المنظمات الإنسانية الدولية تتعامل مع النازحين بنحو تمييزي غير حيادي

كربلاء المقدسة ــ وكالات: انتقد ناشطون كربلائيون، اليوم الأحد، صمت المنظمات الدولية إزاء انتهاك حقوق الإنسان في العراق واتهموها بـ"عدم الحيادية" والتأثر بالعوامل السياسية والطائفية الخارجية في تعاملها مع ملف النازحين العراقيين، وفي حين حمّلوا الحكومة الاتحادية مسؤولية عدم اتخاذ قرار "حازم" لطرد مثل تلك المنظمات، أكدوا أنهم شخصوها ووثّقوا أعمالها "التمييزية" تمهيداً لمُقاضاتها دولياً. 

وقال الناشط المدني الكربلائي، وليد الكعبي، إن "مشكلة نزوح الأهالي من محافظات نينوى وكركوك وغيرها لم تكن ناجمة عن المعارك ضد الإرهاب كما طرحتها وسائل الإعلام"، عاداً أنها "عملية تهجير قسري وتطهير عرقي مدروسة سيكون لها تداعياتها على المحافظات التي استقبلتهم لاسيما على صعيد زيادة عدد العاطلين عن العمل".

وأضاف الكعبي، أن "المنظمات الدولية المعنية بالهجرة واللاجئين والغذاء والصحة وحقوق الإنسان لم تتدخل بملف النازحين حتى الآن مثلما لم تقدم أي شيء في هذا الجانب"، منتقداً "صمت تلك المنظمات إزاء ما يحصل من انتهاك لحقوق الانسان وقتل وتهجير وتطهير عرقي بمدن العراق التي تشهد أعمال عنف وعمليات عسكرية ضد الإرهاب".

وأكد الناشط المدني الكربلائي، أن "عمليات الإغاثة التي قدمت للنازحين كلها جاءت من العتبات المقدسة ومنظمات مدنية محلية أو مساعدات من قبل الأهالي والمتبرعين من الميسورين وبعض رجال الأعمال".

من جانبه قال الناشط المدني، محسن الطائي، إن "بعض المنظمات الدولية التي تمت مخاطبتها بشأن النازحين وعدت بالدخول إلى المحافظات الوسطى والجنوبية لإغاثتهم وتم إعداد قاعدة بيانات ومسوحات لمساعدتها بهذا الشأن"، مبيناً أن "أية منظمة دولية لم تدخل كربلاء أو تطلب معلومات عن النازحين وأماكن تواجدهم لغاية الآن".

وأوضح الطائي، أن "إغاثة النازحين تمت من قبل منظمات المجتمع المدني المحلية ورجال الأعمال"، مستدركاً "لو كنا قد انتظرنا المنظمات الدولية لكان حال النازحين أسوأ مما هو عليه الآن". 

واتهم الناشط الكربلائي، المنظمات الإنسانية الدولية بأنها "أصبحت تتأثر بالعوامل السياسية والطائفية الخارجية كما هو واضح من خلال تعاملها مع ملف النازحين العراقيين".

إلى ذلك قال رئيس غرفة إدارة أزمات منظمات المجتمع المدني في كربلاء، جاسم الظالمي، إن "النازحين ما يزالون يواجهون معاناة كثيرة في مقدمتها السكن العشوائي والخدمات"، مضيفاً أن "غرفة إدارة أزمات منظمات المجتمع المدني في كربلاء قدمت وما تزال خدمات الإغاثة للنازحين لكنها بحاجة لدعم أكثر بسبب عددهم الكبير".

وذكر الظالمي، أن "الكثير من المنظمات الدولية وعدت بإغاثة النازحين من دون أن تنفذ تعهداتها حتى الآن"، عاداً أن تلك "المنظمات لم تعمل على وفق ما ترفعه من شعارات إنسانية، ولم تقف ضد الانتهاكات والتهجير والقتل الذي يتعرض له العراقيون".

واتهم رئيس غرفة إدارة أزمات منظمات المجتمع المدني في كربلاء، بدوره المنظمات الدولية بأنها "غير حيادية وتتعامل بتمييز طائفي وعنصري مع النازحين"، محملاً الحكومة العراقية مسؤولية "عدم اتخاذ قرار حازم لطرد المنظمات الدولية التي تتعامل وفق معايير طائفية وعنصرية مع العراقيين في الأزمات".

وأكد الظالمي، أن "المنظمات المدنية المحلية ستوثق انتهاكات حقوق الإنسان وتُشخص المنظمات الدولية غير الحيادية وأعمالها التمييزية بين العراقيين وتتقدم بشكوى ضدها للأمم المتحدة لمحاسبتها ومقاضاتها دولياً".