هل لنا من جرعة أعدام لنستريح

الصعيد ... فقر ... جوع ... أحتياج , فما أصعب تلك الحياة وقسوتها في زمن تتلاشى فيه وتختفي الأعراف والأصول والقيم الإنسانية .. وتجثم على صدورنا وأنفاسنا بصورة مستمرة الكوارث والمصائب وتعتلي صاخبة مدوية أصوات أصحاب مواكب النفاق والدجالين والإنتهازيين والعابثين والفاسدين ويدفع الثمن باهضاً البسطاء من أبناء مصر بكل شرائحه وطبقاته المكونة من أمهاتنا وأبائنا وشيوخنا وأطفالنا الصامدين والصابرين المكلومين الذين تنهب ثرواتهم وتسلب وتستباح خيراتهم ومقدراتهم علناً وجهاراً ..

فيموت الأطفال والصغار والعجزة المسنين والأمهات تحت وطأة معاناة الفقر والجوع وشدة الإحتياج لأبسط الحقوق الأدمية وتــتزايد جرعات العقوبات الجماعية اليومية المتكررة في مسلسل إنقطاع التيار الكهربائي المتواصل ليلاً ونهاراً بطريقة ممنهجة وإختناقات أزمات مياه الشرب وأختلاطها بالصرف الصحى مع قسوة طفح المجاري وما يتبعه من أمراض وإرتفاع مخيف غير مسبوق في نسبة الوفيات .

فتتواصل تباعاً قوافل شهداء الكهرباء والمياه من كبار السن والمصابين بأمراض الضغط والسكر والرضع من الأطفال والشيوخ ولا حــياة لـــمن تـــنـــادي ...

نــــصـــرخ ونستغيث يا حــــكومة .. منذ سـنوات ولا أحـــداً يســـتجيب (عقوبات جماعية ) .

نـتـوه في البحث عن الحقيقة بين دهاليز وأروقة الساسة والفرقاء في معترك المشهد السياسي المحلي والإقليمي والدولي وتـدمر وتنتهك حرمة وكرامة وحقوق وأدمية وأحلام وطموحات (الإنسان المواطن الغلبان) والوطن ..

 وتــداس على النعال مشاريع الدولة المدنية والعدالة والمساواة وحق المواطنة المتساوية تحت مظلة الشعارات الرنانة الجوفاء فارغة المضمون والقيمة .

ومن المفارقات العجيبة  وعلى الجانب الآخر تنتفخ جيوب وبطون وكروش الساسة والزعماء بالتخمة والبدخ والرفاهية على حساب سكينة وأمن وأمان وإستقرار بسطاء الناس داخل المعتقل الكبير الذي يحكم قبضته سجان ليست له أي صلة وعلاقة بأدمية وإنسانية وأوجاع البشر.. ويتم إعلان شهادة وفاة الوطن والمواطن ...

 كل ذلك يحدث منذ سنوات طويلة عجاف وفي زحمة ماراثون الباحثين عن النصيب الأكبر فى الكعكة والزعامات والجاه والنفوذ والسلطة وعلى أشلاء الشهداء وحمامات الدماء في داخل وطن يلفظ أنفاسه ورمقه الآخير ويحتضر بسكرات الموت من تداعيات الإنفلات الأمني والحروب الداخلية وتدهور الخدمات وإرتفاع الأسعار مثل أسعار المشتقات البترولية والتى سيتبعهما لاحقاً من غلاء في أسعار المواد الغذائية  وكل مايتعلق ويرتبط بمعيشة وحياة الناس اليومية وينهك إستمرارية الحياة الكريمة في ظل(غياب الدولة وأجهزة الرقابة على الأسعار) وعدم محاسبة من سيستغلون الظروف التي تمر بها البـلد ولتكتفوا بتلك العقوبات ... إنقطاع التيار الكهربائي زيادة أسعار تدنى فى الخدمات وأزمة المياه المميتة القاتلة وحوادث التحرش والإغتصاب 

وألا عليكم بجرعة الأعدام حتى يستريح المواطن من معاناته المستمرة .