صراع الكراسي .. خراب الوطن

 

يمر العراق اليوم بمرحلة مصيرية هي أخطر مايكون بسبب ماتشهده المحافظات التي سيطر عليها الدواعش من قتل وتهجير وهتك للاعراض طال كل الطوائف فضلا عن الدمار الذي لم تسلم منه حتى مراقد انبياء الله والصالحين

ومع كل هذا التصعيد تأتي الخلافات السياسية لتعمق الجروح وتزيد الطين بله والغريب ان الصراع لايتعدى كونه " كرسوي سلطوي  " ليس الا، أما مصلحة الوطن فهي لاتعني شيئا للاخوة الاعداء المتصارعين

ولكن الذي لم يكن بالحسبان ان يطال الصراع  الكتل المنضوية تحت لواء التحالف الوطني فهذا مالم نكن نتوقعه لانه حتما سيسهم في عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة  وبالفعل قد بانت علاماته بالافق من خلال اصرار دولة القانون على انه الكتلة الاكبر  وربما هذا التصرف سيكون آخر مسمار يدق في نعش هذا التحالف وسيدفع كتله ومنها الاحرار والمواطن الى التوجه الى الكتل الاخرى من اجل تشكيل الحكومة  وبالتالي شق صف الاكثرية

والسؤال لماذا كل هذا الاصرار من قبل دولة القانون للتمسك بترشيح المالكي  للولاية الثالثة على الرغم من شدة الخلافات حول هذا الترشيح سواء من داخل التحالف الوطني نفسه أم من قبل الكتل الأخرى هل هو صراع من أجل الكراسي وبالتالي خراب الوطن وضياع هويته أم من اجل اعادة هيبة العراق وطرد الدواعش وتصحيح المسارات الخاطئة والاعتراف بالذنب جراء ماحصل طيلة الفترة الماضية من انتكاسات على كافة الاصعدة

واذا كان هذا هو الهدف الاساسي فهل بالفعل تم اقناع الكتل الاخرى بذلك من أجل التصويت للمالكي كما يدعي أعضاء ائتلافه أم انها لاتعدوا مجرد تصريحات الغاية منها اثارة الشارع المشحون بالتوتر والشكوك

وحقيقة نحن كشعب لايعنينا من سيكون رئيس الوزراء القادم لاننا لسنا أصحاب سلطة لاختياره ولكن مايعنينا هو موقف التحالف الوطني الذي مازال يراوح في مكانه ولم نقبض منه سوى كلمات "التمسك، والاستبعاد، والتنازل، والحسم "وكأنما نحن نتابع برنامج لايقدم لنا سوى"جاي وجذب "  

نتمنى من قوى التحالف الوطني تقرير مصير منصب رئيس الوزراء بالسرعة الممكنة أسوة بالتحالف الكردستاني  و اتحاد القوى الوطنية الذي يضم معظم القوى السنية، من أجل حسم الملفات العالقة وابعاد مدننا من شبح الحرب الطائفية وتوحيد الصفوف وبناء الوطن وتقديم الخدمات التي أضحت من المستحيلات في ظل تلك الاوضاع الملبدة بالغيوم  ، وأخيرا نتمنى ان لاتكون تمنياتنا مجرد تمنيات تتسابق مع التصريحات لتعود من جديد مشكلة من هو الكتلة الاكبر ،وان غدا لناظره قريب !!