها زيفا بالشراكة الوطنية ومن اجل ذر الرماد في عيون محبيك من أبناءك الرافضين تجزئتك وتقطيع أوصالك, ما يصبرنا على شغف العيش حبك والرغبة بالانتماء اليك يا سيد الأوطان ومعلم الانسانية الكتابة وسن القوانين والحضارة ومهبط الأنبياء والأوصياء وهؤلاء القلة القلية من أبناءك البررة المؤمنين الرافضين لبرنامج التجزئة والمتصدين لدفاع ضد هذا المد المنحدر من الدول الملعونة, إما آن الأوان ان تنهض أيه العملاق وتنفض غبار الزمن , انهض وضرب بيد من حديد من أبناءك العاقين وأعدائك المتربصين وكل من تسول له نفسه ان يمزق نسيجك الاجتماعي ويقطع أوصالك تحت مسميات الفدرالية وتقرير المصير ,اليوم احوج أليك من كل يوم أبناءك بين مهجر على أعتاب السفارات ومكاتب الهجر ايه الغني وبين وذبيح ومقتول وبناتك منهكات الأستار ومستحيات بدعاوي فتواي النكاح, انهض قبل فوات الأوان وتصحوا على أبناءك مقسمين الى دويلات تضرب بهم أمواج بحر الطائفية والعرقية ذات اليمين وذات الشمال انهض من اجل الأجيال ومن اجل من نذروا الأرواح من اجل وحدتك وبقاءك شامخ كما عهدتاك. |