عذراً غزة، يا جرحنا الباقي

في هذه الأيام التي ترزح فيها غزة وتئن تحت نار الآلة الحربية والعسكرية الإسرائيلية ، وتحاصر حصارها ، وتكتب مجدها ، وتسطر بدماء شهدائها ملاحم البطولة والكفاح والصمود والمقاومة ، ما أحوج شعبها المثخن بالجراح والأحزان إلى صرخة شاعر المقاومة الفلسطيني الراحل توفيق زياد (أبو الأمين) : "ادفنوا موتاكم وانهضوا " . 

وكم يحتاج إلى وتريات الشاعر العراقي الرافض والمتمرد على الظلم والقهر ، مظفر النواب ، الذي يحتضر على فراش المرض وسرير الموت ، التي يعري فيها الزعامات والقيادات والرجعيات العربية المتآمرة والمتواطئة مع العدوان الصهيوني السافر ، وتتفرج على الذبح والقتل والمجازر بحق أطفال غزة  ونسائها وشيوخها ، حيث يقول

أولاد القحبة 

لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم 

إن حظيرة خنزير اطهر من أطهركم 

تتحرك دكة غسل الموتى 

أما انتم 

لا تهتز لكم قصبة !

الآن أعريكم 

في كل عواصم هذا الوطن العربي قتلتم فرحي 

في كل زمان أجد الأزلام أمامي 

أصبحت أحاذر حتى الهاتف .. حتى الحيطان

وحتى الأطفال 

تعالوا نتحاكم قدام الصحراء العربية 

كي تحكم فينا 

اعترف الآن أمام الصحراء 

بأني مبتذل وبذيء وحزين كهزيمتكم 

يا شرفاء مهزومين !

ويا حكاماً مهزومين

ويا جمهوراً مهزوماً ! ما أوسخنا!!

ما أوسخنا ! ما أوسخنا!

ونكابر !!! ما أوسخنا !

لا أستثني أحد !

هل تعترفون ؟

وما أحوج مقاتليها ومقاوميها الذين ينافحون عن كرامة الوطن وحريته واستقلاله لكلمات سميح القاسم المقاتلة :

تقدموا 

تقدموا 

كل سماء فوقكم جهنم 

وكل ارض تحتكم جهنم 

تقدموا 

وما أحوجهم للمتماوت محمود درويش كي يشد أزرهم ويحثهم على الصمود والتحدي ومواجهة الغزاة

حاصر حصارك .... لا مفر 

سقطت ذراعك فالتقطها 

واضرب عدوك لا مفر 

وسقطت قربك فالتقطني 

واضرب عدوك بي .. فأنت حر 

وحر 

وحر 

وكذلك ما أحوج شعبها الجريح والذبيح إلى صوت شاعر الوطن والبرتقال الراقد في قبره ، راشد حسين ، وهو يجلجل هاتفاً :

سنفهم الصخر إن لم يفهم البشر       إن الشعوب إذا هبت ستنتصر 

فعذراً يا غزة ، يا مرقد الشهداء ، ويا كبرياء فلسطين وجرحها النازف الباقي ، يا درة على جبين الأمة ، ويا عار العرب أجمعين ، يا قلعة الصمود التي تكتب أمجاداً لا تعرفها العواصم العربية النائمة ، عواصم الكرتون . وسلاماً لشعبك الذي خرج كالمارد من القمقم ، من بين الدمار والرماد  ليصنع تاريخاً مشرقاً ، ملوحاً براية النصر .