كتب ناصر الياسري : في آخر الفضائح المدوية التي تتكشف يوما بعد اخر عن ممارسات سياسيين ونواب ومسؤولين تقلدوا مناصبهم في غفلة من الزمن ليس لكفاءاتهم او لما قدموه للعراقيين من خدمات وانما لانتمائهم لهذا الحزب او ذاك او لتقربهم من قيادي سياسي معين او مسؤول كبير. وتأتي هذه الفضائح في وقت يعرف الجميع ان من اهم مقومات بناء الدولة الحديثة هو استقلالية ونزاهة القضاء وكذلك المحافظة على مؤسسات التربية والتعليم من الفساد لأنه في غياب او تلكؤعمل هاتين المؤسستين فأن الانهيار سيصيب الدولة ويقضي على مقوماتها. وفي عراق ما بعد الاحتلالين الأمريكي والإيراني وصل الانحلال في تلك المؤسستين الى درجة ان قصاصة ورق صغيرة من مسئول في الدولة العراقية ترسل الى قاض من قضاة البلاد يمكنها ان تحول المتهم بالدليل الملموس وباعترافاته هو الى شخص بريء والعكس صحيح .. وبقصاصه اصغر من الأولي ترسل الى وزير التعليم العالي يتم وفقا لها منح رجل الدين الأمي شهاده البكالوريوس او الماجستير وربما الدكتوراه اذا كانت رسالته في حب الأمام الخميني مثلاً ! ووصل الاستهتار بسياسيي العراق ووزرائه ومسئولي احزابه واعضاء برلمانه الى درجة من الوقاحة بحيث ارسل نائبان اليوم الاحد شخصين لاداء الامتحان الجامعي بدلاً عنهما في واحدة من اكبر فضائح هولاء الفاسدين خلقاً واخلاقاً وانتماءاً ! ففي صباح هذا اليوم حضر الى جامعة السلام شخصين يدعيان انهما النائبين مظهر خليل الزوبعي وخالد عبد الله محسن العلواني من اجل اداء الامتحان كونهما طالبين فيها وهما يحملان هويتيهما البرلمانية لكن المفاجأة التي عقدت لسان المشرف على قاعة الامتحان هي ان تلك الهويتان تعودان لشخصي حامليهما وليس لعضوييّ البرلمان بمعنى ان الصورة الموجودة في الهوية البرلمانية مطابقة لحاملها اما الاسماء فتعود لغيرهما .. للنائبين المحترمين المزورين طبعا !! ولان المشرف على قاعة الامتحان يعرف شخصيا عضوييّ البرلمان المعنيان بالامتحان فقد ساوره الشك وبدأ يدقق في صحة الهويتين .. وعندما شعر هذان الشخصان ان خطتهما القاضية بأداء الامتحان بدل النائبين قد انكشفت هربا من قاعة الامتحان مخلفين وراءهما هذه الفضيحة المدوية. لكن هاذين المزورين كانا غبيين كغباء النائبين اللذين اوكلا لهما مهمة اداء الامتحان نيابة عنهما وذلك حينما تركا هويتهما المزورتان واطلقا اقدامهما للريح تغطية على من اشار لهما بهذا العمل الشنيع في محاولة لطي هذه القضية ولفلفتها كغيرها من الفضائح قبل ان تكتشف حقيقتها وملابساتها والمتورطين في وحل تزويراتها. |