تهجير المسيحيين... لا تدعوها تصبح وصمة عار في تاريخنا! |
ما يتعرض له المسيحيون خطير وكبير ومؤلم، ليس فقط عليهم، بل على البلد والشعب كله وما يتوقع أن يصيبه حين يراد اقتطاع فلذة من كبده، فليست تلك القطعة هي التي ستتألم وحدها بل هو أيضاً ، وسيدفع الثمن! ومن هنا فأن الوقوف بوجه هذا العمل الهمجي اللاإنساني من واجب الشعب العراقي ليس تجاه مسيحييه فقط بل تجاه نفسه، ودفاعه عنهم دفاعاً عن كيانه هو، ليس لأحد أن يشكره عليه.
الأسئلة الثلاثة المركزية في هذه المأساة هي: من يدير تهجير المسيحيين؟ ما هو موقف المسلمين منه؟ ما هو موقف المسيحيين منه؟ والأسئلة الثلاثة مترابطة بشكل كبير، ويرتبط السؤالان الأخيران بشكل خاص بالجواب عن السؤال الأول عن من يدير هذه المؤامرة... ومنه تنبثق المواقف.
هل تدير ذلك التهجير وتقوده، ردة فعل شعبية إسلامية ضد المسيحيين؟ سأترك الجواب عن هذا السؤال الأساسي الذي تلفه التكهنات، مكتفياً فقط بالبعد عن التسرع بالقبول بالجواب عليه بالإيجاب وأن المسلمين يريدون تهجير المسيحيين، فلا توجد شاردة واحدة أذكرها في تاريخ معيشتي في العراق تشير إلى أي أثر لمثل هذا الشعور، وإن وجدت الآن فهي مصطنعة بلا شك وغير طبيعية... رغم أنها قد تكون خطرة إن وجدت فعلاً. لكن حتى اليوم، بكل تعقيداته ومآسيه وتراجعاته: هل هي موجودة فعلاً؟ أنا لم ألاحظها أبداً، وأدعي أني حيادي وأمين في قول ما أراه، وأنا على يقين ان هناك مؤامرة تحاك على الشعب كله، ويصيب المسيحيون اليوم ضربة كبيرة منها!
لن أدخل في تفاصيل رأيي بتلك المؤامرة ومن يقوم بها، لكي لا يبدو الأمر دفاعاً عن الجانب المسلم الذي أنتمي إليه ولو بالدم، وسأعود إلى ذلك لاحقاً، لكني أريد هنا التركيز على موقفي الداعم بلا حدود والمتعاطف بلا حدود مع الدفاع عن اصدقاءنا المسيحيون الرائعون الذين نفخر بهم. سأكتفي هنا بالقول بأني أؤمن بأن الإنسان بشكل عام طيب في طبيعته، وأن الشر "خلل" يصيب بعض أفراده، ولا يصيب شعباً إلا ما ندر، حين يتعرض كل ذلك الشعب لإجهاد فوق طاقته الأخلاقية، وهنا فقط قد يصبح أشراره أكثر من أخياره، وهي حالة نادرة في التاريخ. لكن حساسية الأمر بالنسبة للمعتدى عليه، تجعل من فعل الشر الأقل، أكثر ثباتاً في الذاكرة من افعال الخيرين الأكثر. ومن ناحية أخرى فأن الأشرار القلة، لطبيعتهم العدوانية النشطة، يأخذون دوراً وتأثيراً أكبر بكثير من حجمهم العددي، وينجحون في العادة في الوصول إلى المراكز الأكثر حساسية. لذلك كله فأنا أثق بالشعب (أي شعب) عامة، ولا اثق بأحد معين، خاصة! ليس هذا الموقف نتيجة عاطفة ما، بل من تجارب ومتابعات كثيرة.
ولكن رغم طبية الشعب الطبيعية وحبه للخير، فقد يكون منتجاً للشر إن لم ينتبه. لقد فوجئت بزيارتي لأميركا بأني أقف أمام أحد أطيب شعوب الأرض قاطبة، ورغم ذلك، فمن يقرأ تاريخ نصف القرن الماضي يرى أن نهراً من الشر يصب من ذلك البلد على الإنسانية كلها، ويدميها في كل مكان وبشكل ليس له مثيل في التاريخ من حيث استمراريته في الحرب و "السلام"، حيث لا "سلام"!
فيكفي الشعب أن يكون لا أبالياً لكي يتيح لأشراره أن يسيطروا على الساحة وأن ينشروا في محيطهم وفي العالم، الآلام باسمه، فيتسببون بالكثير من الأذى للآخرين ويسيؤون إليه، وهو ما يحدث في العراق اليوم في قضية تهجير المسيحيين الخطيرة. داعش ليست سوى فرقة عسكرية أمريكية إسرائيلية التدريب والأهداف، وفي كل يوم يأتي دليل إضافي على ذلك، وآخرها ما كشفه سنودن من ارتباط أبو بكر البغدادي بوكالة الأمن القومي الأمريكي والموساد، لكن هذا لا يكفي لإزالة المسؤولية عن الإنسان المسلم الذي يرى أخاه المسيحي يتعرض لتلك المؤامرة الخطيرة، ويخشى أن يفقده الوطن إلى الأبد. وهذا ما يراد للمسيحيين وللعراق كما تكشف دعوة الرئيس ووزير الخارجية الفرنسيين للمسيحيين العراقيين للهجرة إلى فرنسا، والتي انتقدها النائب كنا انتقاداً لاذعاً ووصفها بأنها تصف في خدمة أجندة داعش. وليس ذلك غريباً أو من ضمن "نظريات المؤامرة"، فحكومة فرنسا الحالية، رغم يساريتها المدعاة، وما أكثر الكذب فيمن يدعي اليسارية اليوم، ليست سوى ذيل من ذيول اميركا وتابع لها في أقذر مشاريعها في العالم، ويمكننا أن نرى ذلك بوضوح من إلقاء نظرة واحدة على موقف فرنسا الشديد العدوانية من الحرب في سوريا، وإلقائها بكل ثقلها في خندق داعش هناك، فهل من عجب أن تفعل ذات الشيء في العراق؟
لكن السؤال هو: ما هو موقف المسلمين من القضية؟ وهل هو بمستوى الموقف؟ لا شك أنه ليس كذلك، ولكن متى كان موقف الشعب العراقي من أية قضية بمستوى الموقف، حتى حين تهدد تلك القضية مستقبله ذاته وحياته ذاتها؟ بل كم من الشعوب الأكثر تطوراً يستطيع أن يقول أنه كان "بمستوى الموقف" من أية أحداث خطيرة على أرضه؟ هل عارضت شعوب أوروبا المتطورة الحربين العالميتين اللتان دمرتهما كما الحروب السابقة؟ هل عارضوا بقوة كافية الحروب على الشعوب الضعيفة الأخرى من قبل ساستهم، وهل اعترضوا بما يكفي لوقف أذى اليهود في بلادهم ذاتها، عندما كان يفترض بهم أن يفعلوا؟
إنني لا التمس العذر للمسلمين بموقف ضعيف من قضية تهجير المسيحيين ابداً، بل أحذرهم من هذا النهج وهذا الخطأ العام الذي يكاد يشمل كل البشر، والذي يهدد مصير البشر، بضمنهم اصحاب المواقف السلبية الذين لا يدركون أثر تلك المواقف عليهم أنفسهم.
هل وقف المسلمون العراقيون مع أخوتهم المسيحيين في محنتهم؟ هناك مؤشرات متناقضة كلها تمتلك المصداقية الكافية للتأثير في صورة ما حدث ويحدث اليوم. ففي حين تنقل لنا مواطنة مسيحية صورة حزينة مؤلمة وبخيبة أمل من ردود فعل المسلمين على مصابها،(1) ينقل لنا الأستاذ حسن حاتم المذكور شهادة معاكسة وجريئة في مقالته "من يفجر ويهجر المسيحيين إذن؟"(2) فيقول: "بحضور جمع من الأساتذة , سألت اكاديمي مسيحي .. ـــ من يفجر ويهجر ويسلب المسيحيين … ومن المستفيد .. العرب المسلمين مثلاً ام داعش ام من … ؟؟؟ . اجاب : ” لا يا صديقي , انهم من ادخلوا داعش … المشروع القديم الجديد دائماً , التوراتي الصهيوني الأمريكي , ان يخلق في خاصرة شعوب الهلال الخصيب اسرائيل ثانية , فكان الشمال العراقي , المنطقة الأخصب في مخيلتهم , وفي مقدمة اجندتهم اخلاء المنطقة من المكونات العراقية ــ الأصل ــ خاصة المسيحيين والأيزيديين والشبك , وعرب الطوائف المسلمة عراقية الجذور , في هذا المشروع الأستئصالي الأستئطاني, تورطت اغلب القيادات الكوردية , وابتلى به الشعب الكوردي مدفوعاً نحو مستقبل , سوف لن يكون اقل سواداً من مستقبل المكونات العراقية الأخرى ” .
ويعود المذكور بضعة سنوات عدة إلى الوراء ..."حيث كنا وفداً للتضامن مع مسيحيي العراق اثنا حملة التهجير عام 2008 في الموصل وسهل نينوى , هناك وجهنا للعوائل المهجرة , ذات السؤال . من هجركم … ومن المستفيد , وهل هم المسلمين العرب كما يشاع هنا … ؟؟؟ .ـــ لا … ابداً اجابوا : اخوتنا من الطوائف الأسلامية تضامنوا معنا تألموا لمصابنا , وبعضهم تحملوا مسؤولية اسكان جزء من عوائلهم في بيوتنا للحفاظ عليها حتى لا تصادر , بكوا وبكينا عندما افترقنا , ونحن على اتصال بهم . ـــ اذن : من هجركم … ؟؟؟ .امتنعوا عن الأجابة , وطلبوا منا عدم نشر خبر المقابلة , كما رفضوا اخذ صور تذكارية معهم , كانوا في حالة خوف وذعر , ونحن نغادر باب دار احدهم التحق بنا ثلاثة شباب وهمسوا لنا ” نحن في حماية من هجرنا … الناس تخاف ” . استوعبنا الأشارة وكنا السيدة تيرزا اشو ( ام ميسون ) وانا . ... بعد مغادرتنا بعشرة دقائق , تم في ذات المكان الذي كنا متواجدون فيه تفجيراً , قتل شخص وجرح اربعة , وعلينا ان نغادر الى دهوك , من المستهدف ؟؟؟ سألتها , الوفد طبعاً .. اجابت"...
نحن إذن أمام صور مختلفة منها ما يفتخر به من مبادرة وتلاحم ومنها ما يخجل منه من سلبية ومحاولة استغلال لئيم للوضع، والناس أنواع في كل مكان، لكن من المؤكد وبدون أي شك أن المسلمين لم يضمروا للمسيحيين يوماً إلا الخير والمحبة، وحقيقة الأمر أنهم لم يضمروا لليهود أيضاً غير الخير والمحبة واستقبلوهم في مواطنهم بترحاب لم يجدوه في مكان آخر، حتى الإعتداء الغادر على فلسطين الذي قامت به الصهيونية باسم اليهود. وفي هذه الأيام هناك أياد تنشط بشكل مهووس لتشويه صورة المسلمين سواء بالفعل من خلال مجنديهم المدربين في إسرائيل وغيرها، أو بالإعلام المبالغ والمتحيز والكاذب، عن التاريخ وعن الحاضر، ومحاولة تشويه الصورة التي نعرفها جيداً عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، ولا يمكن أن يقنعنا أي إعلام بأنها غير ذلك.
قد الغضب والخوف بالمسيحيين من جهة أن يصدقوا الصورة المشوهة أو يروجوها دفاعاً عن أنفسهم واستدعاءاً للمساعدة، وهذا مفهوم. ومن الناحية الأخرى قد يروج لها مسلم أغضبه الحال ففقد القدرة على النظر في الحقائق والتاريخ واتخذ موقف الإتهام تجاه أبناء دينه المسلمين لخيبة أمله، وما أكثر هذه الحالات، وهي مؤذية ومثبتة لصورة مزيفة رغم أنها تنطلق غالباً من حسن نية وحرقة قلب إنسانية...
رأيت لأحد الكتاب المسيحيين (سأحتفظ باسمه) مقالة كتبها بحسن نية كما أفترض تتحدث عن كيف يجب أن يتصرف المثقفون المسيحيون تجاه حملة تهجيرهم فيشير إلى أن من الضروري رفض المقولات التي تؤكد أن المسلمين يتعرضون أيضاً للظلم وأن ما يجري هو إرهاب عام على الجميع، وأنها "مؤامرة" خارجية، مؤكداً أن هذا سقوط في "نظرية المؤامرة"! وكأنه "لا توجد مؤامرة" وأن الأمر هذا طبيعي وأنه كان هكذا منذ القدم! وهذا مغالط للحقيقة وكذب صريح على الواقع والتاريخ... إنه يؤكد أن الذين يهجرون المسيحيين في الموصل هم من أهل الموصل، فلماذا لم يفعلوا ذلك سابقاً؟ ولماذا لم يضايقوا المسيحيين أية مضايقة سابقاً؟ ثم يصنع هذا الرجل من الحبة قبة، فيثير الغبار حول كلمة "نصرانيين"، وهي التسمية الإسلامية القديمة للمسيحيين، ويصمم شعاراً لرفضها وكأنها مسبة وإهانة للمسيحيين، وهي ليست كذلك أبداً، وليس لها علاقة بـ "الجزية" التي أرفضها طبعاً بكل قوة، والتي هي محاولة سخيفة لا علاقة لها بالإسلام، حيث أنها كانت تعتبر تعويضاً عن الخدمة العسكرية، والتي يقوم بها المسيحيون في الجيش العراقي (وليس جيش داعش الذي لا يشرف إنسان أن يكون فيه)، ولم يبق لـ "الجزية" أي معنى إلا لمن يريد الإساءة للإسلام ولتحطيم الشعب العراقي. أما "النصارى" فصراحة لا أعرف مصدر الكلمة، ولم يهمني يوماً لابحث عنه، لكنها توحي بالمناصرة والمؤازرة، فأين موضع الإحتجاج عليها؟ طبيعي أني لا اسمي المسيحي "نصراني" بل اطلق عليه الإسم الذي يحبه وأؤكد على هذا بلا تردد، لكن العمل على خلق بلبلة من إسم إيجابي أطلق بحسن نية في التاريخ القديم، وليس فيه أي تلميح لإساءة، وتصميم شعارات أحتجاج عليه، أمر غريب، وفي هذا الوقت بالذات!
أنظروا من الجهة الأخرى إلى هذه المقالة لكاتب مسلم، والتي انتشرت في الإعلام والنت "كالنار في الهشيم"..بعنوان "اخرجوا أيها المسيحيون من أوطاننا!"(3) يقول فيها الكاتب: "اخرجوا يا مسيحيي دمشق ويبرود ومعلولا من أوطاننا، واخرجوا يا مسيحيي الموصل ونينوى وبغداد من بلداننا، واخرجوا يا مسيحيي لبنان من جبالنا وودياننا، واخرجوا يا مسيحيي فلسطين والجزيرة من شواطئنا وترابنا، اخرجوا جميعا من تحت جلودنا، ...." لينهي مقالته الساخرة المتألمة : "نعم ارتحلوا عنا فإننا نريد العودة إلى صحارينا، فقد اشتقنا إلى سيوفنا واتربتنا ودوابنا، ولسنا بحاجة لكم ولا لحضارتكم ولا لمساهماتكم اللغوية والشعرية، فلدينا ما يغنينا عنكم من جماعات وقتلة وسفاكي دماء. اغربوا ايها المسيحيون عنا بثقافتكم، فقد استبدلنا بها ثقافة حفر القبور!"...
كاتبها المسلم كما هو واضح، ينتقد أبناء دينه على ما يحدث، ولعلها قد كتبت بصدق وبغضب إنساني لما يجري من مأساة، وهي جميلة ومؤثرة بهذا المعنى، لكنها للأسف ظالمة أيضاً، وتنشر الصورة التي يريد أعداء هذا الشعب نشرها عن المسلمين وبأنهم "قتلة وسفاكي دماء" يشتاقون لثقافة "حفر القبور"! فهل هذه الصورة قريبة من الواقع بأي شكل كان، وتمثل غالبية المسلمين أونسبة معتبرة منهم؟ كيف استطاع المسيحيون وقبلهم اليهود أن يعيشوا في كنف مثل هؤلاء المتوحشين، ولم ارتاحوا لهم فلم يتركوا بلادهم كل تلك القرون؟
صحيح أن الكاتب يستخدم ضمير من يشير إلى نفسه باللوم لكنه يعلم ونعلم جميعاً أن المقصود هو "الآخرين من المسلمين".. إنه يضع نفسه خارجهم وعالياً عنهم ليهبط بهم إلى منزلة "سفاكي الدماء وحفاري القبور" ، وهو دون غيره صاحب الضمير الحي والمثقف الإنساني الذي يحتج! إنه يرفع نفسه على حساب تشويه سمعتهم بقسوة كبيرة ظالمة، وليس في ذلك من الشهامة بشيء! إن من يقرأ مثل هذه المقالة يتصور أن كل المسلمين هم "داعش" ، بينما ليس للمسلمين علاقة بداعش مهما ادعت ومهما اختارت من أسماء! ليس هذا صحيحاً.. وليس إنسانياً أبداً الكذب لتشويه صورة أناس هم ضحايا آخرين لذات الهجمة الوحشية وغير قادرين على الدفاع عن انفسهم إعلامياً، وهم في أغلبيتهم القصوى طيبون حائرون لا يعرفون مصيرهم، حتى لو لم يهجروا بعد... لكنهم يشعرون أن مصيراً مجهولاً مخيفاً ينتظرهم، فيأتي مثقفيهم ليصبوا الملح على الجرح ويسهموا في المؤامرة دون أن يعلموا، إرضاءاً لغضبهم!
لا ننكر بعض الحقائق المرة، ولكن علينا أن لا نهمل الحقائق الجميلة ايضاً. علينا أن نثبت هذه الصورة الإيجابية دون أن نتهرب من الحقائق القاسية ونواجهها .. إننا جميعاً أمام امتحان عسير، يتعلق به مصير المسيحيين من جهة، وشرف وسمعة المسلمين من الجهة الأخرى واعتزازهم بتاريخهم ومواقفهم. مبارك كل من ينتصر لمظلوم ويقف مدافعاً عن حقه فينتصر لشرفه وسمعته. نعم الطرفان يتعرضان للظلم ، وليس هناك أية "نظرية مؤامرة" في هذا القول، فهي حقيقة يؤكدها كم من الأحداث يستطيع حتى الأعمى أن يراها، وإنكار ذلك لا يخدم سوى أصحاب تلك المؤامرة، مهما كانت النوايا حسنة.
إن المطلوب من المسيحيين والمسلمين معاً، أن يتحلوا بالشجاعة اللازمة للإبقاء على قدرة التفكير السليم ومواجهة الحقائق بعقل بارد، محلل، يستطيع أن يرى خلال الغبار والضباب والعواطف الجياشة، ليعرف عدوه من صديقه. ومطلوب من المسلمين فوق ذلك وقبل كل شيء، موقف شهم شجاع في لحظة زمن، يسجل فيها التاريخ حروفه بمداد لن يمحى! |