إحذروا العمائم المفخخة...!

لم يعد الزي يشخّص أو يوحي لإنتماء الفرد؛ لقد إختلط الحابل بالنابل! فلم يعد يُعرف الشرطي من الإرهابي، والشيخ من المتمشيخ فالجميع يرتدي الزي نفسه!

دخل العراق مرحلة (أكون أو لا أكون) فالمرحلة الحالية تتطلب جهوداً حثيثة، للخروج من المآزق الكثيرة التي ولجها العراق؛ بسبب الجهل السياسي، والتعنت النابع من عدم الشعور بالمسؤولية، والعراق اليوم، بلداً ممزقاً إقتصادياً وأمنياً وقومياً.

بعد عام 2003 الكثير من الشخصيات، غيرت ثوبها السياسي وملبسها، فالأفندي أصبح "مولانا الشيخ" والسيد والشيخ نزع عمامته وإرتدى بدلة التغيير! (هيبة العمامة في خطر)، قبيل الانتخابات البرلمانية، وأثناء الحملة الإعلامية لإحدى الكتل المشاركة في الإنتخابات، فجر إرهابي نفسه كان متخفياً بزي رجل دين شيعي، على حشد كبير، وراح ضحية التفجير، العشرات من الضحايا، وفي الأمس فجر إرهابي آخر نفسه في أفغانستان، كان يخبئ متفجرات تحت عمامته، ليقتل إبن عم الرئيس كرازاي، نعم. إنها مؤامرة لطمس اللباس الإسلامي، وذهاب هيبته.

بدءَ الإرهاب في العراق ضعيفاً، وكان بإستطاعة الجيش والشرطة، كبح جِماح الخلايا النائمة التي أيقظتها الأزمات، ما بين السياسيين العراقيين.

إبان تشكيل الحكومة العراقية في الإنتخابات البرلمانية السابقة؛ كانت المحاصصة الطائفية، (الوقود الناري) لهذه الخلايا الإرهابية، التي نَمَتْ لتصبح مجاميع كبيرة، نشطت في كل المحافظات العراقية، ليكون؛ هدفها: تأسيس دولة إسلامية في العراق والشام، وكان من الممكن القضاء الفعلي على هذه الخلايا، التي تشكلت من عناصر حزب البعث المنحل، والأجهزة الأمنية المنحلة وموظفي هيئة التصنيع العسكري، الذين يملكون الخبرة العالية في تصنيع الأسلحة الخفيفة والعبوات الناسفة.

لماذا، تم تأجيل العمليات العسكرية، ضد هذه “الزُمر الإرهابية” التي نشطت في السنوات الأربع التي تربع خلالها دولة رئيس الوزراء المالكي عرش الحكومة العراقية؟ هلْ إنتظر السيد رئيس الوزراء مجازر المفخخات؛ لينتقم لهم؟! كان الأجدر؛ البدء بعمليات نوعية منذ الوهلة الأولى لتسنم رئاسة الحكومة، ومن الضروري أن يكون الأمن من أولويات الحكومة؛ لحفظ أرواح وممتلكات المواطنين الأبرياء، الذين يتعرضون لإرهابٍ أعمى.

الحل لنجاح العمليات المسلحة المتأخرة، ضد الإرهاب: هو مؤازرة جميع أطياف الشعب العراقي لأبطال الجيش والشرطة، وتجميد الخلافات والأزمات، ومن الممكن؛ تحقيق الإنتصار, إذا ما تم التوافق السياسي.

الجميع، يعي الخطر المحدق الذي يحيط بالعراق، من كلِ جانب، إن ما يمتلكه العراق من مقومات إقتصادية، وإرث تأريخي مهم؛ جعل الأطماع تحيطه من كلِ حدبٍ وصوب، ناهيك عن المكانة التي يحتلها (الجيش العراقي)، في كل العصور بالنسبة للشرق الأوسط وليس في المنطقة العربية وحسب، يتعرض العراق منذ عشرات السنين، الى مؤامراتٍ كبيرة تقودها دولٍ جارة، تربطه معها حدود مشتركة، رُغّمَ أن للعراق مواقفٍ مشرفة لصالح الدول التي تقف ضِدّ العراق.

ساندت هذه الدول الإرهاب والإرهابيين، ليقتلوا أبناء العراق وتدميرْ البنى التحتية، وجميع مؤسسات الدولة، والقطاع الخاص والقطاع الإشتراكي, أبناء هذه الدول أصبحوا يقايضون “إجرامهم” مقابل الأموال التي يتقاضونها من الدول التي تدعم الإرهاب وهي ليست بعيدة عن العراق, كان صدام حسين, يكرِّم الفلسطيني الذي يفجر نفسه, (بمليون يورو) ونستطيع, وفق ذلك أن نكتشف ببساطة من هم رؤوس الإرهاب ومن يدعمهم.