الإخبار والأفلام التي نسمعها ونشاهدها عن جرائم داعش وغيره مما تسمى التنظيمات الإسلامية المتطرفة تثير هذه الأسئلة لدى المسلمين المعتدلين وغير المسلمين يا ترى هل هذا هو الإسلام وهل حقا ان الإسلام دين التطرف والإرهاب ام انه دين المحبة والسلام وهل ان سلوكيات داعش مختلقة وجديدة ومتباينة عن سلوكيات معظم حكام وأنظمة المنطقة؟.

نظرا لاننا نقول كلمة الحق ولو كان بقطع رقابنا وهدر دمائنا نؤكد ونشير الى الحقائق التاريخية والجارية التالية:

قبل كل شيء اننا نعتذر من المسيحيين وغير المسيحيين الذين تعرضوا لإرهاب داعش وسائر التنظيمات المتطرفة والحمقى لان إرهاب وسلوك هذه الجماعات طال الجميع بما فيهم المسلمين المعتدلين والناس البسطاء والعاديين الذين لا دخل لهم لا بالإسلام ولا بأي دين مسيحي او يهودي او غيره لان الإرهاب وكما يقر الجميع لا دين وإنسانية له. ولكن يا ترى هل طبق تنظيم داعش مبادئ الإسلام و واستنسخ سيرة بعض دعاة وحكام او بالأحرى تجار الإسلام نقول التالي:

- يدعي الكثيرون ان تنظيم داعش جاء بهذا السلوك من حاله وافتعل أعماله الإرهابية الطائشة بفرضه الدين بالقوة على الآخرين ولم يرفع أي من قادة الإسلام في صدره ومن بعده هذا الشعار المعروف والمنقول عنهم: اسلم تسلم! او اسلموا تسلموا! وليس هناك أي مخطوطات ولا كتب تاريخية تشير فرض الإسلام المتطرف بالقوة على الآخرين بالرغم من قوله تعالى لا اكره في الدين!. ولم نسمع في الإسلام شيء اسمه جزية او فرض الجزية المالية على اهل الكتاب وإلزامهم بدفعها قسرا! فهذا الأصل ليس موجودا في الإسلام بتاتا ولن تشر له أي من السور والآيات في القرآن وان داعش اختلقه زيفا من فكره المتطرف وعقله المريض!.

- لم نسمع في التاريخ من المسلمين الأوائل انهم خيروا الناس من الكفرة والمشركين او اهل الكتاب من يهود ونصارى وصابئة وعلى شاكلتهم بين اعتناق الإسلام او الاضطهاد ومصادرة أموالهم وسبي نسائهم واخذ بناتهم جواري وإماء!. كل هذه الروايات والأحاديث مجرد قصص من نسج خيال كبار رواة الأحاديث ومدوني التاريخ القديم والمعاصر.

وما نقل عن سلوكيات غير إنسانية ووحشية لبعض الشخصيات في التاريخ أسوأ من سلوكيات عناصر داعش والنصرة وجماعة بوكو حرام كلها أكاذيب ومجرد اتهامات واهية!. فلم تشق هند زوجة ابو سفيان وأم امير المؤمنين! معاوية صدر حمزة عم الرسول ولم تأكل فؤاده وكبده كما فعلت عناصر النصرة وداعش في سوريا والعراق مؤخرا. ولم يقم بطل الإسلام وسيف الله المسلول والقائد الأسوة للكثيرين خالد بن الوليد بقتل مالك بن نويرة ولم يزني بزوجته فائقة الجمال ، وان ماقام به زعيم تنظيم بوكو حرام من خطف للبنات واغتصابهن يفرق كثيرا عن ما قام به البطل الأسطوري خالد بن الوليد!.البطل الأسطوري الاخر للكثيرين صلاح الدين الايوبي لم يقتل كبار وأشهر علماء الدين في عصره مثل الشهيد الاول والثاني ولم يرتكب حكام بني امية وما خلفهم من حكام اخرين من بطش وقتل وإرعاب للمسلمين وغير المسلمين وان عدلهم لم يشمل ارتكاب المجازر الرهيبة من قتل وذبح أحفاد الرسول واحدا تلو الاخر ولم يقتلوا الأطفال ولم ينحروا رقاب الرضع من الوريد الى الوريد: فأين من بعض قادة صدر الإسلام وقادة حكام المنطقة حاليا وسلوكياتهم من سلوكيات زعماء داعش الوحشيين والمجرمين!

جرائم قطع الرؤوس التي جاء بها تنظيم داعش لم نسمعها ولم نشهدها في تاريخ السلام بتاتا! فلم يقطع يزيد بن معاوية والشمر ذي الجوشن وحرملة

رؤوس أحفاد الرسول ولم يسبوا نساءهم ولم يحرقوا خيامهم ولم يمثلوا بأجسادهم ولم يغدروا بآل البيت وأصحابهم بتاتا وإنهم يختلفون تماما عن زعماء داعش بعد الأرض عن السماء!

فيما يتعلق بهدم بيوت الله وتفجير قبور الصالحين وتحويل الكنائس الى مساجد التي قام تنظيم داعش الإرهابي فهذه مظاهر غريبة عنا ولم نقرأها ولن نشهدها في تاريخ الذين ينعتون أنفسهم بالحكام المسلمين ، فلم يهدم الصحابي الجليل! عبد الله بن الزبير الكعبة بعد الإسلام ولم يدمرها الحجاج بن يوسف الثقفي ويقصفها بالمنجنيق ولم يأمر يزيد بن معاوية بحرق بيت الله الحرام بتاتا!

الحكام الحاليون والقدماء لم يهدموا ارضحة الأئمة والصالحين في مقبرة البقيع في مدينة الرسول بذريعة ان ليس في الإسلام حضارة وتكريم للقبور ، ولم يبنوا لهم قصورا وناطحات سحاب ولم يبذخوا أموالا طائلة على حياتهم الزائلة وملذاتهم الفانية

ولم يحوّل الحكام السابقون لبلاد الشام كنيسة دمشق الى الجامع الأموي وكذلك مئات من الكنائس ودور العبادة في بلاد الشام وشمال إفريقيا الى مساجد وجوامع خلافا لنهج الإسلام انه لا إكراه في الدين وعدم اغتصاب حق الآخرين وتحويل مئات دور عبادة اهل الكتاب الى مساجد عامرة!

اما بشان قطع الرقاب فان أي من الحكام الحاليين في البلاد الإسلامية لم يطبقه بتاتا كما طبقه تنظيم داعش الإرهابي!. فلم يقل الحجاج بن يوسف للمسلمين المعارضين له: إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها!

ولم تقطع رؤوس مئات الأشخاص في أشهر دولة اسلامية لمجرد ارتكاب إعمال بسيطة او حتى الاستفراغ دون عمد وإرادة في المسجد الحرام ويكفي ان تكتب هذه العبارة في محركات البحث (قطع الرؤوس في هذا البلد الإسلامي) لتشاهد مشاهدا لم تراها بتاتا حتى في أسوا وافضع افلام الرعب والإجرام!

تنظيم داعش الإرهابي انتهك حقوق الجميع لاسيما المرأة ولم يسمح لها الخروج دون محرم او الزواج مع القاصرات ومنع النساء من سياقة السيارات او حرمانهم من العمل او حق الانتخاب والمشاركة في الحياة وحرمانهن من ابسط حقوقهن الاجتماعية والسياسية!. والله عجبا! فقد جاء تنظيم داعش بإجراءات من المريخ وسلوكيات غربية جدا عن عالما ومجتمعاتنا الحالية! ولن تشهدها بلدان اسلامية تدعي الحضارة والمدنية منذ عقود!.

أليس مثل هذه الإجراءات والسلوكيات طبقتها وتطبقها معظم الدول الإسلامية لاسيما الدولة الأبرز في تطبيق الشرع الإسلامي واقصد تلك الدولة الشهيرة بالإسلام! التي تحرم النساء من كافة الحقوق وطبقت ما طبقه داعش الان منذ مئة عام وحتى الان!. من اين جاء تنظيم داعش بهذه السلوكيات والإجراءات؟ أليس من شرع أمراء الخبث وتجار الدين في تلك الدول الإسلامية وطالبان أفغانستان وغيرها من الدول التي تدعي تطبيق الشرع الديني المزعوم!

حقا الا توجد في الدول الاسلامية او التي تدعي تطبيق الاسلام حالات الجلد بالصوت وقطع الإطراف لسراق وحرامية بسطاء وعاديين ويتركون السراق وحرامية المال العام من كبار المسئولين وذويهم والمنتمين لطائفة: اذهب انت وربك فقاتلا ها هنا نحن قاعدون!

يا ترى هل ان ظاهرة سرقة النفط تنطبق فقط على زعماء داعش ولا تشمل زعماء كافة دول المنطقة حيث ان النفط يعتبر خاص بهم وملك أبائهم وأجدادهم ويحرمون الشعوب من عائدات النفط، وأتحدى كافة المسئولين في الدول العربية والإسلامية ان يثبوا ان النفط هو ملك الشعوب والناس وليس ملك لهم مع الفارق ان تنظيم داعش يوزع ما يسرقه من نفط على كافة عناصره ربما بالتساوي أيضا!.

رئيس دولة نفطية في شال إفريقيا كان يسرق النفط ويضعه في حسابه هو وأسرته، واليوم تنظيم انصار الشريعة المتطرف على شاكلة داعش يسرق نفط تلك الدولة ويبعه للغرب والأجانب! فما الفرق بين الاثنين؟.

يقولون ان داعش سرق أموال البنوك في المدن التي احتلها!. فهل سلمت البنوك وأموال عامة الناس من سرقة المسئولين في أنظمة المنطقة ، فما الفرق بين داعش ومسئولي المنطقة في سرقة المال العام وحقوق الناس؟!

وينتقد البعض الثوب او الزي الذي تلبسه عناصر داعش!. قسما بالله ان أنظمة المنطقة اذا سمح لها لجعلت الناس عراة لا تغطي عوراتهم سوى أوراق الشجر من كثرة سرقة المال العام ونهب العائدات وإذلال الشعوب والناس بسياساتهم وقراراتهم المجحفة والاضطهادية

وعليه، كفانا كذبا ونفاقا ومزايدة على تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإسلامية المتطرفة لانها وليدة وتربية أنظمة المنطقة ذاتها وهي منا و ألينا، اذا صح التعبير.

وأتحدى أي شخص يدعي الفهم والعلم والإدراك ان يأتيني بفارق واحد بين سلوكيات داعش ونظام اخر في المنطقة يدعي تطبيق الإسلام في العصر الراهن

هذا التنظيم يدعي الخلافة الإسلامية وتلك الأنظمة تدعي هذا منذ عقود وتنظيم داعش يدعي تطبيق الإسلام ويقطع الرقاب بالسيوف ويعدم الناس في الشوارع والساحات ويبتر الأيدي والأرجل ويرجم النساء والرجال ويحرم النساء من حقوقهن ويفرض ما يسميه الإسلام بالقوة وبالإكراه وينتهك حقوق الاقليات ويضطهد بقسوة من يختلف معه سياسيا وفكريا ويرتكب أبشع الجرائم باسم الدين وينهب ثروات البلدان ومسئولوه من اكبر ناهبي مال الناس، ومعظم حكام المنطقة لاسيما الذين يزعمون تطبيق الشرع الديني لا يختلفون عن تطبيق سلوكيات داعش ولو بمقدار شعرة. فهؤلاء أسوء منه اذا كشفت الحقائق وبان المستور من خلف الستار وسقطت الأقنعة عن أولئك الحكام أشباه الدواعش!

ونقولها صراحة ان داعش يجاهر ويفتخر علنا بسلوكياته الإجرامية ويقولون صراحة ان هذا هو إسلامهم او ما فهموه عن الشرع والدين. اما حكامنا فهم يخفون جرائمهم ويقلبون الباطل الى صواب ويزورون التاريخ ويغلفون سلوكهم الإجرامي بالشرع الديني وينافقون في القول والعمل ويصفون أنفسهم بأسماء تخص ذات الله وجلاله وينعتهم أنصارهم والمتملقون بما لا يصفون به الله ورسله، ثم يوهموننا زيفا انهم يضجرون سلوكيات داعش ويقفون ضدها!،

فهل هذه هي الحقيقة ام اننا من اشد الكاذبين وأكثرهم نفاقا؟!