بعد جمهوريتي الخوف والفوضى.. هل ننعم بدولة عصرية عادلة؟! |
المتتبع لإحداث، وتطورات الواقع العراقي السياسي، والاجتماعي، يلاحظ تقلبه بين الحين، والأخر، حتى يكاد يكون حرجا، كأنه على صفيح ملتهب. عندما نتصفح تاريخ العراق منذ تأسيس الدولة العراقية ليومنا هذا، نجده مليئا بالإحداث، والانقلابات، وعدم الاتزان، قد تكون عدم الرؤية، والهدف الواضح للحكومات المتعاقبة سببا رئيسيا، أو قد تكون هناك أجندات خارجية(طالما نسمع هذه النغمة المشروخة) لها اليد الطولى في عدم استقرار البلد، أو بسبب كثرة خيراته، وثرواته، وموقعه الجغرافي المميز، ناهيك عن موقعه، أو مكانته التاريخية، أو مستقبله الموعود!. أحقاب كثيرة، وأزمنة متنوعة، وحكومات مختلفة(كل امة تلعن أختها)، تعاقبت على حكم العراق، والعراقيون يعانون الويلات، ويفتقدون لأقل درجات الطمأنينة، والعيش الرغيد، على عكس دول جواره حديثة العهد، والأقل منه خيرات، وأموال، وثروات. قتل، دماء، اضطهاد، هي سمة العراق على امتداد النصف الثاني من القرن العشرين، حتى يومنا هذا، الشيوعيين، و القوميين ، ومن بعدهم البعثيين، الذين أذاقوا الشعب العراقي الويلات بأنواعها، كانت بامتياز جمهورية الخوف الذي لا يوصف، عصر تميز: بالتفرقة، القساوة، البطش الدموي، قبور جماعية، قتل إرهاب دولة، هي سمة هذا النظام الفاشي. انتظرنا كثيرا حتى جاء العراق، والعراقيين الفرج، إنها نهاية الطاغية، انه التغيير! استبشرنا خيرا للمستجدات التي حصلت، اعتقدنا آملين إن الحقوق ستعود إلى أهلها الطبيعيين! لكن سرعان ما اصطدمنا بعصابة، همها الأول هو؛ كيف تملا جيوبها، وأتباعها بالأموال السحت، أما باقي العراقيين إلى الجحيم، هذا هو ديدنهم، فساد إداري ومالي وأخلاقي، سرقات في وضح النهار، تغطية حكومية للسارقين، والفاسدين، فوضى كبيرة تعم البلد، عدم وجود رؤية واضحة، لقيادة البلد، لا يوجد تخطيط، أو إستراتيجية واضحة لجميع مرافق الحياة العراقية، اقتصاد متدهور، سياسة خجولة، امن مفقود، فساد منتشر. هنا يكمن السؤال المحير! هل هناك أمل بدولة عصرية عادلة، تستلم زمام المبادرة، في العراق؟ يكون فيها للمؤسسات المدنية، دورا مهما في بناء الوطن الغالي، حكومة؛ أساسها التفاهم، والشراكة الحقيقية القوية، لا شراكة الاستبداد، والتبعية، والتفرد بالسلطة. ( اللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة، تعز بها الإسلام وأهله ، وتذل بها النفاق وأهله ، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك ، والقادة إلى سبيلك ، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة ) |