الى أصدقائي في حزب الدعوة الاسلامية

عاتبني اكثر من صديقي من الخط الاول في حزب الدعوة وبعضهم اسماء مهمة تتداولها كواليس الحديث عن رئاسة الحكومة ، بعضهم بشكل مباشر وبعضهم عن طريق طواقمهم الإدارية والبعض الاخر عن طريق أصدقاء مشتركين عن مواقفي الحادة تجاه الحزب وأمينه العام السيد نوري المالكي صاحب نظرية ( انا ومن بعدي الطوفان ) وهنا اجدني مضطرا بعد الاعتذار للآخوة الأعزاء ان اشرح وجهة نظري مرة ثانية وثالثة وعاشرة وهي :

١- انني لا الان ولا في المستقبل لم ولن أمس شخص السيد نوري المالكي وإنما انتقد ومن فرط خوفي على وطني وشعبه من كارثة اكبر من ان يتصورها العقل يكتب لي امام الأخوة جميعا انني اول من حذرت منها وبالتفصيل وقبل اكثر من سنتين وتمنيت منهم مساعدتي على التأثير في مواقف السيد المالكي لاجتنباها .

٢- لو كان الامر يتعلق بمنافع شخصية لكنت اكثر من حصل عليها وليس اسهل من مغادرة البلاد عندما يغادر السلطة او تغادره رغما عنه والبحث عن رغيد العيش في مكان ما من المعمورة بعدها ، لكن الأخوة جميعا يعرفون انني طوال اقترابي منه كنت على خلاف دائم مع توجهات
طاقمه العسكري والإداري والحزبي وخاصة الخط الأقرب اليه محاولا بكل ما أوتيت من حجج وإخلاص وحتى هذه الساعة ، ان ادفعه متوسلا الى ما يجنبه ويجنب البلاد سياسات هوجاء كانت نتائجها واضحة لكل من فتح الله نافذة ضوء في بصيرته ولو قليلا .

٣- انا لحد هذه اللحظة وعلى حجم المأساة التي تعيشها البلاد ونازحيها والماكبدون في ديارهم عوز ابسط مقومات الدولة العصرية ، بسبب إصرار السيد المالكي على الجلوس على عرشٍ على رماد الوطن لم أصل الى اقل من نصف ما وصلت اليه المعارضة المصرية ( مثلا ) ضد مرسي رغم ان الدستور العراقي يعطيني ويعطي العراقيين جميعا سقفا اعلى من ذلك بكثير .

٤- ولا ازال اجزم ان الأخوة في حزب الدعوة مطالبين اكثر من غيرهم حفاظا على ما أبقى المالكي من تاريخهم ان يقفون قبل غيرهم بوجه الاستبداد والتسلط العائلي الذي يصر المالكي على فرضه عليهم وعلى العراقيين جميعا ، واعتقد جازما ان من فشل أمنيا وسياسيا لثمان سنوات لن ينجح ولو مسحت ذاكرة العراقيين جميعا وأعاد الله له عقارب الزمن الى لحظة توليه السلطة اول مرة عام ٢٠٠٦ .

٥- اجزم ان بعد أشهر قليلة من توليه الولاية الثالثة ستجدون ان آفاق الفتنة والنفاق سوف تبث عليكم أنباء دك صقور الجو لارتال داعش في حسينة كربلاء وبغداد وتكبيدهم مئات القتلى في مصفى الدورة ، وربما تحدث اكثر من حرب وفتنة اخرى بين الشيعة والشيعة والسنة والسنة والكرد والكرد .

لذا أتقدم لاخوتي واساتذتي قيادات حزب الدعوة الأفاضل باعتذاري اني لن اسكت حتى يطالبون هم اولا بإطلاق سراحهم وسراح الوطن بأجمعه من أقسى لحظة اختطاف تمارسها بحقه واحدة من أقسى أزمنة الاستبداد والطغيان باسم الديمقراطية والمصلحة الوطنية .