شكرا يا مريم الريس .. والله ضحكتيني كويس !!

تُعتبر مستشارة رئيس الحكومة العراقية السيدة مريم الريس ــ حسب اعتقاد البعض ــ من رواد النقد التفكيكي والتحليل التفسيخي !!، للبنية السياسية التحتية والفكرية ما فوق الحداثية ، وفرزها البنيوي الفوقاني ذات أعمدة شاقولية بشرارات فكرية جبارة لازالت تعطي إشراقاتها الساطعة كأشعة الشمس الشارقة فوق المنطقة الخضراء حيث العبقرية السياسية للإسلام السياسي تتفتح وتزدهر مثيرة دهشة العالم وعلى رأسهم كيسنجر !! ..
و خاصة عندما تصفن السيدة المصونة و المستشارة المضمونة مريم الريس صفنات صوفية عميقة بتجنحات ابتهالية تفوح منها نكهة الملوخية الطيبة واللذيذة .. ومن ثم لتدلي بتصريحاتها المهمة والخطيرة !!..
فآنذاك .. أو بالأحرى :
بين ليلة وضحاها تنقلب الأمور والأفكار والتحليلات على عقباها وقفاها 180 درجة ، لتتغير معها مفاهيمنا وتقييمنا حول النظام السعودي ، وكل ذلك بفضل هذه التجليات الروحية المباغتة والصفنات التعكفية الغائرة و المثيرة والمستثارة للإيحاء والوحي على حد سواء التي تخرج من بين شفتي السيدة المستشارة !!.. وهكذا .. أي وبين ليلة وضحاها فاجأت السيدة المستشارة مريم الريس الكثير من العراقيين الذين كانوا يعتقدون حتى الآن : بأن النظام السعودي يلعب دورا تآمريا لزعزعة الوضع في العراق ، و يدعم الإرهاب في العراق ماديا ومعنويا ، و عبر قنوات عديدة ، ويقطع رؤوس المعتقلين العراقيين في سجونه بالسيوف ، ضمن عروض حفلات دموية بشعة ومثيرة للغثيان في الساحات العامة ، لا لشيء إلا لكونهم من الشيعة !!..
أو على الأقل هذا ما كان يدعيه أو يؤكده ، ولا زال ، العديد من ساسة وزعماء وكتّاب من الشيعة العراقيين وجرائدهم ومواقعهم الكثيرة ، و عبر عشرات من نداءات استغاثة وتصريحات ومقالات وتحليلات وتظاهرات احتجاج أيضا أمام السفارات السعودية..
وإذا بهذه السيدة الفاضلة والمستشارة العفيفة !! ، تتركنا في حيرة وبلبلة ، وما من بعدها من كلكلة ، حقيقة ، أنها تهزنا من أردافنا كقنبلة صوتية ، لنفيق ونستفيق بحدة وذلك بقولها :
ــ (الأحداث أثبتت أن السعودية تعمل على استقرار المنطقة ) !!!..
أي نعم هكذا .. وبدفعة واحدة !!..
بطبيعة الحال إذا ثمة مَــن يتصور بأن السيدة المستشارة بكلامها هذا تمزح قليلا ، كنوع من خفة دم طريف ومداعبة ضاحكة فهو غلطان بالمرة !!..
فهي تقول أو قالت ذلك بكل جدية وصرامة مقنعة ، وهي في نفس الوقت ليست أي كان ، وهي بكل بساطة مستشارة عظيمة لقائد عظيم ومهيب فريد !!..
طيب وماذا عن لقاء وزيرالداخلية السعودي مع حارث الضاري ــ على سبيل المثال ــ بل وماذا عن فتاوى شيوخ التكفير وجمع التبرعات وتجنيد الإرهابيين في الجوامع السعودية وجمع التبرعات لهم في ما تسمى بالجمعيات الخيرية وإرسالهم إلى العراق للعمليات الانتحارية بعلم النظام السعودي ، وماذا عن مقالات طارق الحميد التحريضية ضد الشيعة العراقيين في جريدة الشرق الأوسط والخ و الخ ؟!ّ..
هكذا يسأل نفسه واحد بطران لا يفهم بالسياسة مثلما تفهم السيدة المستشارة ..
طبعا من حق السيدة المستشارة أن تهز كتفها شفقة أو استهزاءا بهذا السائل لسذاجته وقلة درايته بالسياسة التي يمارسها قادة الشيعة العراقيين ومستشاراتهم و مستشاريهم العباقرة المخضرمين وأصحاب الباع والماع في علوم السياسة ... على صعيد تسييس الحمير أو لقيادتهم إلى الهاوية والتهلكة ..
المهم : مهما كان الأمر أو الحال !! ، .. لا يسعني هنا ألا أن أشكر السيدة المستشارة مريم الريس لأنها أضحكتني و الله كويس .. كويس !!..
!..
هامش ذات صلة :
* (مستشارة للمالكي: الأحداث أثبتت أن السعودية تعمل على استقرار المنطقة ــ عن مواقع ووكالات )

مريم الريس، المستشارة السياسية لرئيس الوزراء العراقي