العراق الجريح لن يتوقف نزيف دمه منذ مئات السنين ، بالرغم من الاتفاقات القصيرة لايقاف سفك الدماء فيه ، لكن العديد من الاطراف في الزمن القديم لم يكتفوا بإيقاف القتال بل استمروا فيه واستمرت المذابح الدموية ، ويعاني العراق من عدم الاستقرار في اغلب عصوره ، نظرا لما يتمتع به من موارد طبيعية وبشرية وثروات معدنية وزراعية ، ومرت الاحداث مع مرور السنين الغابرة والممتلئة بالمعارك والمهالك والمهازل مرورا بالمزابل والمبازل ، نعم في كل فترة مؤلمة ينهض العراق ويبني نفسه بنفسه ، انه بلد العجائب والغرائب ، لا يكاد ان يتقدم الا و يأتي من يساهم في تأخره ، لقد ابتلى اهل العراق بالمصائب والمصاعب فمنهم من ترك البلاد ومنهم من قتل ومنهم من بقي على امل عودة العيش الرغيد ، واليوم جاءت خفافيش الظلام وتحت يافطة عريضة تدعي انتمائها للإسلام لتقوم بالذبح والجلد ، والبشر في نظرها خروف يجب ذبحه او جلده اذا لم يبايع افكارهم المجنونة ، وحتى النساء لم تسلم من شرور هؤلاء الشرذمة ، يقومون بانتهاكات لحقوق الانسان ويشوهون صورة الاسلام امام العالم الغربي وبقية الديانات ، فالمرأة تمثل نصف المجتمع وما فعلته ( داعش) بحق النساء يعتبر جريمة بشعة ومؤلمة ،وهذه الاعمال منافية تماما لرسالة الاسلام السمحاء ، لكن العراق اكبر من هؤلاء المرتزقة لأنه يمتلك التاريخ والحضارة ، ولا يمكن لجماعة من المتشردين ان يقفوا بوجه العراق وحضارته العريقة ، وسيأتي يوم نرى فيه العراق قد شفي من جرحه ويعود الى الواجهة ، لأنه العراق ، عراق الرافدين، عراق التراث ، عراق الحضارة والخط المسماري وعراق القوانين ، فالجرح سوف يشفى ويعود العراق اقوى .
|