عودنا السيد المالكي منذ استلامه مسؤؤلية رئاسة الوزراء في العراق على كونه هو المبادر الاول في الهجوم واتخاذ القرارات التي تعتبر صعبة في بعض الاحيان اي انه هو من كان صاحب المبادرة وهو الذي يبدأ الهجوم ومثال ذلك اعدام صدام حسين والقيام بصولة الفرسان ضد المليشيات مرورا باعتقال حماية طارق الهاشمي ومحاكمته غيابيا الى اعتقال حماية رافع العيساوي والتي كادت ان تصل الى اعتقال العيساوي نفسه لولا قيام التظاهرات في المناطق السنية ومنذ اندلاع التظاهرات نجد ان السيد المالكي يراوح مكانه حتى اعتقد البعض انه يلعب لعبة كسب الوقت وقد يكون ذلك صحيحا ولكن تبين ان المالكي قد فقد زمام المبادرة ولايستطيع ان يفعل شيئا الان غير ان يقدم التنازلات وهذه ان قدمها الان سيعتبرها خصومه ضعفا وتراجعا من المالكي ومنذ التصويت على قانون مجلس القضاء الاعلى وبدون موافقة ائتلاف دولة القانون او التوافق معهم بات واضحا للجميع ان المالكي قد تم عزله من الجميع وان ائتلافه بات لايتحكم في العملية السياسية او النيابية وجاء قرار مجلس النواب بتحديد الولايات للرئاسات ليتبين ان ايام المالكي باتت معدودة قانونيا وكان السيد المالكي يعول على السيد مدحت المحمود لينقض قرار مجلس النواب ولكن الضربة القاضية جائت من هيئة المسائلة والعدالة باجتثاث المحمود وهو ماوضع السيد المالكي في موقف لايحسد عليه وبدأ يتخذ قرارات بالغاء القرارات واعفاء رئيس الهيئة من منصبه رغم انه تابعية الهيئة لمجلس النواب والمالكي يعلم علم اليقين ان كل هذه الاجراءات هي متخذة ضده ومن اجل عدم منحه ولاية ثالثة وهو موقف حرج جدا للسيد المالكي فمصادقة المحكمة الاتحادية على قانون الولايات للرئاسات يعني النهاية الكاملة لاحلام ائتلاف دولة القانون ويعني ان على السيد المالكي ان يعود الى حاضنته الطبيعية وهي الائتلاف الشيعي لانه اساسا شكل ائتلاف دولة القانون ولم يتحالف مع الائتلاف الشيعي من اجل ضمان منصب رئيس الوزراء له والان المالكي اصبح يدافع عن ولايته الثالثة التي تبخرت اماله فيها ويبدو انه سيجد نفسه بعد فترة يدافع عن اكمال ولايته التي يبدو انه لن يكملها اذا ظل الوضع الحالي مكانك راوح لقد بات من الواضح والجلي ان اخطاء السيد المالكي والتي اوصلته لفقدان كل الحلفاء وبما فيهم المجلس الاعلى الذي انما يريد ان يكمل السيد المالكي ولايته الاخيرة ولايتم اقصائه منها لكي لايسجل سابقة تاريخية في اقصاء رئيس وزراء شيعي من الحكم اثناء فترة ولايته وهذا اكيد نابع من التزام المجلس بتوجيهات المرجعية ويبدو ان السيد المالكي ازماته تتناسل ووتكاثر طرديا وعكسيا وهو سيجد نفسه في وضع لايحسده عليه احد لان الجيش وهو القوة التي يعتمد عليها السيد المالكي والتي يعتبرها ورقته الاخيرة قد تم تحييدها ولاتظنون ان ماحصل من اطلاق نار على المتظاهرين في الفلوجة كان اعتباطيا او من اجل تسجيل نقاط بل كان لاهداف بعيدة المدى وانا اكتب وكلي اسف لان المالكي ضيع من يده فرصا لم يحصل عليها احد لحكم العراق واستمراره في حكمه وحجز مقعد في عربة التاريخ كقائد بنى العراق ونقله من العنف الى الهدوء والبناء ولكنه ضيع الفرصة وسوف يحكم التاريخ على هذه الحقبة التي سوف تسمى الحقبة المالكية بكل سلبياتها وايجابياتها ولنتعلم من التاريخ ان حكم العراق صعب جدا وان حكم الحديد والنار لايصلح الان في العراق الجديد الذي صنعته اميركا