المقدمة : من المفارقات الخفية التي يغفل عنها الإنسان الجاهل أنّ الأرض بكل تاريخها منذ الأزل حتى اليوم ، وحضاراتها المتراكمة المتصارعة ، وسكان أجيالها المتعاقبة ، وأحيائها الحيوانية والنباتية المتتالية ، ما هي إلا خلية تكاد لا ترى ، ولا يحسب لها أي حساب يذكر بالنسبة لمجرتنا درب التبانة ، ولا أقول الكون ، بل أن مجرتنا الصغيرة جداً ما هي إلا نقطة في بحر في خضم هذا الكون الكون !! اللهم رحماك يارب ّ صبرا. وأنت ياهذا اعلم ...!! إنّ الإنسان يُعتبرمجرة كاملة بكل كواكبها ونجومها وكائناتها الحية ، وغير الحية في هذا الفضاء المترامي الأبعاد بالنسبة للخلية ، وكل شيء نسبي في هذا الكون الكائن ، فمثلاً مساحة الخلية شاسعة شاسعة جداً بالنسبة لعضيات الخلية ، وطول الصبغي يعتبر لا نهائي بالنسبة للجين والنيوكليونيدات المركبة له ، وسنتنا العادية تعد مليونين سنة مما تعد البكتريا التي توّلد مليار فرد في عشر ساعات فقط ، إذ عمر جيل واحد من البكتريا 20 - 30 دقيقة ، والتكاثر يسير بمتتالية اطرادية، لذا لجأ العلماء إلى هذه الكائنات الدقيقة الوحيدة الخلية ( البكتريا) في دراسة حدوث الطفرات وعملية التطور ، فاستطاعوا اختصار ملايين السنوات ، والمئات من الأجيال بالعديد من الساعات أوالأيام ، وتركوا الأرانب ، وفئران منغوليا ، وذبابات الفاكهة جنبا !! وهذه الخلية الشامخة المعجزة لا يستطيع العقل الإنساني نفسه أن يستوعب مدى إبداع خلقها للحياة من العدم ، ونقل رسالتها الخالدة من الأجداد للأمم ، و دقة تنظيم عملها بلا زلل أو خلل ، وسعة نشاطها بلا تعب ولا ملل ولا كلل ، وقوة مقاومتها للأمراض والعلل !! : " لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ" وتزعم أنك جرمٌ صغيرْ *** وفيك انطوى العالم الأكبرُ !
يعجّبني ويدهشني أمر هذا الناس الخناس!! لأيم الله يعجّبني ويدهشني هذا الإنسان الغرور المجرم الجهول في استخفافه بحياة هذا الإنسان المحير للعقول ، وبقيمته أينما حلّ أوأقام على مدى المكان وعمق الزمان !! ، ولو تعلّم إنساننا الجهول كثيراً ، وتأمّل قليلاً ، وفكّر ملياً في عظمة هذا المخلوق ، وأسرار وجوده ، وتعاون أجهزته وأعضائه بشكلٍ غاية غاية الدّقة ، وتناسق وظائف أنسجته وخلاياه بصورةٍ تفوق الخيال المبدع ، والإلهام المعجز ، وكما قلت في إحدى قصائدي الرثائية : أرى الحياة َ كسرٍّ، لطــــفُ بارئها *** أعيى العقول َ، بـــــما تحويه ينكتمُ إنّ التـــوازن َ- جــــــــلّ اللهُ مقدرة -**من الخليـة ِ حتى الكـــــون منتظـــمُ سبحان منْ أبدع التكوينَ فـي نسق ٍ ***لاينبغي أنْ تحيدَ الشمـــسُ والنجـمُ أقول : لخرّ ساجدا لوجه خالقه وبارئه ، وما كانت قصة سجود الملائكة لآدم التي وردت في الأديان إلاّ لغزاً محيّراً ، من هنا يتدرج الإنسان المتفقّه المتبحّر في العلوم الطبعية لتفكيك أسراره ، والتعرف على خفاياه ،إنها عظمة عظمة الخالق المبدع ، وعلّم الإنسان ما لا يعلم ..!! فيجب أنْ يحسب القاتل المجرم ، والطاغي المتجبّر من الواحد حتى المليون عندما يريد أن ينفذ جريمة قتل النفس التي حرًم الله قتلها ، وقبلت الإنسانية الراقية بفكرها وقوانينها هذا التحريم ، بل أجلت الإنسان أيّما إجلالٍ وتعظيم حتى القدسية !! ، وعليه أن يدرك أنّ الإنسان بمفرده ، مع زوجه التي لا تتجزأ منه في الحسابات العضوية التكاثرية ، أمم وقبائل وشعوب ، ومن هنا أيضاً علينا أنْ نتفهم ، لماذا من قتل نفساً ، كأنما قتل الناس جميعاً !! والله بكلّ شيء عليم !!
عظمة الإنسان بين التثقيف والتعليم ، وهدفي تثقيف العقل الجمعي بعظمة الإنسان ، ما استطعت سبيلا !! : أليس حقّاً ، وواجباً علينا أن نحاول جاهدين تثقيف المغرورين والمتورطين من المنظمات الإرهابية ، والطغاة والمجرمين القتلة ، وصانعي الحروب بعظمة الإنسان الهائلة الهائلة ؟!! وفي الأرض لمتسع ومتسع لأعداد مضاعفة ومضاعفة من هذا البشر والحيوان والشجر ، ولكن الضيق في الفكر والصدر !! ، وقال شاعرنا العربي الصعلوك منذ العصر الجاهلي في لاميته العربية : وفي الأرضِ منأ ًى للكريم عــــــن الأذى***وفيها لمنْ خــــافَ القِلى مُتعزّلُ لعمركَ ما في الأرضِ ضيقٌ على أمرىءٍ*** سرى راغباً أو راهباً وهو يعِقلُ أقول قولي هذا ، وأنا متفهم تماماً ظاهرة السحق (كرش) للبيئة الحيوية ، والتي تعني أن أعداد الكائنات الحية لأي نوع ، إذا بلغ الحد الأقصى المسموح به بحيث ما بعده يُحدث خللاً بالتوازن الطبيعي ، تعصف الكوارث كالزلازل والفيضانات والأمراض بالحياة ، وتنشب الحروب ، لترجع الأمور إلى نصابها الطبيعي ، ولكن أنا أيضاً أتفهم من عوامل التوازن رقي العقل الإنساني ، وتقدم العلوم ، ونهضة التكنولوجيا التي سدت الخلل الكبير بسهولة ويسر ، إذ أصبحت المعامل الحديثة تعوض عن عشرات الآلاف من الأيادي العاملة ، ومثلها المزارع المتطورة ، ووسائل النقل السريعة والمتشعبة، ومع ذلك كلّه يحاول العقل الشرير بجشعه وأنانيته ، وضيق أفقه التوجه لإنتاج ، وصنع أسلحة الدمار الشامل ، وأدوات القتل والتنكيل التدمير....!! على كلّ حال أقول أثقّف ، ولا أقول أعلّم ، أيّ أتكلم بحديث تفهمه العامة ، وترتضيه الخاصة ، فأنا الآن لست في مدرجات العلم ، أو قاعات المختبرات ، أو صالات التشريح الأنثروبوتومي ، وهكذا ديدني في مقالاتي التي تتضمن علمي الاجتماع والنفس. الغاية منها التثقيف العام على قدر جهدي المتواضع ، وليس التعليم ، وأنا المعلم في هذه المجالات لربع قرن من شبيبتي الناشطة حتى كهولتي الناضجة ..!! الإنسان وخلاياه ، وتخصصها وتميّزها ، والمعري يتوسط !! : علم تشريح الإنسان ( الأنثروبوتومي ) ، هو فرع من علم التشريح ( الأنتومي) ، يهتم بدراسة بنية وتركيب أجهزة الجسم البشري، إضافة لعلم الأنسجة ، وعلم الخلية ، وعلم الفسلجة... على مهلك معي !! أرجوك ، لا تندهش ، ولا تنذهل ، ولا تصفر ، ولا تحرك يديك وتقول : ( أيّباه !! ) ، ببساطة لا يستطيع أحد أن يحدد متوسط عدد خلايا جسم الإنسان البالغ ، وإنما بالتقديرات تتراوح بين الترليون ( 1000,000,000,000) و عشرة آلاف ترليون ( 10000, 000, ,000,000,000) خلية - نحن نتكلم بالترليونات ، لا بالمليارات ، كسكان الهند والصين بمليار وما حوله من العدد الهزيل الخجول - أكبر الخلايا بويضة الأنثى في المرأة ، وأصغرها نطفة الذكر في الرجل ، وفي جسم هذا الفرد الإنساني أضعاف أضعاف الخلايا من البكتريا ، معظمها في أمعائه ،تساهم في صناعة السكريات البسيطة الأحادية لتسهيل أمتصاصها من قبل الزغابات المعوية ، وكذلك تساعد في صنع بعض الفيتمينات كـ ( بي ، أي، إي ..) ، وربما تفوق أنواع البكتريا خمسمائة نوع، ( الإنسان بكل ملياراته على الأرض نوع واحد !!) ، إن مقتل إنسان واحد يعني قتل عشرات الآلاف من الترليونات من الخلايا الحية والبكتريا ، أي أكثر من ألف ضعف سكان الأرض ، أو قل أكثر من عدد سكان الأرض منذ عشرة آلاف سنة حتى اليوم ، لأن الناس تكاثروا طردياً !! ربما تتحول بعض أنواع البكتريا إلى كائنات حيّة محللة بعد موت الإنسان تعيده إلى عوامله الأولية ، وقد أجاد أبو العلاء المعري بقوله : خفف الوطء ما أظن أديم الـ *** أرض إلاّ من هذه الأجسادِ وقبيح بنا وإن قــدُم العهـ **** ــد هوان الآبـــــاء والأجداد سر إن اسطعت في الهواء رويداً**لااختيالاً على رفات العباد رُب لحدٍ قد صار لحداً مراراً *** ضاحكٍ مـن تزاحم الأضداد ودفينٍ على بقـــايا دفيــنٍ *** في طويل الأزمـــان والآبــــاد هذه الخلايا الترليونية ليست كلها متشابهة في الشكل ، ولا تقوم بوظيفة واحدة ، وإنما تتميز شكلاً إلى أشكال غاية الدقة في حجمها ، ومساحتها وأبعادها ، وترتيب وضعها ، وتتخصص للقيام بوظيفة معينة لا تتعداها ، بل تتناسق مع وظائف الخلايا الأخرى على مدى اللحظات الخاطفة ، ومن الخلايا ، الخلايا العصبية ( لا تستطيع الإنقسام ، لذا إذا تلفت لا يمكن تعويضها) ، و العضلية ... ، وهنالك علم خاص يختص بدراسة الخلية يسمى ( علم الخلية) ، وكل مجموعة من الخلايا المتشابهة شكلاً ، وتقوم بوظيقة معينة تشكل ( نسيجا) ، وكلّ عضو في جسم الإنسان يتركب من عدّة أنسجة تتعاون ليقوم العضو بوظيفته على أحسن حال ، ومجموعة الأنسجة يدرسها (علم الأنسجة) ، وكل مجموعة من الأعضاء تشكل جهازاً كالجهاز العصبي ، وأعضاؤه : المخ والمخيخ والنخاع المستطيل والنخاع الشوكي .. وأجهزة الجسم تعمل دون كلل ولا ملل ليل نهار ، ولا يعتري الأعضاء اللاإرادية أي تعب ، ولا تحتاج إلى راحة ولا استراحة طيلة الحياة ، وعلى مسار اللحظات المتتالية إلا ضمنية بإبداع ولا أروع ، كلّ ذلك لخدمة جسم الإنسان ، وبالتالي الإنسان نفسه روحاً وجسداً ، ما لكم كيف تحكمون؟ وكيف تقتلون؟ أيها المجرمون !! الخلية وما أدرك ما الخلية أيها الإنسان؟!!
الخلية معمل كيميائي حيوية هائل ، بشفراته الموروثة ، ودقة عمله المذهل ، تعجز كل معامل الأرض أن تحلّ محله !!!:
أرجوك مرّة ثانية ، أن لا تندهش ، ولا تنذهل ، و " اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم " هل أنت معي الآن ؟!! وهل تعلم أم لا ؟!! أن كلّ خلية واحدة من بين ترليونات الخلايا التي تدخل في تركيب الجسم الإنساني الفرد عبارة عن معمل كيمياوي حيوي تعجز أكبر معامل الأرض وأعقدها أنْ تقوم مقامه ، لأنها تتضمن شفرات مرتسمة على الجينات التي تتركب من حوامض نووية تدعى (دي . أن . آ) متباينة ، توارثتها الخلية من الأباء والأجداد عن طريق الأب والأم حتى الجدين الأولين ، دعنا نقول :آدم وحواء ...!! ، وطرأت عليها طفرات صبغية ( كروموسومية) ، و (جينية) على مدى التاريخ الإنساني. لا نخوض في كيفية حدوثها ، دعها وشأنها حتى لا ندخل في موضوع التطور ، ربما سننوّه باختصار عنها !! ولكن كيف تقوم بعملها لتثبيت خصائص النوع و صفات العائلة والفرد في ذات الإنسان ، الحقيقة نواة الخلية تتضمن شبكة كروماتينية ( الشبكة النووية) توجد عليها عليها الجينات ( العوامل الوراثية مجازاً ) ، هذه الجينات تتجاوز أكثر من 32 ألف جين في في كل خلية من جسم الإنسان الفرد ، تتثبت على الصبغيات وعددها 23 زوج أثناء الأنقسام الخيطي والاختزالي ( زوج واحد من الصبغيات يكون جنسي ، أحده ذكري ، والثاني أنثوي في الذكر ، وكلاهما أنثويان في الأنثى ) .، وإليك توضيحاً مبسطاً :
ما هي الجينات؟ و ما هي الكروموسومات؟ تتكون أجسامنا من ملايين الخلايا، ومعظم هذه الخلايا تحتوي على مجموعة متكاملة من الجينات، وتتصرف الجينات كمجموعة من التعليمات مسيطرة على نمونا وكيفية عمل أجسادنا، كما انها مسئولة عن الكثير من خصوصياتنا مثل لون العين، وفصيلة الدم، والطول تحمل الجينات على مجموعة من الخيوط المتشابكة و الملفوفة ببعضها البعض كبكرة الخيط و يعرف هذا التركيب بالكروموسومات، تحتوي كل خلية جسدية على 46 كروموسوم، بحيث يرث الفرد 23 كروموسوما من الأب و 23 كروموسوما من الأم، و عليه يكون لدى كل فرد 23 زوجا من الكروموسومات، و بما أن الجينات محتواه في هذه الكروموسومات، فان كل فرد لديه في الغالب نسختين من كل جين( واحدة من الأب و الأخرى من الأم)، و هذا هو سبب وجود تشابهة في الصفات الظاهرية بين الآباء و الأبناء، تتكون هذه الكروموسومات- والجينات- من مركب كيميائي يعرف بالحمض النووي. بالنسبة للزوج الـ 23 من الكروموسومات فهو يختلف بختلاف الجنس و لذلك فانه يعرف بزوج الكروموسومات الجنسية، و يوجد نوعان من الكروموسومات الجنسية يعرف الأول بكروموسوم( آكس) يرثه الفرد من أمه دائماً ، لأن الأم لا تحمل سوى ( أكس) أي ( أكس أكس) ، ويرث الثاني من أبيه ، في هذه الحالة ، إما أن يكون أيضاً (أكس) ، فيكون الفرد أنثى ، أو أن يكون (واي) فيكون الفرد ذكراً ، لأن الأب يحمل في خلاياه ( أكس واي) من المهم جدا أن يكون لدى الفرد الواحد العدد الصحيح من الكروموسومات. ذلك لأن الجينات التي تعطي الأوامر للخلايا في أجسامنا محمولة على هذه الكروموسومات. و أي تغير يحدث في عدد الكروموسومات أو في حجمها أو تركيبها قد يؤدي الى تغير في المادة الوراثية، و قد يترتب على ذلك اصابة الفرد بتأخر في النمو، عدم القدرة على التعلم و مشاكل صحية أخرى
تركيب الجين : كل جين واحد يتركب من حامض نووي يدعى ( دي . أن . أي.) - أعتذر جهاز الحاسوب عندي ليس فيه برنامج عربي إنكليزي ، سأدرجها في هامش المقالة - لكل جين حامضه النووي الخاص به ، وما أدراك ما هذه الحوامض النووية ، ما أدراك ؟ هنا تكمن سر الحياة ، والتواصل بين الأجيال ، ومنح الإنسان الصفات الفردية والعرقية والنوع الإنساني ، ولكل نوع من أنواع الحيوانات ( المكتشفة تفوق المليون ونصف المليون نوع معظمها غير مكتشف ، والأنواع النباتية مع فطرياتها وكائناتها البدائية المكتشفة تتجاوز المليون نوع ، ناهيك عن أفرادها الترليونية الترليونية ) حوامضه النووية الخاصة به . وأعني (دي. أن . أي) ،أي الحامض النووي الريبي الفاقد لذرة أوكسجين !! وهذا الحامض النووي الرهيب عملاق العمالقة نسبياً ، بالرغم من صغره الضئيل جداً جداً بالنسبة للخلية التي لانراها إلا بالمجاهر المركبة ، ولا ترى عضياتها إلا بالمجاهر الألكتروني -مذهل مذهل في صنعه وصناعته ، يتشكل من سلسلتين طويلتين جداً جداً بالنسبة للمواد المركّبة منهما ، يلتفان حول بعضهما بشكل حلزوني ، وكل سلسلة تتركب من النيوكليوتيدات ، وعدد النيوكليوتيدات الموجودة في كروموسومات الإنسان تبلغ 3.2 مليار نيوكليوتيد، هل من مزيد ؟!!! وتتكون النيوكليتيدة الواحدة من جذر مجموعة الفوسفات ، وسكر خماسي الكاربون ، هو سكر الرايبوز الفاقد لذرة أوكسجين واحدة ( دي أوكسي رايبوز ) ، وقاعدة نتروجينية عضوية من بين أربع قواعد ، وهي الغوانين ، والسايتوسين ، والثايمين والأدينين ، تخرج من السلستين عرضياً إلى الداخل ، ومن العجيب الغريب أنّ الغوانين لا تقابل إلا السايتوسين، والأدنين لا تقابل إلا الثايمين ، لترتبطا برابطة هيدروجينية بترتيب لا يتكرر مطلقاً في ترليونات الحوامض النووية الأخرى من الصنف نفسه ، وهذا الحامض النووي هو حامل الشفرة الوراثية من الأباء والأجداد ، ربما حدثت عليه طفرات كثيرة صالحة غير مميتة على مر العصور !! بمعنى أن ترتيب القواعد على السلستين الملتفتين حول بعضهما هيلا الشفرة أو الكود التي توارثها الفرد من أبويه لإظهار صفة لون العينين ، أو الجلد أو طول الأنف ، أو القامة ... إلخ من الصفات في الإنسان التي قدرت بأكثر من عشرين ألفاً !! المهم لا أريد التعقيد والتعمق في الشروحات والتركيبات الكيمائية الحيوية ، لأن الغرض من مقالتي تثقيف العقل الجمعي بعظمة خلق الإنسان الذي تأتيه رصاصة طائشة ، أو سيف مسلول ، أو يقبع بسجن رهيب دون أي جريمة أو جنحة يستحق بهما العقاب المجاني البخس !!
كيف يقوم الجين بعمله ، ودور الحامضين النووين والرايبوسومات قي صنع البروتينات والهرمونات والإنزيمات : أما كيف يوصل هذا الحامض النووي ، أو قل : الجين ، رسالته الخالدة التي توارثها ، لا تتخيل هو الذي يتنازل عن هيبته وعرشه القيادي في مقره الرسمي بالنواة ، كلاّ ، وألف كلاّ ، هو يبقى في مقره ، ويأتي إليه حامض نووي آخر أقل شأناً ، يسمى الحامض النووي الريبي الرسول أو الناقل ، أو الريبي بشكله المطلق ( غير منقوص ذرة أوكسجين) ، يسمى ( آر . أن . أيَ) الرسول ، يستنسخ منه الشفرة الوراثية كاملة غير أن قاعدة الثايمين تستبدل بقاعدة أخرى تسمى اليوراسيل ، وكأن الحامض النووي الأساسي ( دي . أن . أيَ ) يريد أن يحتفظ ببعض امتيازاته ، وسلطاته السرية الخفية ، مهما يكن من أمر يأخذ هذا الحامض النووي الرسول خفايا الشفرة الوراثية التي استلمها من قائده ، وينتقل من مقر القيادة النواة ذاهباً إلى ساحات العمل والنشاط في السايتوبلازم ، خلال بوابات مقر القيادة المراقبة بشدة من قبل الغشاء النووي ، تفنح له الأبواب باحترام - كل جين له رسوله الخاص ، انتظرني رجاءً- أقول يغادر النواة إلى السايتوبلازم ، ويتمدد على جسيمات حبيبة تدعى ( الرايبوسومات ) توجد على شبكة التواصل ، أو المواصلات المتشعبة جداً في هذا السايتوبلازم . وفي السايتوبلازم نفسه توجد مواد أولية ، وفرتها له العملية الهضمية التي تقوم بها أعضاء الجهاز الهضمي بعد تناول المواد الغذائية الحيوانية والنباتية ، ومن المواد الأولية الحوامض الأمينية التي تتركب منها البروتينات ، و البروتينات تعتبر الوحدة الأساسية في بناء الخلايا ، ومن البروتينات الهرمونات والأنزيمات ، وهي العوامل المساعدة المثبطة أو المنشطة للعمليات الحيوية في الخلية ، وتقوم بتنظيم عمل الخلايا والأعضاء والتحكم فيها ، ويحتاج الإنسان حوالي 15 نوع من الحوامض الأمينية لصناعة بروتيناته،لنقول : ح1 ، ح2 ، ح3 ،ح4 ...ح15 ، ولكن من يقوم بنقل هذه الحوامض الأمينية للسيد الحامض النووي المتمدد على الرايبموسومات ، لا تخشى من ذلك ، هنالك حامض نووي ريبي آخر(آر. أن . أيَ) ، يكنى بالناقل ، هو الذي ينقلها حسب احتياج السيد المتمدد حامل الرسالة ، ومن الجدير ذكره هنالك حامض نووي ريبي ثالث ، تقع عليه مهمة صنع الرايبوسومات التي يتمدد عليها رسول الشفرة الوراثية ، ، رجاء راجع رموز الحوامض في الهامش) الآن كيف يقوم الحامض النووي الريبي الرسول لصناعة البروتينات ومن ضمنها الأنزيمات والهرومونات التي يحتاجها الإنسان لتصيّره إنساناً مميزاً كفرد ، بعد أن حمل الناقل الحوامض الأمينية إليه بأمانة ؟!! قلنا سابقاً الحامض الرسول من قبل الجين تمدد على الأجسام الريبية ( الرايبوسومات ، تتركب من سكر خماسي يدعى الرايبوز) ، الآن تتسابق الأحماض الأمينية إليه جبراً !! ح1 ، ح2 ، ح3 ، ح4 ....ح15 ، ولكن السيد الرسول حامل الأمانة الوراثية ( الشفرة) لا يأخذ الأحماض الأمينية عشوائياً ، كلا !! وإنما وفق ترتيب معين ، وعدد ثابت ، قد يكرر ح3 مرتين أو ثلاث مرات ويجعله الأول ويستغني عن ح4 ، وتكون سلسلة النيوكليوتيد ( أصغر وحدة بروتينية) مثلاً : ح3 ح3ح3ح1ح2ح14.... حسب ما يحمل من شفرة ، ويجب علينا أن ننوه ، كما أوعدتك سابقاً بالانتظار- أن الجين أو الحامض النووي ( دي.أن. إي) لا يعطي شفرته عن لون العينيين إلا في الخلايا المختصة لإظهار هذه الصفة ، فالجين المسؤول عن لون قزحية العين ، لا يعمل ، ولا ينشط إلا في خلايا القزحية ، والجين المسؤول عن لون الجلد لا يعمل إلا في الخلايا الملونة القاعدية في بشرة الجلد ، والجين المسؤول عن إفراز الأنسولين لا يعمل إلا في الخلايا القابلة لإفراز هذا الأنزيم كخلايا جزر لانغرهانس في البنكرياس ، ما تناولته في هذه الحلقة من جهد متواضع ، هو بعض بعض من يسير علم وثقافة عن الإنسان ، فالرصاصة الغادرة اللعينة المجرمة التي تقتله ، وهو يتركب من عشرات الترليونات من الخلايا ، وأضعافها من البكتريا ، لأعجز أن تُحيي خلية واحدة منه حتى لو اجتمع معها كلّ الأنس والجان ، فبأي آلاء ربّكما تكذبان !!! تقتلون أنفساً ، وتنسون أنفسكم ، وحساب الله الذي أوعدكم به ، إن كنتم مسلمين كما تزعمون ، وتجهلون ..وتتجاهلون ..!! " أَوَلَمْ يَرَ الإنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ " (سوره يس) أترك الأمر للعقل البشري السليم ، وإلى الحلقة الثانية نكمل المشوار مع الإنسان العظيم ، والفكر الإجرامي اللئيم !! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بعض التعريفات و المصطلحات اللاتينية التي مرت علينا ، وربما ستمر علينا بالمقالة القادمة ، أو أكثر !! حسب تقبل القرّاء الكرام ، ولم أدرجها كي لا ينغير النظام العربي للكتابة ، ثم تتوسعت قليلاً لمن يريد الإفاضة : The crush ظاهرة تدخل الطبيعة بشكل خفي للحد من زيادة أعداد أحد أنواع الكائنات الحية عن الحد الأقصى ، مما يخل بالتوزان الطبيعي على الأرض . Anthropotomia علم تشريح الإنسان، أو الأنثروبوتومي ، وهو فرع من علم التشريح العام Anatomy علم التشريح العام Cytology علم الخلية :أحد أهم فروع علم الأحياء ، يهتم بدراسة التركيب التفصيلي للخلايا ، من حيث البنية و الوظيفة ، يتشكل من كلمتين لاتينيتين : (Cyto=خلية)، (logy=(علم علم الأنسجة - Histology علم يختص بدراسة الأنسجة المختلفة في الجسم البشري. و يعرف على أنه مجموعة من الخلايا التي لها نفس الشكل و الوظيفة .. Human physiology علم وظائف الأعضاء البشري الذي يختص بدراسة وظائف الجسم البشري بأسره من المكونات الفرعية للخلايا للأجهزة الجسم ونظم الأجهزة. cell theory النظرية الخلوية : وهي التي تقول بأن جميع الكائنات الحية تتألف من خلية أو مجموعة خلايا وهذه الخلايا بالإضافة إلى كونها وحدات بنائية هي أيضا وحدات وظيفية. Decomposition of Organic mater and decomposer fungi ظاهرة تحلل المواد العضوية، والفطريات المحللة ، تعتبر هذهى من أهم الظواهر الطبيعية ، حيث تلعب الدور الاساسي في مايعرف بالتوازن الطبيعي او توازن النظام البيئي العام . وهذه الظاهرة تتخصص بها الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات ، لهذه العملية اهمية كبيرة جدا وهي إعادة العناصر المعدنية للتربة خصوصا التي تقوم بها البكتيريا . وتكون نتيجة هذا التحلل ارجاع المواد المعدنية للتربة حيث تستطيع النباتات امتصاصها مجديد ومن اهم هذه العناصر نجد الكربون والنيتروجين والفسفور. General Equilibrium of Ecosystem التوازن الطبيعي او توازن النظام البيئي العام Nucleic Acids الأحماض النووية Organic Substances مواد عضوية تتكون من الكربون و الهيدروجين و الأكسجين و النيتروجين Electron Microscope المجهر الألكتروني Deoxyribonucleic Acids ( D.N.A ) حامض نووي فاقد لذرة أوكسجين من سكر الرايبوز الخماسي الذي يدخل في تركيبه ، وهو حامل الشفرة الوراثية من الأباء ، يوجد في النواة فقط ، الجزء الأساسي والرئيسي من ( الجين) ، وما تبقى من الجين البروتينات للبناء الهيكلي والشكلي فقط ، ليس لها علاقة بوظيفة الجين !! Ribonucleic Acids ( R.N.A ) حامض نووي ريبي ( أي يدخل في تركيبه سكر الرايبوز الخماسي ، وهو على ثلاثة أنواع mRNA الرسول، ويقوم بنقل الشيفرة الوراثية من الجينات في النواة إلى الرايبوسومات، ليتم تصنيع البروتينات المختلفة داخل السيتوبلازم . tRNA الناقل، ويقوم بنقل الأحماض الامينية في السيتوسول إلى الرايبوسومات لاستخدامها في عملية بناء البروتينات . rRNA الرايبوسومي، يستخدم في إنتاج الرايبوسومات في النوية داخل نواة الخلية . Adenine ,Guanine ,Cytosine ,Thymine , Uracil القواعد النتروجينية التي تدخل في تركيب الحامضين النويين المارين الذكر . Proteins البروتينات ، مادةعضوية تتركب من أربعة عناصر أساسية هي الكاربون والهيدروجين والأوكسجين والنتروجين ، وقد تدخل عناصر ثانوية كالفسفور والكبريت ... تدخل في بناء الخلايا ، أو تصنع منها الأنزيمات والهرمونات Amino Acids تتركب البروتينات من وحدات أولية أساسية هي الأحماض الأمينية Nucleotides النيوكليوتيدات سلسلة بسيطة من الأحماض الأمينية ، تعتبر بداية تشكّل البروتينات المعقدة. Mutation الطفرة الوراثية : نعرف بانها تغير في تسلسل او عدد النيوكليوتيدات في الحامض النووي ( دي .أن . أيَ) ، يؤدي إلى تكوين تسلسلات جديدة من النيوكليوتيدات فينتقل آثارها بصفات معينة إلى الأبناء ، تقسم الطفرات إلى نوعين : الطفرات الجينية وتكون إما نقطية أو صغيرة ، و الطفرات الكروموسومية، وتكون كبيرة . CHROMOSOMES AND GENES الكروموسومات والجينات X ( آكس) الجين الأنثوي Y (واي) الجين الذكري XX ( آكس آكس) الجينات الجنسية الموجودة في خلايا الأنثى دائماً XY ( آكس واي) الجينات الجنسية الموجودة في خلايا الذكر دائماً
|