بلادي.. حكاية الصنم والمعبد

هكذا بدأ المشهد , مابين صنم يهوى على الارض بعد ان جثم فوق فردوسها اكثر من خمس وثلاثين عاما, فكان المعبد في الضفة الاخرى ينتظر تباشير الدعوة الى دين سياسي جديد, ومابين القيود والوعود , اعلن العراق خاليا من وباء الطاغية في مصحة الاحتلال, لتنطلق خفايا التغير بمفردات الدمقرطة الحديثة , فاتحة الباب لتوارد الاسماء والعناوين التي وضعها القدر السياسي على دكة البيت العراقي, غير ان دموع الثكلى وأنين يتامى الحرب والمجاعة تناست جراحاتها وغظت نظرها عن مساوئ ما علق بحاضرها السياسي , فسقوط سوط الجلاد قد طغى على مشهد الامنيات والرغبة بالعودة الى الحياة مجددا , غير اننا لم ندرك جيدا ان الحديث لم يكن عن دكتاتورية عمياء تضغط بسبابتها على مجرى التنفس العراقي لسنوات طوال , بل ان البئر والخارطة هما محركات البحث والاسقاط, فانفجر ما كان خافيا وتحرك ما كان ساكنا وسكب مداد الموت على افئدة الامل القادم من صناديق الانتخاب وبطاقات الاقتراع التي بات بنفسج حبرها احمرا قانيا بدماء اهله, فالامهات لم يطرحن سوادهن و واطفال الازمات ما زالوا في ذمة الازقة والطرقات, ونياح الكوارث يتصاعد مدويا في فضاء المقابر , والبلاد والعباد تنتقل بسرعة الخيبة والانكسار من عفالق سلطة الى سلطة الاحزاب , بعد ان تغير كل شئ في العراق دون ان يتغير الصنم , الوطن هوية ضائعة , والدين فتوى طائشة كطيش الرصاص في مواضع اجساد شعبي , والقيامة قائمة لم تفصح عن سجلات ذنوب العاصين , وحسنات الطائعين , نعم انه القحط الذي يطفوا على بركات الارض دون ان يكون هنالك عزيز قادر على تفسير رؤية ما حدث, فنحن نتنفس عبيق كهنة المعبد بعد سقوط الفرعون.